هل يجوز بلع الريق في الصيام

هل يجوز بلع الريق في الصيام حيث سيتم معرفة آراء أهل العلم في هذه المسألة، وقد بيّن الشرع كلّ التفاصيل والأحكام الشرعية المهمة للمسلم في رمضان، ومن خلال موقع مقالاتي سيتمّ التعرف على أحكام بلع الريق في الصيام، بالإضافة إلى معرفة حكم بلع النخامة أو البلغ أثناء الصيام.

الشريعة الإسلامية

إن الشريعة الإسلامية جاءت شاملة لكل ما يتعلق بحياة المسلم، فقد بينت جميع التفصيلات والجزئيات لكل ما يبحث عنه المسلم، حيث يجد تفسيرًا ونصًا أو رأيًا فقهيًا لجميع الأحكام الإسلامية، كما أن الفقهاء عملوا على العديد من الأمور وبينوا الأحكام الشرعية فقد قال -سبحانه وتعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[1]، كما تعمقت الشريعة الإسلامية بأحكام الصيام وبينت كل ما يفطر وما لا يُفطر، ومن أهم هذه الأحكام بلع الريق للصائم حيث يعتقد بعض الصائمين أن بلع الريق يؤثر في صحة الصيام وهذا ما سيتم بيانه في هذا المقال.

هل يجوز بلع الريق في الصيام

بين ابن باز -رحمه الله- في حكم بلع الريق في الصيام بأنه جائز، حيث أن بلع الريق لا يفسد الصيام، حيث أنها تعتبر من الأمور التي لا يستطيع الصائم ضبطها فهو أمرًا تلقائيًا يحدث بدون تخطيط، حيث جاء في قوله أن “أما اللعاب فلا يمنع الصوم ولا يضر الصوم، اللعاب هو من الريق من كثرة الريق فإن بلع فلا بأس وإن بصقت فلا بأس”، أما إذا اختلط ريق الصائم بشيء له طعم كالسواك فإنّه يفطر بابتلاع ريقه المُتغيّر بالسواك، أمّا إن تفل الصائم ريقَه، وأخرجه من فمه، ولم يبتلعه، فإنّه لا يفطر، والأفضل للصائم أن يتسوّك بسواك لا طَعم له؛ حتى لا يؤثّر في صحّة صومه.[2][3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون سحور

حكم بلع النخامة للصائم

تعتبر النخامة بأنها الأذى المخاطي الذي يخرج من حلق الإنسان، حيث تعتبر بأنها شيئًا غليظًا يحصل إما من الصدر أو الرأس، حيث ينبغي على الصائم بصقها وإخراجها من الفم وعدم ابتلاعها، فقد ذكر الشافعية أنّه من تعمد بلعها بعد وصولها إلى ظاهر الحلق فقد فسد صومه، وخفف الأحناف والمالكية في حكمها، فأفتوا بعدم الفطر بابتلاع النخامة وإن وصلت إلى اللسان، يقول الشيخ النفراوي المالكي: “البلغم يخرج من الصدر إلى طرف اللسان ويبلعه لا قضاء عليه ولو تمكن من طرحه، ومثله النخامة ولو وصلت إلى طرف اللسان وتعمد ابتلاعها لا قضاء عليه في شيء من ذلك، خلافا لخليل في إيجابه القضاء على من تمكن من طرحه”.[4]

حكم ابتلاع البلغم أثناء الصيام

يعتبر البلغم بأنه مزيج من اللّعاب والمخاط فيخرج من المسالك التنفسية، أما جمعها فهو بلا غم، حيث أنّه لا يفطر مطلقًا عند الأحناف والمالكية، ويفطر عند الشافعية والحنابلة إذا وصل إلى الظاهر، والظاهر عند الحنابلة هو الفم، أما الظاهر عند الشافعية فهو ما يعد مخرج الحاء من جهة الفم، بشرط أن يعلم الصائم أنّه يفطر وأن يقدر على لفظه، وعليه فإنّ المسلم لو ابتلعه بعلمه أن يفطر ويقدر أن يلفظه فصيامه فسد ووجب عليه القضاء عند الشافعية والأحناف، وهو الأحوط للمسلم خروجًا من الشبهات، ولا قضاء على مذهب الأحناف والمالكية.[5][6]

حكم بلع ماء المضمضة للصائم

يختلف هذا الحكم حسب ما نوى به المسلم، فإنّ ابتلاع الصائم للماء المتجمع من المضمضة بقصد زوال العطش فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى كراهتها، أمّا عن ابتلاع الصائم لما اختلط من ماء المضمضة مع ريقه بعد تفل الماء فهو من الأمور التي لا تُبطل الصيام ولا تُفسده، كما ورد في الموسوعة الفقهية “مِمَّا لاَ يُفْسِدُ الصَّوْمَ الْبَلَل الَّذِي يَبْقَى فِي الْفَمِ بَعْدَ الْمَضْمَضَةِ إِذَا ابْتَلَعَهُ الصَّائِمُ مَعَ الرِّيقِ، بِشَرْطِ أَنْ يَبْصُقَ بَعْدَ مَجِّ الْمَاءِ، لاِخْتِلاَطِ الْمَاءِ بِالْبُصَاقِ، فَلاَ يَخْرُجُ بِمُجَرَّدِ الْمَجِّ، وَلاَ تُشْتَرَطُ الْمُبَالَغَةُ فِي الْبَصْقِ، لأِنَّ الْبَاقِيَ بَعْدَهُ مُجَرَّدُ بَلَلٍ وَرُطُوبَةٍ، لاَ يُمْكِنُ التَّحَرُّزُ عَنْهُ”.[7]

شاهد أيضًا: حكم بلع البلغم في الصيام