هل تقبيل الزوجة يبطل الصيام

هل تقبيل الزوجة يبطل الصيام، فالله عز وجل، خلق الإنسان ككتلة من المشاعر والأحاسيس التي تبرز في أي وقت ممكن مدفوعة بالغريزة أو غير ذلك، وفي أثناء الصيام، قد تتحرك مشاعره تجاه زوجته وحلاله فيبادر إلى مداعبتها أو تقبيلها وما نحو ذلك، وقد يترتب على ذلك حكم شرعي قد لا يعلمه الصائم، وفي مقالنا هذا عبر موقع مقالاتي سوف نقف على حقيقة إن كان يجوز تقبيل الزوجة في الصيام ونجيب على بعض أهم الأسئلة المتعلقة بذلك. 

هل تقبيل الزوجة يبطل الصيام

تقبيل الزوجة لا يبطل الصيام، وهو مشروع إلا أنه مكروه في حالات ومحرم في حالات النية بالمباشرة وما يليها، وفي التفسير، فَالقبلة حلال ولا حرج عليها، وإنما ما يصدر عنها من إنزال أو نحوه أو تحولها إلى شهوة قد تفضي إلى جماع، فهذا هو الحرام، ولذلك تعتبر القبلة مكروهة مع أنها حلال، وذلك لأن الإنسان قد لا يتحكم في شهوته مما يجعله يقع في الإثم ويفسد صيامه ويتوجب عليه الكفارة والله أعلم، وأما عن الدليل الشرعي، فهو ما حدثتنا به أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في هذا الصدد أنه: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُنِي وَهو صَائِمٌ، وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إرْبَهُ، كما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَمْلِكُ إرْبَهُ؟”[1]، ومن يملك أربه خنا جاءت بمعنى من استطاع التحكم بنفسه وكبح لجام شهوته.

شاهد أيضًا: هل يجوز النوم على جنابة في رمضان وهل يفسد الصوم

هل القبلة من الفم تبطل الصيام المتزوجين

القبلة ليس فيها حرج في الصيام، وهذا ما أوضَحناه سابقاً من الحديث الذي جاء عن لسان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولكنها مكروهة أيضاَ، فأما عن قبلة الفم، كما ذكر في فتاوى العلماء أمثال الإمام ابن باز رحمه الله، فإن القبلة في الفم، كالمضمضة، وكما أن المضمضة لا تضر في الصيام، كذلك القبلة لا تضر، ولكن بشرط ألا يكون هناك إنزال نحو المني، أما المذي فليس مبطلاً للصوم، والمذي هو ما ينزل في بداية الشهوة من الرجل كماء لزج شفاف ليس فيه لذة، وفيما ذكر عن هذا، أنه أوصى الأئمة والعلماء أنه من كان سريع الشهوة فلا يقبل زوجته، فهذا سوف يؤدي إلى إنزال ويفسد صومه.[2]

شاهد أيضًا: حكم الاحتلام في نهار رمضان

هل تقبيل المرأة الأجنبية يبطل الصيام؟ 

بجواب بسيط ومختصر، فإن الأجنبية هي حرام على المسلم سواء كان ذلك في رمضان أو غيره، والأجنبية ليس ما يقصد بها المرأة التي تتكلم لغة مغايرة أو من بلد مغاير فقط، وإنما كل امرأة ليست حلاله، أو ليست زوجته، ولكنها تحل له كزوجة، مثل ابنة الخال أو العم أو نحو ذلك.[2]

هل يجوز حضن الزوج لزوجته أثناء الصيام

يجوز شرعاً حضن الزوج لزوجته أثناء الصيام، ويجوز له تقبيلها أيضاً، شريطة أن يكون الإنسان متحكمًا في شهوته وقادر على كبحها وإمساك أمور ذاته من أن تتطور الأمور إلى جماع ونحو ذلك، أو حتى إنزال مما يبطل الصيام، ولذلك، فإن أمر العناق والأحضان والتقبيل وما نحو ذلك، هو كله جائز في الشهر الفضيل وفي نهار الصوم أيضاَ، إلا أنه مكروه باجتماع أهل العلم لما له من تطورات، ونقول قولنا هذا والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: ما هي مبطلات الصيام في شهر رمضان

هل النوم في حضن الزوج يبطل الصيام

النوم كالحضن لا يفرق عنه بشيء، فإذا نام الزوج حاضناً زوجته فلا إثم عليه، ولكن ما يؤثم عليه هو الإنزال بعد تحرك الشهوة، وتحرك الشهوة دون الإنزال لا حرج فيه ولا إثم ولا تبطل الصيام، والله أعلم.[3]

هل تقبيل الزوجة يبطل الوضوء

وفق ما ذكر عن الأئمة والعلماء والفقهاء، بما في ذلك الإمام ابن باز رحمه الله، فإن القبلة لها شكلان في ما يخص نقضها للوضوء، فإذا كانت القبلة فيها شيء من الشهوة، أو تم فيها إنزال، فهي ناقضة للوضوء ويجب الوضوء منها لا محالة، أما القبلة الأخرى، فهي قبلة ما يسمى بالحنان والرحمة، وهذه القبلة لا تستوجب الوضوء فليس فيها شهوة ولا إنزال.[4]

حكم لمس المرأة أثناء الصيام

إن كان المداعبة أو التقبيل أو اللمس ونحو ذلك، فهو جائز في رمضان وفي أي وقت، لكن شريطة ألا يؤدي ذلك إلى نزول المني، فإذا خرج المني، فهو صيام باطل وذلك بإجماع أهل العلم جميعاً، وأما المذي ففيه خلاف، ولكن الغالبية لا يعتبره من المفطرات ومبطلات الصيام.[5]

حكم الجماع في نهار رمضان

الجماع في رمضان من المبطلات وأكبر المفسدات للصيام، والتي تستوجب الكفارة على من قام بها، بالإضافة إلى قضاء هذا اليوم بيوم آخر خارج الشهر الفضيل، وتتضمن كفارة الجماع برمضان الصوم لمدة شهريين متتاليين، أو إطعام ستين مسكين جزاءً لذلك.[5]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل تقبيل الزوجة يبطل الصيام، والذي وقفنا من خِلاله على حقيقة إن كان يجوز تقبيل الزوجة في الصيام وما هو حكم هذه القبلة، كما أجبنا على بعض أهم الأسئلة المتعلقة بذلك.