هل يجوز ختم القرآن للميت

هل يجوز ختم القرآن للميت، فقد توارث المسلمون هذه العادة بعد موت شخص عزيز عليهم وتكون هذه الختم إمّا جماعية أو كل شخص يقرأ ختمة على حدة، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع حكم ختم القران للمتوفي وما رأي علماء أهل السنة والجماعة بهذا الفعل وعلام استندوا في أحكامهم تلك، وسيُضاء على بعض القضايا التي تخص موضوع المقال الرئيس، مثل دعاء الميت ونحو ذلك.

هل يجوز ختم القرآن للميت

إنّ ختم القرآن للميت لا أصل له كما ذكر ابن باز رحمه الله، فالأصل من قراءة القرآن الكريم هو التدبر والوعي والفهم والوقوف مع الأحكام حيث أنزل الله تبارك وتعالى القرآن الكريم دستورًا يتلوه النّاس آلاء الليل وأطراف النهار ليعتبروا ويفهموا، وليس من أجل التلاوة والقراءة فقط.[1]

وانقسم العلماء في هذه المسألة إلى قسمين، القسم الأول أجاز إهداء ثواب التلاوة إلى الميت وبعضهم الآخر جعل قراءة القرآن الكريم من العبادات التوقيفية أي لا يجوز أن يفعل منها سوى ما أقرته الشريعة الإسلامية وذلك كما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنّ مَن عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد، وعلى ذلك فلا يُمكن الجزم في هذه المسألة لعدم توفر دليل ثابت يُمكن الاستناد إليه، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم قول رمضان كريم ابن باز

الدعاء للميت

لقد شرع الإسلام الدعاء للميت وجعله نوعًا من أنواع الصلة وهو يصل إلى الميت بإذن الله، ويُمكن أن يقال في الدعاء للميت:

• اللهم اغفر لميتنا وارحمه يا ربي برحمة منك، اللهم توله فقد ذهب الآن إلى دار لا يرجو فيها الخير إلا منك، اللهم إنه كان يطيعك في الدنيا حبًا بك لا خوفًا منك فقط، فاللهم آمنة في دارك الآن.
• اللهم إنّه الآن دخل إلى قبره وحيدًا التراب كله من بين يديه ومن خلفه وهوام الأرض ستأكل جسده فلا تجعل النّار تأكله يا رب العالمين، اللهم اجعله من أصحاب الفردوس الأعلى والجنان.
• اللهم يا رب العالمين يا مَن لا يجمع على العبد خوفين أسألك أن تكون معه وأن ثبته عند السؤال يا رب العالمين، اللهم اغفر له وعافه واعف عنه.

شاهد أيضًا: هل يجوز قول رمضان كريم

قراءة القرآن للميت ووصول ثوابها إليه

اختلف علماء أهل السنة والجماعة في مسألة قراءة القرآن للميت على رأيين وما يأتي تفصيلهما:[1]

• الرأي الأول: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ قراءة القرآن للميت يصل ثوابها للميت مثلها مثل الصدقة عنه أو الحج عنه أو العمرة أو الدعاء له ونحو ذلك من الأمور.
• الرأي الثاني: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ قراءة القرآن لا يصل ثوابها إلى الميت لأنّ قراءة القرآن من العبادة ومسألة العبادات هي توقيفية لا يُفعل أي شيء منها من دون دليل شرعي قاطع، وهي تتلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن يلقها من ربه وليست على الهوى، والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء

ختمة القرآن لِلْمَيِّتِ

في الوقوف مع ختمة القرآن للميت فإنّ هناك مسألتين لا بدّ من توضيحهما والإبانة عنهما، وتفصيلهما فيما يأتي:

حكم عمل ختمة جماعية للميت

لقد اختلف العلماء في مسألة وصول ثواب قراءة القرآن على الميت، ولكن لو أُخذ بقول العلماء الذي قالوا بوصول الثواب فإنّه يُمكن قسم ختمة جماعية على مجموعة من النّاس ومن ثم إهداء ثوابها إلى الميت، فلو أهدى المسلم ثواب عمله إلى غيره فإنّه يصله ذلك الثواب، والله أعلم.[2]

حكم قراءة القرآن عند القبور

ذهب ابن باز في الحكم على قراءة القرآن على القبور إلى أنّه بدعة ولا يجوز قراءة القرآن الكريم عند القبر ولا حتى الصلاة عنده فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يأت على فعل ذلك، وأضاف ابن باز إلى ذلك: “وما ذكره ابن القيم عن بعض العلماء لا يعتمد عليه، الواجب في مثل هذا الباب هو الاعتماد على القرآن والسنة، وما خالفهما من جهة العبادة يكون بدعة، فلا يصلى عند القبور، ولا يقرأ عندها، ولا يطاف بها، ولا تدعى من دون الله، ولا يستغاث بأهلها، فدعاء الميت، والاستغاثة بالميت، والنذر له هذا من الشرك الأكبر، والدعاء عند قبر كونه يدعو الله عند قبر بدعة، وهكذا القراءة عند القبر بدعة”، والله أعلم.[3]

أفضل ما يُهدى للميت

إنّ أفضل ما يهدى للميت من أعمال هو:[4]

• الدعاء: إنّ الدعاء هو من خير الأمور التي يفعلها المسلم للميت حيث إنّ الدعاء يرد القضاء ويُمكن أن يخفف من العذاب ويمكن أن يرفع من الدرجات في الجنان بإذن الله.
• الصدقة: إنّ الصدقة تنفع الميت كثيرًا وقد ثبت أن ثوابها يصل إلى الميت بإذن الله تعالى.
• الحج أو العمرة: يُمكن للمسلم أن يحج عن الميت أو أن يعتمر عنه وكذلك يُمكن أن يقضي عنه دينه وذلك كله من الأمور الحسنة والله أعلم.

إلى هنا نكون قد وصلنا مع ختام مقال هل يجوز ختم القرآن للميت وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في مثل تلك المسائل، وما أفضل الأمور التي يُمكن للمسلم أن يهديها لأخيه الميت ونحو ذلك.