هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية ؟

هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية ؟، حيث انها حالة تكون فيها الغدة الدرقية غير قادرة على إنتاج كميات كافية من هرمونات الغدة الدرقية التي يحتاجها الجسم، وفي هذا المقال ستتم الإجابة حول التساؤل المطروح، والتطرق كذلك إلى الحديث حول علاج خمول الغدة الدرقية، وبيان أسبابها وأعراضها وبعض النصائح التي يساعد اتباعها على تحسين صحة الغدة الدرقية.

خمول الغدة الدرقية

خمول أو قصور الغدة الدرقية هي حالة تكون فيها الغدة الدرقية غير قادرة على إنتاج ما يكفي من هرموناتها المهمة للجسم، وخاصة هرمونات T3 و T4، وتقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق وتفرز هرموناتها لتنتقل في مجرى الدم، وبالتالي فإنّ الغدة الدرقية تؤثر على جميع أجزاء جسم الإنسان تقريبًا من القلب والدماغ إلى العضلات والجلد [2]، وتجدر الإشارة إلى أنّ الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، هم الأكثر عرضة للإصابة بقصور الغدة الدرقية.[3]

يسبب قصور الغدة الدرقية اضطرابًا في التوازن الطبيعي للتفاعلات الكيميائية التي تحدث في الجسم، ومن النادر أن تظهر أي من الأعراض في المراحل المبكرة من قصور الغدة الدرقية، ولكن في المراحل المتأخرة، وفي كثير من الحالات يمكن أن تستمر لمدة عدة سنوات، وقد تظهر بعض الأعراض مع العديد من المشكلات الصحية مثل: السمنة، وآلام المفاصل، ومشاكل الخصوبة، وأمراض القلب،  والعقم، وقد تختلف الأعراض حسب شدة العجز الهرموني، والتي يمكن أن تبدأ كزيادة في الوزن والشعور بالتعب، ومع استمرار تباطؤ عملية التمثيل الغذائي في الجسم قد تظهر الأعراض أكثر وضوحًا.[2]

عندما يُترك قصور الغدة الدرقية دون علاج يمكن أن تتطور هذه الأعراض لتصبح أكثر حدة، ويمكن أن يؤدي التحفيز المستمر للغدة الدرقية لإفراز المزيد من الهرمونات إلى تضخم الغدة الدرقية[3]

شاهد أيضًا: القسط الهندي للغده … طريقة استخدامه لعلاج الغدة الدرقية

هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية ؟

نعم، حيث يعتبر قصور الغدة الدرقية من الأمراض التي يمكن علاجها بسهولة لأنه في كثير من الحالات تختفي الأعراض عند تناول الدواء، حيث يتم تناول دواء التروكسين وهو بديل لهرمون الغدة الدرقية ويعمل على تعويض هرمونات الغدة الدرقية، ويتم هذا العلاج تحت إشراف الطبيب من أجل تحديد الجرعة المناسبة بناءً على فحص الدم ويتم تناول الدواء حتى الوصول إلى المستويات الطبيعية في فحص الدم.

علاج قصور الغدة الدرقية

يمكن تشخيص قصور الغدة الدرقية بسهولة. هناك اختبارات يتم إجراؤها للتحقق من وظيفة الغدة الدرقية وإظهار التشوهات[3]؛ عندما ترى الطبيب، سيقوم بإجراء فحوصات الدم للتحقق من مستويات الهرمون، بما في ذلك:

• هرمون الغدة الدرقية (TSH)
• هرمون الثيروكسين T4

إذا كانت مستويات هرمون T4 هرمون الغدة الدرقية أقل من مستوياتها الطبيعية، فهذا يشير إلى قصور الغدة الدرقية، ومع ذلك يمكن أن يكون لدى بعض الأشخاص مستويات عالية من هرمون TSH وتبقى مستويات T4 عند المستويات الطبيعية، وتعرف هذه الحالة باسم قصور الغدة الدرقية تحت الإكلينيكي المعتدل أو تحت الإكلينيكي، وغالبًا ما تكون هذه الحالة مرحلة مبكرة من قصور الغدة الدرقية، وعندما تكون النتائج غير طبيعية أو يعاني المريض من خلل ما، سيأمر الطبيب بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية من أجل الكشف عن أي اضطرابات خفية[2].

غالبًا ما يكون علاج قصور الغدة الدرقية بسيطًا وآمنًا وفعالًا في حالة قيام الطبيب بتشخيص حالة المريض بقصور الغدة الدرقية، يكون العلاج عن طريق وصف هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي T4، والذي يأتي غالبًا على شكل أقراص، ويتناول المريض حبة واحدة يوميًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ المريض إبلاغ الطبيب عن أي دواء آخر يتناوله، أو مكملات غذائية أو علاجات عشبية، وذلك لتلافي التداخل الدوائي أو التأثير على امتصاص الجسم لهرمون الغدة الدرقية الاصطناعي[2]، وبعد العلاج المستمر، يتم إجراء فحوصات الدم بشكل دوري لمراقبة مستويات هرمون الغدة الدرقية، بحيث يمكن للطبيب تعديل الجرعة وفقًا لذلك.

