هل يجوز قول اللهم اني نويت صيام رمضان

هل يجوز قول اللهم اني نويت صيام رمضان مع بداية شهر رمضان المبارك؛ إذ إنّ كثيرًا من الناس ينوي صيام كامل الشهر، ففي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي لبيان حكم قول اللهم اني نويت الصيام -مثلًا- من بداية شهر رمضان وحتى نهايته وذلك مع غروب شمس آخر يوم من شهر شعبان، كذلك يضيء المقال على بعض الأمور المهمة المتعلقة بموضوع المقال الرئيس.

هل يجوز قول اللهم اني نويت صيام رمضان

ذهب العلماء إلى أنّه يجوز للمسلم قول اللهم اني نويت صيام رمضان لأنّهم أجازوا التلفّظ بالنية في العبادات كالصلاة والصيام ونحو ذلك، فقد ذهب الحنفية في القول المختار في المذهب والشافعية والحنابلة في مذهبهم إلى أنّ التلفّظ بالنية في العبادات سنّة ليوافق اللسانُ القلبَ، بينما ذهب بعض الحنفية والحنابلة إلى أنّه مكروه، وأمّا المالكيّة فقد قالوا إنّ التلفّظ بالنية جائز وإن كان الأولى تركه، ولكن يُستحب للموسوس أن يتلفَّظ بالنية ليذهب عنه اللبس.[1]

اقرأ أيضًا: صحة دعاء اللهم اني نويت ان اصوم رمضان كاملا

نية صيام شهر رمضان

إنّ النية مشروطة في صيام شهر رمضان المبارك؛ لأنّ الصيام عبادة فلا تجوز إلّا بنيّة مثلها مثل سائر العبادات، لقوله صلى الله عليه وسلم: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ”،[2] ويُشترط في نية رمضان ما يأتي:[3]

• الجزم: فالجزم هو من باب قطع التردد، فعلى المسلم أن يجزم في نيته أنّه سيصوم اليوم التالي من دون تردد.
• التعيين: وفي ذلك قولان:
  • قول الجمهور: ذهب الجمهور إلى وجوب تعيين النية في صوم رمضان، بمعنى أن يُعيِّنَ المسلم اليوم الذي يريد صيامه، وتمام النية عند النووي أن يقول المسلم: “نويتُ صَوْمَ غَدٍ، عَنْ أَدَاءِ فَرْضِ رَمَضَانَ هَذِهِ السَّنَةَ لِلَّهِ تَعَالَى”.[4]
  • قول الحنفية: ذهب الحنفية إلى أنّه لا يُشتط تعيين النية في رمضان، وإنّما يصح بمطلق نية الصوم من غير تعيين.
• التبييت: وفي هذه المسألة قولان كذلك:
  • قول الجمهور: قال الجمهور بوجوب إيقاع النية ليلًا ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر، ودليلهم قوله صلى الله عليه وسلم: “منْ لمْ يُجمِعِ الصيامَ قبلَ الفجرِ، فلا صيامَ لهُ”.
  • قول الحنفية: لم يشترط الحنفية تبييت النية، ولمّا لم يشترطوا ذلك فإنّهم أجازوها بعد الفجر إلى ما قبل الضحوة الكبرى.
• تجديد النية: كذلك كان للعلماء في هذه المسألة قولان:
  • قول الجمهور: ذهب الجمهور إلى أنّ المسلم ينبغي له تجديد النية قبل كل يوم من أيّام رمضان؛ لأنّ كلّ يوم عندهم هو عبادة مستقلة يلزمها نية جديدة.
  • قول الإمام مالك وزُفَر من الحنفية ورواية عن الإمام أحمد: قالوا إنّه يكفي للصيام نية واحدة عن كامل الشهر وعن كل صوم متتابع.

كذلك اشترط العلماء شرطًا في النية وهو استمرارها، فلو نوى المسلم الصيام ثمّ عاد عن نيته قبل الفجر فإنّ رجوعه عنها يصح ولا يُعدّ حينها صائمًا، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ما حكم قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

حكم نية صوم رمضان كاملا

لقد ذهب العلماء في هذه المسألة مذهبان: فالجمهور ذهب إلى أنّه لا بدّ من تجديد نيّة الصيام كلّ ليلة، بينما ذهب الإمام مالك وإحدى الروايات عن الإمام أحمد وقول زُفَر من الحنفيّة إلى أنّه يكفي النية لصيام شهر رمضان المبارك مرة واحدة كأن يقول نويت صيام كامل شهر رمضان المبارك، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون سحور

أدلة على فرض الصيام

لقد ورد ذكر فرض الصيام في شهر رمضان المبارك في القرآن الكريم وفي السنة النبوية في كثير من الآيات والأحاديث، ومنها:

أدلة من القرآن الكريم

من أدلّة فرض الصيام في القرآن الكريم ما يأتي:

• قوله تعالى في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[7]
• قوله تعالى في سورة البقرة: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.[8]
• قوله تعالى في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[9]

شاهد أيضًا: هل يجوز دعاء اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

أدلة من السنة النبوية

من الأدلّة من السنة النبوية على فرض صيام رمضان ما يأتي:

• قوله صلى الله عليه وسلم: “بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ”.[10]
• حديث طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- الذي يقول فيه: “أنَّ أعْرَابِيًّا جَاءَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إلَّا أنْ تَطَوَّعَ شيئًا فَقالَ: أخْبِرْنِي بما فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ قالَ: شَهْرَ رَمَضَانَ إلَّا أنْ تَطَوَّعَ شيئًا”.[11]
• حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: “قالَ: يا رَسولَ اللهِ ما الإيمَانُ؟ قالَ: الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، ولِقَائِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ الآخِرِ قالَ: يا رَسولَ اللهِ ما الإسْلَامُ؟ قالَ: الإسْلَامُ أنْ تَعْبُدَ اللهَ ولَا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومَ رَمَضَانَ”.[12]

مقالات مقترحة

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز قول اللهم اني نويت صيام رمضان مع الإضاءة على بعض المسائل المتعلقة بمسألة نية الصيام وأحكامها في الشريعة الإسلامية.