هل الريح ينقض الوضوء

هل الريح ينقض الوضوء في الشريعة الإسلامية، إذ لمّا جعل الله -تبارك وتعالى- الإنسان من طين، فقد جعل الله بعض المجريات التي تكون على الإنسان في حياته مثل البول والريح والحيض للنساء وغيره، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع حكم خروج الريح بالنسبة للمسلم وأثره على الوضوء، وما هو حكم المسلم الذي يخرج الريح منه بغير إرادة منه ونحو ذلك من الأمور التي لا يسع المسلم جهلها.

هل الريح ينقض الوضوء

إنّ الوضوء هو؛ مما جعله الله -تبارك وتعالى- تطهرًا من أجل الصلاة، وذلك لأنّ الصلاة هي الوقوف بين يدي الله -تبارك وتعالى- ويجب على المسلم لمّا يقف أن يكون طاهرًا من كل حدث، ولكنّ الأمر يختلف بعض الشيء ما بين النساء والرجال، وما يأتي تفصيل المسألة:

هل الريح ينقض الوضوء للرجال

إنّ الريح هو من نواقض الوضوء في الشريعة الإسلامية كما ذكر علماء أهل السنة والجماعة مستندين في ذلك على ما أخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ مَن أحدث لا تُقبل صلاته حتى يتوضأ، وقد نقل الإجماع على ذلك ابن قدامة وابن حزم وابن رشد وابن المنذر، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل طلاء الاظافر يبطل الوضوء عند الشيعة

هل الريح ينقض الوضوء للنساء

بالنسبة للنساء، فإنّ الريح الخارج من الدبر هو ناقض للوضوء، إذ يشترك بهذا الأمر الرجال والنساء معًا على حدّ سواء، أمّا بالنسبة للريح الخارج من القبل، فقد اختلف فيه علماء أهل السنة والجماعة على قولين اثنين هما:[1]

• القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الريح الخارج من قبل المرأة يعد مفسدًا للوضوء، وهو ما عليه أصحاب المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي لما أخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه لا وضوء إلا من صوت أو من ريح.
• القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الريح الخارج من قبل المرأة لا يُعدّ ناقضًا للوضوء كما ذكر أصحاب المذهب الحنفي والمذهب المالكي وهو قول عند أصحاب المذهب الحنبلي، وحجتهم في ذلك أنّه لم يخرج من محله المعتاد، وأنّه اختلاج وليس ريح من البطن وهو مثل الجشاء، وأي أمر مشكوك به في نقض الطهارة، والأمر المشكوك به لا يُنقض الطهارة.

شاهد أيضًا: كيفية المسح على الخفين والجوربين

خروج الريح بغير إرادة

الواجب على المسلم أن يتوضأ من الريح، سواء كان بصوت أو بدون صوت أو كان بدون ريح، ولو كان هذا الأمر مجرد وسواس، فعلى المسلم ألا يلتفت إليه على الإطلاق لأنّ هذا من الشيطان، إلا إن كان متيقنا من ذلك يقينًا يحلف عليه، فإنّ عليه الوضوء بعدها، أمّا لو كان المسلم خروجه مستمرًا بحيث لا يجد لنفسه وقتًا يكون فيه طاهرًا طهارة صحيحة من أجل الصلاة، فإنّ حكمه يكون في ذلك بحكم سلس البول، فيتوضأ بعد دخول وقت كل صلاة، ويلي بهذا الوضوء ما شاء من الفروض والنوافل، والله أعلم بكل أمر.[2]

شاهد أيضًا: هل يجب الغسل بعد العادة سرية للبنات إسلام ويب

ماهو الريح الذي يبطل الوضوء

إنّ الريح الذي ينقض الوضوء لا يتوقف على إن كان له صوت أم لا أو كانت له رائحة أم لا إذ كل ذلك يعد ناقضًا للوضوء، وأن يكون المسلم متيقنًا يقينًا جازمًا أنّ ذلك خرج منه ولا يكون مجرد شك أو وسواس كما ذكر علماء أهل السنة والجماعة، لما أخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن لا ينصرف المسلم حتى يجد صوتًا أو ريحًا، وقد علّق الإمام النووي على ذلك الحديث: “وقوله -صلى الله عليه وسلم- حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا معناه يعلم وجود أحدهما، ولا يشترط السماع والشم بإجماع المسلمين، وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها، حتى يتيقن خلاف ذلك ولا يضر الشك الطارئ عليها”.[3]

إلى هنا نكون قد انتهينا إلى آخر مقال هل الريح ينقض الوضوء وذكرنا رأي علماء أهل السنة الجماعة في المسألة، وأضأنا على حكم خروج الريح من قُبُل المرأة وهل يأخذ ذات الحكم ونحو ذلك من الأمور التي لا يسع المسلم جهلها.