شاهد أيضًا: القسط الهندي للغده … طريقة استخدامه لعلاج الغدة الدرقية

أعراض قصور الغدة الدرقية

تختلف أعراض قصور الغدة الدرقية من شخص لآخر، وتؤثر شدة المرض في بعض الأحيان على ماهية الأعراض ومتى تظهر، لذلك في بعض الأحيان قد يكون من الصعب تحديد هذه الأعراض، وبالطبع تشمل الأعراض المبكرة لقصور الغدة الدرقية كلاً من زيادة الوزن والإرهاق، وبما أن هذين الأمرين كانا شائعين في المرضى المسنين، فإن مظهرهم وحده لم يكن كافيا للاشتباه في قصور الغدة الدرقية، حيث يجب أن تكون مصحوبة بأعراض أخرى، وتتطور أعراض قصور الغدة الدرقية تدريجياً على مر السنين، ويصبح ظهورها أسهل وأكثر تواتراً مع تدهور وظيفة الغدة الدرقية وكبر عمر المريض، لذلك يجب على الشخص مراجعة الطبيب وإجراء فحوصات الدم إذا اشتبه في إصابته بقصور الغدة الدرقية، وبشكل عام تتضمن قائمة الأعراض الأكثر شيوعًا لهذا المرض كلا من[4]:

• الإمساك.
• ضعف عضلي.
• الإحساس بآلام المفاصل وتيبسها.
• يعاني من ضعف الذاكرة.
• بطء ضربات القلب.
• الشعور بالتعب.
• الاكتئاب.
• الشعور بالبرد.
• جلد جاف.
• ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
• قلة التعرق في الجسم.
• تصلب العضلات وآلامها.
• بحة في الصوت
• شعر جاف وخفيف.
• تغيير في الدورة الشهرية للمرأة.
• تورم في الوجه.
• زيادة الوزن.

أسباب قصور الغدة الدرقية

يمكن أن يكون سبب خمول الغدة الدرقية للأسباب التالية[5]:

• مرض هاشيموتو: يُعرف مرض هاشيموتو بأنه السبب الأكثر شيوعًا لقصور الغدة الدرقية في الولايات المتحدة، واسم آخر يسمى التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي، وهذا المرض يندرج ضمن أمراض المناعة الذاتية، وهو من المراض التي تجعل جهاز المناعة يهاجم خلايا وأعضاء معينة مثل هذا، يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية، مما يسبب الالتهاب ويؤثر على إنتاج الهرمونات.
• التهاب الغدة الدرقية: يصاب الشخص بقصور الغدة الدرقية عندما يعاني من التهاب الغدة الدرقية في مثل هذه الحالة، يتسبب الالتهاب في تسرب هرمونات الغدة الدرقية إلى الدم، وهذا يزيد من مستوياته ويؤدي إلى فرط النشاط، وبعد شهر أو شهرين يتبين أن المشكلة عكس ذلك، ويعاني الشخص من قصورها، وعادة ما يحدث التهاب الغدة الدرقية بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية أو نتيجة للإضرابات المناعة الذاتية او اضطرابات ما بعد فترة الحمل.
• قصور الغدة الدرقية الخلقي: في مثل هذه الحالات، يكون قصور الغدة الدرقية موجودًا لدى المريض منذ الولادة ومن المحتمل أن يتسبب في مجموعة من المشكلات المرتبطة بالنمو البدني والعقلي، لكن العلاج المبكر يمنع مخاطر هذه المضاعفات ؛ لذلك ، يجب فحص الأطفال حديثي الولادة على الفور للتأكد من عدم إصابتهم بقصور الغدة الدرقية.
• الأدوية: تؤثر أنواع معينة من الأدوية على وظيفة الغدة الدرقية وإنتاج الهرمونات مما يؤدي إلى نقصها.
• مستويات اليود المتغيرة: يلعب اليود دورًا رئيسيًا في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية عندما تكون مستوياته متوازنة في الجسم. أي اختلال في هذا التوازن، بغض النظر عن حجمه أو صغره، يؤدي إلى إصابة الشخص بقصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية.

شاهد أيضًا: القسط الهندي وقت الدوره .. فوائد القسط الهندي للنساء

نصائح لتحسين صحة الغدة الدرقية

يمكن أن يساعد اتباع بضع خطوات في تحسين صحة الغدة الدرقية ، بما في ذلك ما يلي[1]:

• تناول المكملات الغذائية: إذا كان سبب قصور الغدة الدرقية هو نقص اليود في الجسم؛ يمكن للطبيب أن يصف مكملات غذائية من اليود والمغنيسيوم والسيلينيوم ، كما أن تناول حبوب الحديد والكالسيوم يساعد بشكل كبير في تحسين صحة الغدة الدرقية.
• اتباع نظام غذائي صحي: حيث أن هناك العديد من الأطعمة التي لها القدرة على تحسين وظيفة الغدة الدرقية، ومن الممكن اتباع نظام غذائي يشمل هذه الأطعمة، مثل: المكسرات والبذور الغنية بالمغنيسيوم والسيلينيوم ، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف يمكن تؤثر على امتصاص بعض أدوية الغدة الدرقية، ومن الأطعمة لتي قد تؤدي إلى قصور الغدة الدرقي: فول الصويا، واللفت، والملفوف، والبروكلي، لكن النظام الغذائي لا يمكن أن يحل محل الأدوية ولا يمكن استبداله بها.
• ممارسة الرياضة: يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تخفيف الأعراض المرتبطة بقصور الغدة الدرقية، وخاصة الأعراض المتعلقة بضعف العضلات وآلام المفاصل والشعور بالتعب والاكتئاب.

وختامًا، تمّ في هذا المقال الإجابة حول التساؤل المطروح، هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية ؟، وتمّ التطرق كذلك إلى الحديث حول علاج خمول الغدة الدرقية، وبيان أسبابها وأعراضها وبعض النصائح التي يساعد اتباعها على تحسين صحة الغدة الدرقية.