هل يجوز الصلاة بالنقاب والقفازين

هل يجوز الصلاة بالنقاب والقفازين من أهم الأحكام الشرعيةِ التي يبحث عنها نساء المسلمين مع الأدلة الشرعية من السنة النبوية أو من القرآن الكريم، فما حكم ارتداء النقابِ أثناء الصلاةِ والإحرام والحج والعمرة للمرأة هذا ما سنتعرف عليه من خلال سطورنا التالية عبر موقع مقالاتي وهذا لتؤدي المرأة فرائضها على أتم وجه، وفتاوي مشايخ الإسلام في ذلك.

هل يجوز الصلاة بالنقاب والقفازين

نعم، يجوز ارتداء النقاب أثناء الصلاة، لكنّه مكروه (أي مطلوب تركه من غير إلزام في ذلك، فلا يثاب ولا يأثم فاعله)، وثبت ذلك بما قاله البهوتي في كشاف القناع:[1]

 “ويكره أن تصلي في نقاب وبرقع بلا حاجة. قال ابن عبد البر: أجمعوا على أن على المرأة أن تكشف وجهها في الصلاة والإحرام ولأن ستر الوجه يخل بمباشرة المصلي بالجبهة والأنف ويغطي الفم، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل عنه، فإن كان لحاجة كحضور أجانب فلا كراهة”.

وأما عن ارتداء القفازين فهو مشروع عند الحنابلة من أهل العلم، وعند غيرهم يجوز كشف الكفين، لكن الأصل في الحكم أن ارتداء النقاب أو تغطية الوجه بالخمار مكروه، والله تعالى أعلم واستدل العلماء بصحة ذلك من الحديث النبوي الذي رواه نافع: “عنِ ابنِ عُمَرَ: ولا تَنتَقِبُ المُحرِمةُ، ولا تَلبَسُ القُفَّازَيْنِ”.[2]

شاهد أيضًا: حكم متابعة إمام الصلاة في افعال الصلاة

هل يجوز لبس النقاب في العمرة؟

لا يجوز لبس النقاب والقفاز في العمرة، فقد نهى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لبس النقاب، هذا ما أجابه الشيخ ابن باز رحمه الله عندما سُئل عن هذا الموضوع، ولكن يمكن لها أن ترتدي الخمار وما نحوه من أغطية الوجه أمام الرجال، كما يمكن أن تسدل جلبابها أو عباءتها على يديها بدلاً من القفاز، أما المرأة غير المحرمة فلا بأس تلبس النقاب القفاز، والله ولي التوفيق وأعلم ببواطن الأمور.[3] واستدل -رحمه الله- بصحة ذلك من الحديث الشريف الذي رواه عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: “قامَ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ماذَا تَأْمُرُنَا أنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ في الإحْرَامِ؟ فَقالَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: لا تَلْبَسُوا القَمِيصَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا البَرَانِسَ، إلَّا أنْ يَكونَ أحَدٌ ليسَتْ له نَعْلَانِ، فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْ أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، ولَا تَلْبَسُوا شيئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، ولَا الوَرْسُ، ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ. [وفي رواية:] ولَا ورْسٌ. وكانَ يقولُ: لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ. [وفي رواية:] عَنِ ابْنِ عُمَرَ: لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ”.[4]

شاهد أيضًا: حكم القراءة من المصحف في الصلاة

هل يجوز الحج بالنقاب

لا يجوز للمرأة أن تحج بالنقاب، ولا في العمرة ولا وقت الإحرام بحسب ما جاء عن الشيخ ابن باز -رحمه الله-، لكنّ يمكن أن تغطي وجهها بما نحوها من أغطية الوجه إلا النقاب، واستدل بالحديث الذي روته أم سلمة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “كنَّا نكونُ معَ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ونحنُ محرماتٌ فيمرُّ بنا الرَّاكبُ، فتسدلُ إحدانا الثَّوبَ على وجهِها من فوقِ رأسِها وربَّما قالت من فوقِ الخمارِ”.[5]

شاهد أيضًا: حكم جمع الصلاة للمسافر بعد الوصول من السفر

هل يجوز الصلاة بالنقاب والقفازين ابن عثيمين

وردَ عن ابن العثيمين رحمه الله بموضوعِ الصلاةِ بالنقاب والقفازين الفتوى التالية:[6]

“إذا كانت المرأة تصلي في بيتها أو في مكان لا يطلع عليها إلا الرجال المحارم فالمشروع لها كشف الوجه واليدين لتباشر الجبهة والأنف موضع السجود، وكذلك الكفان، أما إذا كانت تصلي وحولها رجال غير محارم، فإنه لا بد من ستر وجهها، لأن ستر الوجه من غير المحارم واجب، ولا يحل لها كشفه أمامهم كما دل على ذلك كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- والنظر الصحيح الذي لا يحيد عنه عاقل فضلاً عن المؤمن، ولباس القفازين في اليدين أمر مشروع، فإن هذا هو ظاهر فعل نساء الصحابة، فلا بأس أن تلبس المرأة القفازين إذا كانت تصلي وعندها رجال أجانب، أما ما يتعلق بستر الوجه، فإنها تستره ما دامت قائمة أو جالسة، فإذا أرادت السجود فتكشف الوجه لتباشر الجبهة محل السجود”.

وبهذا المقدار من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان هل يجوز الصلاة بالنقاب والقفازين، لقد ذكرنا في سطوره كل ما يخص حكم الصلاةِ والحجِ والعمرِ والإحرام بالنقابِ والقفازين.