هل يجوز الوضوء بالمكياج على الوجه وهل يفسد الوضوء؟

هل يجوز الوضوء بالمكياج على الوجه وهل يفسد الوضوء؟ في الشريعة الإسلامية، حي إنّ الوضوء هو الطهارة والطهارة هي شرط أساسي، حتى يأتي المسلم ربه -تبارك وتعالى- وهو طاهر في أثناء العبادة، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي لجواز الوضوء مع المكياج، وهل وضع المكياج يفسد الوضوء في الشريعة الإسلامية ونحو ذلك من الأمور.

هل يجوز الوضوء بالمكياج على الوجه

اختلف علماء أهل السنة والجماعة في حكم الوضوء بالمكياج على  الوجه في الشريعة الإسلامية بحسب نوع المكياج إلى رأيين:[1]

• مكياج يشكل طبقة عازل: إنّ من أنواع المكياج ما يشكل طبقة عازلة على الوجه حي إنّه لا يصح الوضوء مع وجود هذه الطبقة؛ لأنّ البشرة لم يصلها الماء على الإطلاق، ولا بدّ من إزالته في بادئ الأمر، حتى يصح الوضوء أو الغسل.
• مكياج لا يشكل طبقة عازل: إنّ بعض أنواع المكياج لا تشكل طبقة عازلة على الوجه، وإنما يكون عبارة عن مجموعة من الألوان والأصباغ التي تصبغ اللد صبغ، أي لا تشكل طبقة أخرى فوق الجلد، وقد ذكر الإمام النووي في ذلك: “إذا كان على بعض أعضائه شمع، أو عجين، أو حناء، وأشباه ذلك، فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو: لم تصح طهارته، سواء كثر ذلك أم قل”.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بالمناكير

هل يفسد المكياج الوضوء؟

لا يفسد المكياج الوضوء فهو ليس بنجس خارج من أحد السبيلين أو نحوه، ويمكن للمرأة أن تضع المكياج بعد أن تتوضأ ولا يفسد به وضوؤها على الإطلاق بإذن الله، والأصل أن يتطهر المسلم بالوضوء قبل أداء الصلاة، قال تعالى في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة في الفندق مع امام الحرم

هل يجوز الوضوء بالكحل

الأصل للمسلمة أن تمسح الكحل لما تقبل على الوضوء فالأصل أنّ كل شيء له سماكة يعد حائلًا كما ذكر جمع من علماء أهل السنة والجماعة، ولما سئل ابن عثيمين -رحمه الله- عن حكم الوضوء بالكحل قال: “ما كان مثل الحبر ونحوه من الألوان فليس بمانع، حتى وإن جرى إذا أصابه ماء, وما كان له جرم أو طبقة كثيفة فلا بد من إزالته عند الوضوء”، فالله أعلم بالصواب.[3]

شاهد أيضًا: هل الاستحمام يغني عن الوضوء

هل يجوز التيمم بالمكياج

إذا كانت المرأة متزينة عروسًا، وتخشى أن تفسد شعرها فقط في حال كونها عروس، فيُمكن لها الأخذ بالرخصة إن خشيت على تلف زينتها وقد ذكر في حاشية الصاوي: “وَإِنْ كَانَتْ عَرُوسًا تُزَيِّنُ شَعْرَهَا، وَفِي بْن وَغَيْرِهِ: أَنَّ الْعَرُوسَ الَّتِي تُزَيِّنُ شَعْرَهَا لَيْسَ عَلَيْهَا غَسْلُ رَأْسِهَا، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ إتْلَافِ الْمَالِ وَيَكْفِيهَا الْمَسْحُ عَلَيْهِ، وَفِي ح عِنْدَ قَوْلِ خَلِيلٍ فِي الْوُضُوءِ: وَلَا يَنْقُضُ ضَفْرَهُ أَيْ رَجُلٌ أَوْ امْرَأَةٌ ـ أَنَّهَا تَتَيَمَّمُ إذَا كَانَ الطِّيبُ فِي جَسَدِهَا كُلِّهِ، لِأَنَّ إزَالَتَهُ مِنْ إضَاعَةِ الْمَالِ”، وقال بعضهم إنّ ذلك لا يعد رخصة، والله أعلم بالصواب.[4]

شاهد أيضًا: هل لحم البقر ينقض الوضوء

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز الوضوء بالمكياج على الوجه وهل يفسد الوضوء؟ وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على الحكم الشرعي لجواز تيمم المرأة إن كانت متزينة أو نحوه من الأمور.