هل يجوز صلاة التراويح أقل من 8 ركعات

هل يجوز صلاة التراويح أقل من 8 ركعات في شهر رمضان أمر لا بد من أن يتم توضيحه وبيانه من خلال ذكر عدد ركعات صلاة التراويح وفق ما عليه أصحاب المذاهب الأربعة والفقهاء، ثمّ بيان حكم من صلى أقل من هذا العدد، وهذا ما سيتمّ بيانه في هذا المقال من موقع مقالاتي، بالإضافة إلى توضيح مجموعة من الأحكام المتعلّقة بأداء صلاة القيام في شهر رمضان الفضيل.

حكم صلاة التراويح

صلاة التراويح سنّة مؤكدة وردت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، وقد جمع أصحابه -رضي الله عنهم- على صلاتها لمدّة ثلاثة أيام ثمّ ترك ذلك خوفًا منه أن تفرض عليهم، ثمّ بقي الحال على ما هو في خلافة الصحابي أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وفي صدر خلافة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أيضًا، لكنّه بعدها جمع المسلمين لأدائها بانتظام خلف إمام واحد، وبقيت تصلى في جماعة في المساجد إلى يومنا هذا بفضل الله -تعالى-.[1]

وقد كان النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- يرغّب الصحابة الكرام بأدائها، ويخبرهم عن فضلها العظيم؛ كغفران ما تقدّم من ذنب المسلم، وكتابة أجر قيام ليلة كاملة له إن هو صلّاها مع الإمام وبقي حتى ينصرف،[1] فقد ثبت في الصحيحين: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ).[2]

شاهد أيضًا: ما هي صلاة التراويح

هل يجوز صلاة التراويح أقل من 8 ركعات

نعم، فأقل ما تصحّ به صلاة التراويح ركعتين؛ لأنّها من صلاة الليل، وصلاة الليل تؤدى مثنى مثنى، فإن وجد المصلي في نفسه الهمّة أتى بالعدد كاملًا ليأخذ أجر الإتيان بالسنة بتمامها، وإن لم يجد في نفسه القدرة صلى ركعتين ركعتين حتى لا يعود قادرًا على الإتمام فيوتر لينهي صلاته. وصلاة التراويح عند جمهور العلماء من المذاهب الأربعة عشرون ركعة من أتى بها أتى بالسنة ومن أتى ببعضها أتى ببعض السنّة وله الثواب والأجر على صلاته إن شاء الله تعالى.[3]

وقد رأى بعض العلماء أنّها ثماني ركعات أو عشر ركعات من غير الوتر لورود أحاديث في ذلك، لكن ما عليه الجمهور وما كان عليه المسلمون في زمان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّها عشرون ركعة، حتى أنّ الإمام مالك في قول له: زادها إلى ستّ وثلاثين ركعة، لكن لا ينكر أحد على أحد؛ فمن أراد أدى العشرين كاملة ومن أراد أدى بعضها.[3]

شاهد أيضًا: عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية أدائها

الفرق بين صلاة التراويح والقيام 

صلاة قيام الليل هي كل صلاة لنافلة بعد العشاء، لكن تعارف الناس على تسمية قيام الليل في شهر رمضان الفضيل (التراويح)، أيّ أنّ التراويح مخصوصة بشهر رمضان الكريم بخلاف قيام الليل فهو عام في أيّ وقت في السنة، كما أنّ استحباب صلاة التراويح  آكد من استحباب قيام الليل في بقيّة أوقات السنة.[4]

وصلاة التراويح شرعت لها الجماعة التي تعدّ سنّة مؤكدة في حقّها عند الشافعية والحنابلة وسنة على الكفاية عن السادة الحنفية.[4] كما أنّ المسلمون عادة يصلّون صلاة التراويح أوّل الليل لأنّ ذلك أسهل عليهم بخلاف صلاة القيام في بقية الأوقات فهي تصلى في أيّ وقت بين العشاء والفجر وأفضل وقتها في آخر الليل.[5]

شاهد أيضًا: عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية أدائها

كيفية صلاة التراويح

تصلى صلاة التراويح ركعتين ركعتين، بحيث يصليها المسلم كما يصلي الصلاة العادية، فبعد أن يحقق شروط الطهارة وستر العورة، يستقبل القبلة وينوي قيام الليل من رمضان أو ينوي التراويح ويحرم للصلاة من خلال تكبيرة الإحرام ثمّ يشرع بدعاء الاستفتاح وسورة الفاتحة ويقرأ ما تيسّر له من القرآن الكريم، ثمّ يؤدي الركوع والسجود مع التسبيح فيهما، وبعد أن ينهي الركعة الأولى يصلي الثانية مثلها، وفي آخرها يجلس ويقرأ التشهّد والصلاة الإبراهيمية ويسلّم.[6]

يعيد المسلم الخطوات السابقة بقدر ما أراد أن يصلي للتراويح، فلو أراد أن يصليها عشرين ركعة يقوم بصلاة الركعتين السابقتين عشر مرات بعشرة تسليمات يوتر بعدها ويقنت في الركعة الأخيرة من وتره،[7] ويستحبّ أن يطيل القراءة لأن هذا ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلّم- والصحابة الكرام في التراويح، كما يحرص على أن تحصل عنده الخشوع والطمأنينة، ويمكنه أن يرتاح بين كلّ أربع ركعات.[8]

شاهد أيضًا: كيفية أداء صلاة التراويح في المسجد للنساء

فضل صلاة التراويح

صلاة التراويح لها فضل عظيم ورد في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها ما يأتي:[9]

• صلاة التراويح من أسباب مغفرة ما تقدّم ذنب المسلم؛ ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[2]
• صلاة المسلم للتراويح مع إمامه إلى أن ينصرف تساوي في فضلها قيام ليلة كاملة؛ فقد ورد عن أبي ذرّ الغفاري: (قلت: يا رسولَ اللهِ، لو نَفَّلْتَنا قيامَ هذه اللَّيلةِ)؟ فقال: إنَّ الرَّجُلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصرفَ، حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ).[10]
• إن مات مصلي التراويح وهو مداوم عليها كان مع الصديقين والشهداء؛ ورد عن عَمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهنيِّ، أنّ قال: (جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ أرأَيْتَ إنْ شهِدْتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك رسولُ اللهِ وصلَّيْتُ الصَّلواتِ الخمسَ وأدَّيْتُ الزَّكاةَ وصُمْتُ رمضانَ وقُمْتُه فمِمَّن أنا؟ قال: (مِن الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ )).[11]

شاهد أيضًا: أحاديث عن صلاة التراويح في رمضان

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد بيّنا فيه هل يجوز صلاة التراويح أقل من 8 ركعات خلال شهر رمضان الفضيل، فضلًا عن بيان مجموعة من الأحكام الأخرى المتعلّقة بصلاة التراويح.