هل يجوز الترحم على غير المسلم اسلام ويب

هل يجوز الترحم على غير المسلم اسلام ويب، يعتمد كثير من المسلمين ممن يرتادون شبكة “الإنترنت” على موقع “إسلام ويب” في أخذ المعلومات الفقهية والدينية عمومًا، ومن ذلك مسالة جواز الترحم على غير المسلمين هل يجوز أو لا، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان الحكم الشرعي في الترحم على غير المسلمين كما جاء عن موقع “إسلام ويب”، إضافة لغير ذلك من الأحكام الأخرى المرتبطة بعنوان المقال.

هل يجوز الترحم على غير المسلم اسلام ويب

قال مركز الفتوى في موقع إسلام ويب إنّ الترحم على غير المسلم غير جائز في الإسلام، بل هو من الاعتداء في الدعاء، ونقلوا قولًا للشيخ ابن تيمية يقول فيه: “وقد قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} في الدعاء، ومن الاعتداء في الدعاء: أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله، مثل: أن يسأله منازل الأنبياء وليس منهم، أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك”.[1]

وكذلك نقلوا خطورة الترحم على الكفار سواء كانوا مشركين أم من أهل الكتاب، ودليلهم قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}،[2] ونقلوا قوله صلى الله عليه وسلم: “والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ”،[3] لتكون بذلك حجتهم واضحة في منع الترحم على غير المسلمين.[1]

ولكنّهم أجازوا تعزية الكفار في أمواتهم بما لا ينافي تعاليم الإسلام، وقد نقلوا عن الإمام ابن قدامة المقدسي -رحمه الله- قوله: “المسلم إذا عزى كافرًا بمسلم قال له: أحسن الله عزاءك وغفر لميتك، وإن عزى كافرًا بكافر، قال له: أخلف الله عليك، ولا نقص عددك، وإن عزى مسلمًا بكافر قال: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك”، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل تجوز الرحمة على المسيحي

هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز

قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- إنّه لا يجوز الترحم على غير المسلمين من المشركين أو أهل الكتاب أو نحوهم، ودليله على ذلك قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}،[2] والله أعلم.[5]

هل يجوز الترحم على غير المسلم صالح الفوزان

قال الشيخ صالح الفوزان إنّه لا يجوز الترحم على غير المسلمين لعموم قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}،[2] وسبب نزول هذه الآية أنّه النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعمه أبي طالب حين حضرته الوفاة: “لَأَسْتَغْفِرَنَّ لكَ ما لَمْ أُنْهَ عَنْكَ”،[6] فنزلت الآية الكريمة في سورة التوبة، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على غير المسلم

هل يجوز الترحم على موتى غير المسلمين

إنّ الترحم على موتى غير المسلمين لا تجوز في الإسلام؛ لأنّ ذلك من الاعتداء على الله -تعالى- في الدعاء؛ فالله -تعالى- أمر بالدعاء ما لم يكن فيه اعتداء، والاعتداء -كما قال ابن تيمية- كأن يسأل الرجل الله -تعالى- “منازل الأنبياء وليس منهم، أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك”، فالآية الكريمة واضحة الدلالة، وكذلك قد نزلت في عم النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي مات كافرًا.[1]

فيقول -تعالى- في كتابه الكريم: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}،[2] وصرّح النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقول: “والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ”.[3][1]

ولكنّ الإسلام أجاز تعزية غير المسلمين لأنّ الموت فزَعٌ كما قال صلى الله عليه وسلم؛ فقد ثبت أنّه -صلى الله عليه وسلم- قام لجنازة امرأة يهودية، يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “مَرَّتْ جِنَازَةٌ، فَقَامَ لَهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقُمْنَا معهُ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّهَا يَهُودِيَّةٌ، فَقالَ: إنَّ المَوْتَ فَزَعٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الجَنَازَةَ فَقُومُوا”،[8] وفي رواية: “كانَ سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ، وقَيْسُ بنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بالقَادِسِيَّةِ، فَمَرُّوا عليهما بجَنَازَةٍ، فَقَامَا، فقِيلَ لهما إنَّهَا مِن أَهْلِ الأرْضِ أَيْ مِن أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَقالَا: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّتْ به جِنَازَةٌ فَقَامَ، فقِيلَ له: إنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقالَ: أَليسَتْ نَفْسًا”.[9][1]

فيُقال في تعزيتهم ما هو حقّ وليس بباطل وليس فيه اعتداء في الدعاء، فيمكن أن يقول المسلم لذوي الميت من غير المسلمين: “أخلف الله عليك، ولا نقص عددك”، وكذلك يمكن أن يقول: “أحسن عزاءك”، أو أن يسترجع ونحو ذلك، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الكافر

هل يجوز الترحم على الملحد

الملحد الذي يموت على الكفر لا يجوز الترحم عليه ولا الاستغفار له لعموم قوله تعالى في الآية الكريمة: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}،[2] ولما دلّت عليه الأدلّة من الكتاب والسنة في التوقف عن الترحم على الكافر ونحوه، والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته

حكم من يترحم على كافر

إنّ المسلم ممنوع من الترحم على الكافر، وإن كان قد ترحم على الكافر وهو عالم فهو آثم، وقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: “اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الاِسْتِغْفَارَ لِلْكَافِرِ مَحْظُورٌ، بَل بَالَغَ بَعْضُهُمْ فَقَال: إِنَّ الاِسْتِغْفَارَ لِلْكَافِرِ يَقْتَضِي كُفْرَ مَنْ فَعَلَهُ، لأَِنَّ فِيهِ تَكْذِيبًا لِلنُّصُوصِ الْوَارِدَةِ الَّتِي تَدُل عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وَأَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى كُفْرِهِ فَهُوَ مِنْ أَهْل النَّارِ”، وقد ثبت في الحديث الصحيح أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد امتنع في حياته عن تشميت اليهود بأن يقول لهم: يرحمكم الله؛ فيروي أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: “كان اليهودُ يتعاطسون عندَ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يرجونَ أنْ يقولَ لهم يرحَمُكم اللهُ فيقولُ يَهْدِيكم اللهُ، ويُصْلِحُ بالَكُمْ”،[10] والله أعلم.[11]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الشيعي

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز الترحم على غير المسلم اسلام ويب بعد الوقوف على حكم الترحم على غير المسلمين كما جاء في موقع إسلام ويب، وبعد الوقوف على عدد من الموضوعات المتعلقة بمسألة الترحم على غير المسلمين.