هل الغفوة تنقض الوضوء

هل الغفوة تنقض الوضوء هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، حيث أنّ الوضوء فرعٌ من فروع الطّهارة الواجبة على المسلم، والطّهارة هي شرطٌ أساسيٌّ لصحّة العديد من العبادات كالصّلاة والطّواف وغيرها، ومن واجب المسلم أن يراعي هذا الشّرط الأساسيّ لتكون عباداته مقبولةً عند الله تعالى، وموقع مقالاتي سيطلعنا على حكم نوم المسلم وهو على وضوءٍ وذلك من ناحية إن كان هذا النوم أو الغفوة ينقض الوضوء أم لا ينقضه.

هل الغفوة تنقض الوضوء

إنّ الغفوة القصيرة لا تنقض الوضوء إن كان النّائم يشعر إن أحدث أم لم يُحدث، فحسب ما جاء عن أهل العلم أن النّوم ينقض الوضوء، إن استغرق المسلم بالنّوم ولم يشعر بما يخرج منه، فإنّ ذلك ينقض الوضوء بلا شك، وأما إن متيقظًا يشعر بنفسه وجسده، فذلك لا ينقض وضوءه ولا يفسده بإذن الله تبارك وتعالى، ولقد وردت حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كانَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ينتظِرونَ العِشاءَ الآخرةَ حتَّى تخفقَ رؤوسهم، ثمَّ يصلُّونَ ولا يتَوضَّؤونَ”.[1] فقد كان أصحاب الرّسول يغفون عند انتظارهم لصلاة العشاء، وعند الصّلاة يقومون يصلّون دون وضوء، وهذا دليلٌ على أنّ الغفوة اليسيرة الّتي يكون فيها العقل واعيًا بنسبةٍ ما، لا تعدّ ناقضةً للوضوء مفسدةً له، وأما النّوم العميق الّذي يستغرق فيه العقل والبدن فلا يشعر المسلم بنفسه، فإن تنقض الوضوء وتفسده، وتدعو للمسلم إلى تجديد وضوئه عند الاستيقاظ لأداء العبادات، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: طريقة الوضوء الصحيحة

ما هي مدة الغفوة التي لا تنقض الوضوء

قال أهل العلم أنّ مدّة النوم اليسير يكون بمقدار صلاة ركعتين، فإن نام المسلم بهذا المقدار وهو قائمٌ أن قاعد، فوضوء المسلم صحيحًا ويمكنه الصّلاة من بعد ذلك أو القيام بأيّ عبادةٍ تستوجب الطّهارة والوضوء، أمّا عن النّوم لفترة ٍطويلةٍ أكثر من مقدار الرّكعتين فذلك يعدّ من الغطيط وللاستغراق الّذي يفسد الوضوء وينقضه، ولكن إن كان المسلم متمكّنًا من نفسه أثناء نومه، أي متحكّمًا بالسّبيلين وهو مدركٌ أنّه يشعر بما يخرج منهما، فوضوؤه يبقى صحيحًا ولا يُنقض، والله أعلم.[3]

الشك في النوم ينقض الوضوء

قال أهل العلم أن الشّك في النوم لا ينقض الوضوء، فإذا كان المسلم نائمًا وفقد الشّعور والإحساس بنفسه وبدنه، فذلك يعدّ من الاستغراق الّذي ينقض الوضوء، أمّا الشّك في النّوم فهو يوجب على المسلم أن يعود للأصل وهو عدم انتقاض وضوءه، ولا يجب أن يعاود التطهر والوضوء لأداء صلاته أو غيرها من الطّاعات، فلا يحكم المسلم الّذي يشكّ في نومه على وضوءه بأنّه غير صحيحٍ ويجب عليه أن يعيد وضوءه والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: لماذا لحم الابل ينقض الوضوء

كيفية الوضوء بعد النوم

الوضوء بعد النّوم الثّقيل يكون كأيّ وضوءٍ عاديّ لصلاةٍ أو طوافٍ أو غيرهما، فلا يوجب النّوم الاستنجاء أو الاغتسال وما نحوهما، فيتوضأ المسلم مبتدأً بغسل يديه ومن ثمّ يقوم بالمضمضة والاستنشاق، ويغسل وجهه ثلاثًا ويديه إلى المرفقين، ثم يمسح رأسه وأذنيه ويغسل قدميه حتّى يتخطّى الماء الكعبين، ومن ذلك فليس للوضوء بعد الاستيقاظ من النّوم الثّقيل أحكامٌ أو صفةٌ خاصّة إطلاقًا، فلم يرد في القرآن الكريم أو السّنّة النّبوية المباركة شيءٌ من هذا القبيل وذلك ما ورد عن أهل العلم المسلمين، والله أعلم.[5]

حكم الغفوة في الصلاة

إنّ الغفوة في الصلاة لا تفسدها إن كان المصلّي واعٍ بما يقوم به من أركان الصّلاة وواجباتها، فصلاته صحيحةٌ إن كان عارفًا وعاقلًا لما يقوله من الألفاظ وما يقرأه وما يفعله من حركات الصّلاة، أمّا إن غاب عن عقله ما فعله وما قاله في الصّلاة فصلاته غير صحيحة، ويجب عليه إعادتها في وقتها أو إن فات الوقت أن يقضيها، وأمّا إن كان يصلي مع الجماعة وراء الإمام، فإنّ الإمام يحمل عنه سهوه غالبًا، فإن فاته شيءٌ في غفوته من أقوالٍ فصلاته صحيحة إن لم يدرك ذلك، أمّا إن أدركه كأن لم يقرأ الفاتحة أو لم يأتي بالتّشهّد أو غيرها من الأركان، فإنّه يأتي بها قبل التسليم والله أعلم.[6]

نواقض الوضوء

توجد العديد من الأمور التي تفسد الوضوء وتنقضه، ويجب على المسلم أن يعيد وضوئه إن أصاب شيئًا منها وهي:[7]

• ما خرج من أحد السّبيلين من بولٍ أو غائطٍ أو ريحٍ.
• أن يخرج البول أو الغائط من غير السّبيلين.
• الجنون وزوال العقل بالنوم أو الإغماء أو حالة السّكر.
• مسّ الفرج والذّكر بغير حائلٍ.
• تناول لحوم الجمال والإبل.
• خروج الدّم من السّبيلين.
• خروج الدّم الغزير من مواضع الجسم والبدن.

شاهد أيضًا: هل يجوز مس المصحف بدون وضوء

هنا نصل لختام مقالنا هل الغفوة تنقض الوضوء حيث قمنا بالإجابة عن السّؤال المطروح، وتحدّثنا عن نواقض الوضوء ومقدار النوم اليسير، وكيفية الوضوء بعد النوم وحكم الغفوة أثناء الصلاة وغيرها من الأحكام.