هل النوم ينقض الوضوء

هل النوم ينقض الوضوء في الشريعة الإسلامية، فقد رفع الله تعالى القلم عن النائم، وهذا يدل على النائم لا يعلم ما يحدث له وربما أنقض وضوءه من غير شعور ولله الحكمة من ذلك، لهذا فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الإجابة عن هذا السؤال والإضاءة على بعض الأمور الخاصة بوضوء النائم وهل كل نوم ينقض الوضوء ونحو ذلك من الأمور الأخرى.

هل النوم ينقض الوضوء

اختلف علماء أهل السنة والجماعة في قولهم عن نقض الوضوء من خلال النوم إلى عدة أقوال هي:[1]

• القول الأول: ذكر أصحاب هذا القول أنّ النوم ناقض مطلقًا، سواء كان لك النوم قليلاً أم كثيراً، وعلى أي طريقة أو أي صفة كانت، وإلى هذا القول مال الحسن البصري -رحمه الله- وابن المنذر.
• القول الثاني: قال أصحاب هذا الرأي أنّ النوم ليس ناقضاً مطلقاً لما روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: “كانوا ينتظرون العِشاء على عهد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حتى تخفِقَ رؤوسهم ثم يُصلُّون ولا يتوضؤون”، وإلى هذا القول ذهب أبو موسى الأشعري.
• القول الثالث: قال أصحاب هذا الرأي أنّ النائم لو كان ممكنًا لمقعدته من الأرض لم ينتقض وضوؤه، أم لو أنّه لم يكن ممكنًا لمقعدته من الأرض انتقض وضوؤه وهذا رأي الأحناف.
• القول الرابع: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ النّوم من نواقضِ الوضوء في الشريعة الإسلامية إلا النوم الخفيف من الواقف، أو من الجالس وهو رأي أصحاب المذهب الحنبلي، وإلى هذا القول مال ابن عثيمين وابن باز وابن تيمية.

شاهد أيضًا: هل لمس الفرج ينقض الوضوء للرجل والمرأة؟

هل النوم ينقض الوضوء إسلام ويب

لم يذكر موقع إسلام ويب فتوى نهائية لمسألة النوم الناقض للوضوء، ولكن ساق أقوال العلماء الذين تحدثوا عن المسألة وهي على الشكل الآتي:[2]

“الراجح في ذلك أن النوم ينقسم إلى ثلاثة أقسام. الأول: نوم المضطجع، وهذا ناقض للوضوء يسيره وكثيره عند الأئمة الأربعة، وكل من يقول بنقض النوم للوضوء، وهو الراجح. الثاني: نوم القاعد، فهذا لا ينقض الوضوء إذا كان يسيراً، وهو مذهب أحمد ومالك والثوري وأبي حنيفة وهو الراجح، خلافاً للشافعي فلا ينقض عنده وضوء القاعد – وإن كثر – ما دام مفضياً بمحل الحدث إلى الأرض. الثالث: ما عدا هاتين الحالتين، وهو نوم القائم والساجد والراكع، فهذا ناقض للوضوء عند الشافعي ورواية عن أحمد”.

شاهد أيضًا: هل يجب الغسل بعد العادة سرية للبنات إسلام ويب

هل يجوز الصلاة بعد النوم الخفيف

ذكر جمع من علماء أهل السنة والجماعة أنّ النوم الخفيف لا يُعد ناقضًا للوضوء وهو ما اختاره أصحاب المذهب المالكي وإليه مال الشيخ ابن باز، واختاره ابن عثيمين رحمهما الله، وما روي عن قتادة -رضي الله عنه- أنه قال سمعت أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “كان أصحابُ رَسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ينامونَ ثم يُصَلُّونَ ولا يتوضَّؤون. قال: قلتُ: سِمْعتَه من أنسٍ قال: إي واللهِ”.[3]

شاهد أيضًا: هل طلاء الاظافر يبطل الوضوء عند الشيعة

مقدار النوم الذي لا ينقض الوضوء

إنّ النّوم الذي لا ينقضُ الوضُوء أي اليسير ضابطه ما اجتمع عليه العرف أنّه يسير مثل نوم الواقف أو القائم على حد رأي علماء أهل السنة والجماعة، أمّا النوم لساعة أو لأكثر فإنّه يعد من النوم الكثير الذي لا يتفق العرف على أنّه نوم يسير، وقال بعض من العلماء أنّ النّوم ولو كان طويلًا ولو أذهب العقل ولكن كان النائم ممكنًا لمقعدته على الأرض مثل نومه على مقعد السيارة أو نحوه فإنّه لا يعد ناقضًا للوضُوء فالله أعلم.

إلى هنا نكون قد انتهينا من مقال هل النوم ينقض الوضوء وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في حكم النوم جالسًا أو قائمًا وهل يعد ناقضًا للوضوء في الإسلام وما هو مقدار النوم الذي لا ينقض الوضُوء.