هل مكة كلها حرم

هل مكة كلها حرم، والذي يعد أول المساجد الثلاثة التي تشد لها الرحال، وأقدس بقعة على وجه الأرض عبر التاريخ، ومقصد كل مسلم في لأداء فرض الحج، وأجر الصلاة بها مضاعف، ومن الأسئلة الشائعة حول قبلة المسلمين، فهل الحرم يعم مكة بأكملها أم خص البيت الحرام، وعبر موقع مقالاتي سنرفق ما هو الحرم المكي، وحدوده، وأجر الصلاة فيه، وهل يضاعف الأجر في سائر مساجد مكة أم يقتصر على البيت الحرام.

ما المقصود بالحرم

هو أعظم مسجد في الإسلام، يقع في قلب مدينة مكة المكرمة، في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، تتوسطه الكعبة المشرفة، التي تعد أول بيت وضع للناس على وجه الأرض لعبادة الله وفق العقيدة الإسلامية، قال تعالى في الآية 96 من سورة آل عمران: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}،[1]، وهو أطهر وأعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض، هو قبلة المسلمين في صلاتهم، وهنه مقصدهم لأداء فريضة الحج، وسمي بالمسجد الحرام لحرمة القتال فيه منذ دخول النبي مكة منتصراً، وأجر الصلاة فيه بمائة ألف صلاة.

شاهد أيضًا: موقف الجمرات كم يبعد عن الحرم

هل مكة كلها حرم

إن مكة كلها حرم، وهذا ما ذهب إليه العلماء وأهل العلم، وحسب ما هو منقول عن الصحابة وأهل السلف أن مكة كلها حرم والصلاة في أي جزء منها تكون من ضمن حد الحرم، وهناك العديد من المميزات التي انفرد بها الحرم عن غيره من مساجد مكة وهي وجود الكعبة المشرفة، والطواف، وزمزم، قال تعالى في كتابه الحكيم في الآية 28 من سورة التوبة: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦٓ إِن شَآءَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[2] وقد ذهب العلماء أن المنع ليس مقصورا على مسجد الكعبة، وإنما يعم حدود مكة كلها، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنه لو اتصل البنيان من الحرم إلى صنعاء لكان الأجر 100 ألف صلاة.

شاهد أيضًا: هل يجوز للحائض دخول الحرم

هل كل مكة تعتبر حرما ابن باز

نعم، الصحيح أن مكة كلها حرماً، لكنّ بعض العلماء قد خصوا الحرم بما يقع حول الكعبة فقط، هذا ما أجابه الشيخ الجليل ابن باز -رحمه الله- حول مسألة هل مكة كلها حرم، حيث أعرب: الصحيح أن مكة كلها حرم، إلا أن بعض العلماء خصوا الحرم بما حول الكعبة، لكن الصحيح أن الحرم يعم الكعبة، والمسجد الحرام يعم الحرم كله، وكلما كان المسجد أكثر جماعة كان أفضل، وقال أيضاً أن ما حول الكعبة يكون أفضل لقربه من الكعبة، ويكون أكثر جماعة، والمساجد في مكة كلها مضاعفة، وهذا مذهب أبي العباس، وابن تيمية، وابن القيم، وجماعة المحدثين والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: ما هو اجر الصلاة في الحرم المكي

ما هي حدود الحرم

إن حدود الحرم كما حددت الشريعة الإسلامية هي:[4]

• منطقة التنعيم: وتوجد في نهاية الحرم من جهة الشمال، وتبعد عن وسط الحرم ستة كيلومترات.
• منطقة الجعرانة: وتوجد في جهة الشرق، وتبعد عن الحرم ستة عشر كيلو متراً.
• منطقة الشميسي: وتوجد في نهاية الحرم من جهة الغرب، وتبعد عن الحرم خمسة عشر كيلومترا.
• منطقة وادي نخلة: من جهة الشمال الشرقي، وتبعد عن الحرم أربعة عشر كيلو متراً.
• منطقة أضاه: من جهة الجنوب، وتبعد عن الحرم اثني عشر كيلو متراً.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات التهجد في الحرم المكي

هل مضاعفة أجر الصلاة خاص بالمسجد الحرام أم عام على الحرم كله

تباينت آراء الفقهاء وأهل العلم حول مضاعفة أجر الصلاة هل يقتصر على المسجد الحرام، أم يعم الحرم كله، وتلخصت آرائهم بقولين اثنين وهما:[5]

• القول الأول: يقتصر تضعيف أجر الصلاة على المسجد الحرام فقط، مستدلين بذلك على أنه من نذر الاعتكاف في المسجد الحرام، لا يجزئه إلا أن يعتكف في المسجد الحرام عينه، وقد روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: “الصلاةُ في المسجدِ الحرامِ بمائةِ ألفِ صلاةٍ والصلاةُ في مَسْجِدِي بألفِ صلاةٍ والصلاةُ في بيتِ المَقْدِسِ بخَمْسِمائةِ صلاةٍ”، أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء، وأورده البيهقي في السنن الصغير باختلاف يسير.[6]
• القول الثاني: ذهب أنصار هذا القول أن تضعيف أجر صلاة المسجد الحرام يمتد إلى سائر الحرم، أي مكة المكرمة، مستدلين بقوله تعالى في الآية الأولى من سورة الإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}،[7] الإسراء كان من بيت أم هانئ ولم يكن من المسجد ذاته، مما يدل على عموم الحكم.

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا تحت عنوان هل مكة كلها حرم، بعد أن تعرفنا على الحرم المكي، وما هي حدوده، وهل مكة كلها حرم وبينا رأي ابن باز بذلك، وهل تضعيف أجر الصلاة في المسجد الحرام يمتد لمساجد مكة جميعها.