هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التعب

هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التعب سؤال قد يتبادر إلى الأذهان، ويثير الفضول لدى عدد كبير من المسلمين، لا سيما من يصابون بالتعب خلال فترة الصيام ولا يجدون في أنفسهم المقدرة على مواصلة الصوم بسبب المشقة عليهم، ويهتم موقع مقالاتي بتوضيح الحكم الشرعي لتلك الحالة، مع الاهتمام بذكر متى يجوز الإفطار ومتى يحرم، وهل يجوز الإفطار عند العطش الشديد أم لا؟.

هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التعب

من الجدير بالذكر التنويه على أنه لا يمكن حصر الحكم الشرعي في مسألة الإفطار في رمضان بسبب التعب في كلمة عابرة، وذلك أن الأمر ينقسم إلى شقين، وسنبين هذين الشقين على النحو التالي:

الحالة الأولى

إذا أصاب الشخص تعباً محتمل أو كان يخاف من الإصابة بالمرض، ولا يتيقن من ذلك، فلا يجوز له الإفطار في نهار رمضان هذه الحالة، بل ينبغي عليه أن يروض نفسه ويعودها الصيام حتى تألفه.

اقرأ أيضًا: هل يجوز شرب الماء وقت اذان الفجر 

الحالة الثانية

إذا تيقن الصائم من أنه سوف يمرض مرضًا شديدًا بسبب نقص العناصر الغذائية من جسمه حال الصوم، أو كاد أن يسقط من شدة الجوع ففي هذه الحالة يجوز الإفطار، لأن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بحفظ النفس حتى لا تتعرض للموت أو الهلاك، ولكن ينبغي على هذا الشخص أن يعوض اليوم الذي فطره بعد قضاء شهر رمضان الكريم.[1]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الإفطار بعد القيء في رمضان

هل يجوز الإفطار في رمضان بسبب التعب في العمل

لا يجوز على المسلم الصائم أن يفطر بسبب التعب في العمل لأن جميع الصائمين يعملون طوال فترة صيامهم ويتعبون من العمل، بينما يجوز الإفطار في حالة واحدة فقط إذا شعر الصائم بالتعب الشديد الذي قد ينهي حياته ويجوز الإفطار في هذه الحالة بشرط أن يأخذ المسلم كفايته فقط من الشراب أو الطعام ويمسك باقي اليوم لحين موعد أذان المغرب.[2]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية 

 كفارة من أفطر في رمضان بسبب التعب أو العطش

في حالة أفطر الشخص الصائم في رمضان بسبب التعب المحتمل وتهاون عن هذا الأمر فينبغي عليه الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والتوبة النصوحة على ما فعل وقضاء كل يوم أفطر فيه بعد رمضان وللعلماء في ذلك آراء مختلفة[3]، أما إذا كان تعب الشخص شديد وغير محتمل فلا إثم عليه ولكن يجب عليه قضاء اليوم الذي أفطره وإذا كان يومين فعليه صيامهم وهكذا.

اقرأ أيضًا: هل يجوز للمرضع ان تفطر في رمضان

الحالات التي يجوز فيها الإفطار في رمضان

هناك بعض الحالات التي أباح الله عز وجل فيها الإفطار في شهر رمضان، ومن هذه الحالات المرض والنفاس والحيض للمرأة، بالإضافة إلى الحمل والرضاعة، وغيرها ومن ضمن هذه الحالات سنبين ما يلي:

الإصابة بالمرض

ولم يقصد بالمرض كل أنواع المرض بل يقصد به المرض المزمن الذي يسبب الضرر البالغ لصاحبه وقد يؤدي في النهاية إلى هلاكه، بينما إذا كان المرض محتملاً ويستطيع الشخص تحمله فينبغي عليه عدم الإفطار.

النفاس أو الحيض

ففي هاتين الحالتين يتوجب على المرأة الإفطار ولا يجوز الصيام نهائيًا، فهذه رخصة من الله عز وجل للنساء في هذه الفترة، لأن المرأة في هذا الوقت تكون ضعيفة للغاية وتكون بحاجة إلى تعويض الجسم عما فقده، فلا يجوز لها صيام إلا بعد أن تتأكد من الطهر الكامل وإذا لم تتحقق من هذا الأمر قبل أذان الفجر فلا يجوز لها صيام، بينما إذا تأكدت المرأة من الطهر قبل آذان الفجر ولم تغتسل بعد فصيامها جائز حتى إن أخرت الغسل لبعد الفجر، علاوة على أن المرأة التي يأتيها الحيض قبل آذان المغرب وجب عليها الإفطار وعدم إتمام الصيام.

الحمل والرضاعة

لقد أجاز الله تعالى عدم الصيام للحامل والمرضع خوفًا على صحتهما وصحة أطفالهن، وقد جاء هذا الأمر في السنة النبوية فعن أنسِ بنِ مالِكٍ قالَ: أغارت علينا خيلٌ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فانتَهيتُ أو قالَ فانطلقتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وَهوَ يأْكلُ فقالَ اجلِس فأصِب من طعامِنا هذا فقلتُ إنِّي صائمٌ قالَ اجلِس أحدِّثْكَ عنِ الصَّلاةِ وعنِ الصِّيامِ إنَّ اللَّهَ تعالى وضعَ شطرَ الصَّلاةِ أو نصفَ الصَّلاةِ والصَّومَ عنِ المسافرِ وعنِ المرضعِ أوِ الحُبلى واللَّهِ لقد قالَهما جميعًا أو أحدَهما قالَ فتلَهَّفتُ نفسي أن لا أَكونَ أَكلتُ من طعامِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ.[4]

التقدم في العمر

فإذا كبر الشخص في العمر وأصبح غير قادر على أداء فريضة الصيام في شهر رمضان الكريم فلا إثم عليه، لا سيما إذا كان هذا الصوم سيعرضه للهلاك، فقد أباح الله له الإفطار في شهر رمضان في هذه الحالة.

السفر

أباح الله تعالى الإفطار للمسافر وقد اتفق على هذا الأمر أهل العلم أجمعين، ولكنهم قد وضعوا بعض الشروط لذلك وهي ألا تقل المسافة عن 81 كيلو متر، لأن هذه المسافة هي التي تبيح قصر الصلاة وقد قاسوا الصيام على الصلاة، ومن ضمن الشروط الأخرى التي وضعها أهل العلم  هي ألا يكون الشخص دائم السفر وإذا كان يستطيع تحمل الصيام في السفر ولم يحدث له أي متاعب فمن الممكن أن يصوم.[5]

مقالات متعلقة

وبهذا يكون قد تمت الإجابة عن سؤال هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التعب أو بسبب العمل الشاق، وما هي كفارة من أفطر في شهر رمضان الكريم، وما هي الحالات التي يجوز فيها الإفطار باتفاق الفقهاء.