هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء هو سؤال من الأسئلة الفقهية المهمة التي يجب على كل مسلم أن يكون على علم ودراية بالرأي الإسلامي الصحيح بهذه المسألة وأن يكون عارفًا بآراء أهل العلم في هذا الحكم الشرعي، حتَّى لا يخطئ في تقدير الأمور جهلًا بالأحكام الشرعية، وفي هذا المقال من موقع مقالاتي سوف نقدم معلومات عن حكم التصدق بالمال بدل صيام القضاء، وسنتحدث عن الحالة التي يجوز فيها التصدق بدل قضاء الصيام، بالإضافة إلى مجموعة من الأحكام الشرعية التي تتعلق بموضوع التصدق بدل صيام القضاء في الإسلام.

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء

إنَّ التصدق بدل صيام القضاء في الإسلام لا يجوز للمسلم إلّا إذا مصابًا بمرض لا يشفى منه أبدًا وهذا المرض يجعله عاجزًا عن الصيام أبدًا، وهنا يجوز للمسلم أن يدفع بدل كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك فدية الصيام وهي إطعام مسكين بما يعادل نصف صاع من قوت البلد، أي نصف صاع من التمر أو الرز أو غير ذلك، قال الشيخ ابن تيمية في جوابه عن امرأة لا تستطيع الصيام أبدًا بسبب مرضها فقال: [1]

“عليها أن تطعم مسكينا عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما، ومقداره بالوزن كيلو ونصف على سبيل التقريب. كما أفتى بذلك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم ابن عباس رضي الله عنه وعنهم فإن كانت فقيرة لا تستطيع الإطعام فلا شيء عليها وهذه الكفارة يجوز دفعها لواحد أو أكثر في أول الشهر أو وسطه أو آخره، وبالله التوفيق”.

شاهد أيضًا: هل يجوز النوم على جنابة في رمضان وهل يفسد الصوم

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء بدون عذر

أجمع أهل العلم على أنّه لا يجوز التصدق بدل صيام القضاء في الإسلام إلّا بعذر، وهذا العذر هو أن يكون المسلم عاجزًا عن الصيام بشكل نهائي بسبب مرض لا يرجى شفاؤه منه أبدًا، ففي هذه الحالة يجب على المسلم أن يدفع فدية عن كل يوم أفطره من شهر رمضان المبارك، والله تعالى أعلم.

متى يجوز التصدق بدل صيام القضاء

يجوز للمسلم أن يتصدق بدل أن يصوم القضاء الذي عليه من شهر رمضان المبارك في حالة واحدة وهي أن يتعذر على المسلم الصيام أبدًا بسبب مرض لا ينتظر المسلم الشفاء منه، قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في هذه المسألة: “قَالَ الشَّافِعِيُّ وَالأَصْحَابُ: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الَّذِي يُجْهِدُهُ الصَّوْمُ أَيْ يَلْحَقُهُ بِهِ مَشَقَّةٌ شَدِيدَةٌ، وَالْمَرِيضُ الَّذِي لا يُرْجَى بُرْؤُهُ لا صَوْمَ عَلَيْهِمَا بِلا خِلافٍ، ونَقْلُ ابْنِ الْمُنْذِرِ الإِجْمَاعَ فِيهِ، وَيَلْزَمُهُمَا الْفِدْيَةُ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ”، والله أعلم.

هل يجوز تأخير قضاء رمضان

ذهب أهل العلم إلى أنّه يجب على المسلم أن يقضي ما عليه من صيام رمضان قبل دخول رمضان الثاني، واستدلوا في هذا الحكم الشرعي بحديث ورد عن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت فيه: “كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ. قَالَ يَحْيَى: الشُّغْلُ مِنَ النبيِّ أوْ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ” [2] لذا فإنَّ الواجب على المسلم ألّا يؤخر قضاء ما عليه من صيام رمضان المبارك، قال الحافظ في شرح هذا الحديث الشريف: “وَيُؤْخَذ مِنْ حِرْصهَا عَلَى ذَلِكَ فِي شَعْبَان أَنَّهُ لا يَجُوز تَأْخِير الْقَضَاء حَتَّى يَدْخُلَ رَمَضَان”، والله تعالى أعلم. [3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الافطار في صيام القضاء

كيف تقضي الحامل ما فاتها من رمضان

ذهب أهل العلم إلى أنَّ الحامل حكمها في إفطار رمضان حكم المريض، وكذلك المرضع، والثابت أن عليهما القضاء، ويجوز لهما أن يؤخرا قضاء شهر رمضان المبارك بعذر، فإذا تأخرت المرضع والحامل في قضاء الصيام بعذر فإنّ عليها القضاء فقط وليس عليها أن تطعم مع القضاء، أمّا إذا تأخرت بالقضاء تكاسلًا دون أي عذر شرعي، فهُنا يجب عليها القضاء والإطعام أيضًا، لذا من الواجب على المرأة الحامل التي أفطرت في شهر رمضان المبارك لعذر الحمل أو الإرضاع أن تسرع في القضاء، فإذا تأخرت فإنّ عليها أن تطعم مع قضاء كل يوم، والله تعالى أعلم. [4]

حكم التتابع في قضاء صيام رمضان

اتفق أئمة المسلمين على أنَّ التتابع في قضاء صيام رمضان ليس واجبًا على المسلم، وإنما الواجب أن يصوم المسلم ما أفطر من رمضان بعدد الأيام التي أفطرها، فإن أفطر يومين صام يومين بدل منهما ولا يشترط أن يكون صوم هذين اليومين بشكل متتابع، قال تعالى في سورة البقرة: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [5] فيحل للمسلم أن يصوم الأيام التي أفطرها من شهر رمضان المبارك متفرقة، وقد ورد عن لجنة الإفتاء الدائمة في المملكة العربية السعودية أنها قالت في الإجابة عن سؤال صيام قضاء رمضان بشكل متفرق:

نعم يجوز له أن يقضي ما عليه من أيام متفرقات، لقول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} فلم يشترط سبحانه التتابع في القضاء

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون سحور

حالات وجوب الفدية مع القضاء في الإسلام

تجب الفدية على المسلم مع قضاء الصيام في الإسلام في حالات معينة وهي:

• تجب الفدية مع قضاء الصيام على المرضع التي أفطرت في رمضان خوفًا على طفلها فقط وليس خوفًا على نفسها.
• تجب الفدية مع قضاء الصيام على الحامل التي أفطرت في رمضان خوفًا على طفلها فقط وليس خوفًا على نفسها.
• تجب الفدية مع قضاء الصيام في حال الجماع في نهار رمضان عمدًا.
• تجب الفدية مع قضاء الصيام لمن تأخر في قضاء ما عليه من شهر رمضان المبارك حتّى دخل رمضان التالي، ففي هذه الحالة تجب كفارة تأخير القضاء على المسلم.