من هو الصحابي الذي نزل جبريل عليه السلام على هيئته

من هو الصحابي الذي نزل جبريل عليه السلام على هيئته هو السّؤال الّذي سيجيب عنه مقالنا هذا، فجبريل -عليه السّلام- هو أحد الملائكة المقرّبين من الله جلّ وعلا، وهو أمين الوحي الّذي كان يتنزّل بأمر الله تعالى وكلامه على الأنبياء والرّسل، وقد أعطاه الله تعالى القدرات العجيبة الّتي لا يمتلكها البشر، ومنها أنّه يمكن أن يتشكّل على الهيئة الّتي يريدها، وعبر موقع مقالاتي سنتعرّف على الصّحابيّ الجليل الّذي تشكّل جبريل -عليه السّلام- بهيئته، وكافة التفاصيل حوله.

جبريل عليه السلام

جبريل -عليه السّلام- هو الملك القائد، هو الملك المقرّب من الله تعالى كقرب الحاجب من الملك والحاكم، وهو الرّوح الأمين الّذي يتنزّل على الأنبياء والرّسل بكلام الله تعالى، وينزل بالتّشريعات والأحكام والأوامر الرّبّانيّة، ومكانته عند الله تعالى غير مكانة الملائكة كلهم، فجبريل -عليه السّلام- في كفّةٍ، وسائر الملائكة في كفّة أخرى، وقد ذُكر اسمه، ووصفه في الكثير من المواضع والآيات في القرآن الكريم، وقد خلقه الله تعالى على هيئةٍ عظيمة، وكرّمه بالقدرات والإمكانيّات الهائلة الّتي لم يعطها لغيره من المخلوقات إطلاقًا، وله العديد من الوظائف أهمّها النّزول بالوحي وكلمة الله تعالى على الأنبياء والرّسل، كذلك هو مكلّفٌ بتدمير وإنزال العذاب بالأمم السّابقة، كما كان مكلّفًا بتعليم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- القرآن الكريم، ولقد أكرمه الله تعالى وأنعم عليه بأن جعله له القيادة على باقي الملائكة.[1]

اقرأ أيضًا: من هو ابو هريرة ومواقفه مع الرسول

من هو الصحابي الذي نزل جبريل عليه السلام على هيئته

إنّ الصحابي الذي نزل جبريل -عليه السلام- على هيهو الصّحابيّ الجليل دحية بن خليفة الكلبيّ رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وقد ذُكر هذا الأمر في السّنّة النّبويّة المطّهرة، وذلك في قول عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- حيث قال: “كان جبرائيلُ يأتي النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- في صورةِ دِحْيةَ الكلبِيِّ”.[2] كما أنّه قد وردتّ بعض الأحاديث المباركة بأسانيدٍ صحيحةٍ منها ما يقول: “دِحْيَةُ الكَلْبِيُّ يُشْبِهُ جَبْرَائِيلَ”.[3] ولقد كان الصّحابيّ الجليل دحية الكلبي من أحسن الصّحابة وجهًا وخلقةً، وكان جبريل يتمثّل على هيئته؛ لأنّه قد أُعطي قدرًا وفيرًا من الجمال والحسن، وقيل أنّه كان يُضرب المثل في حسن صورة هذا الصّحابيّ الجليل، وأمّا عن نسبه فهو دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرؤ القيس بن الخزج بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف الكلبيّ القضاعيّ وهو أحدّ الرّسل الّذين بعثهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذين حملوا رسائل رسول الله إلى عظيم بصرى ليصلها بدوره إلى هرقل، ويعدّ من رواة الحديث المبارك، حيث نُقلت عنه عدّة أحاديث، وروى عنه عددٌ من السّلف الصّالح، والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: من هو لقمان الحكيم وما سبب حكمته

قصة مجيء جبريل على صورة دحية الكلبي

إنّ من القص الّتي رُويت في مجيء جبريل -عليه السّلام- إلى رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- أنّه كان ذات يومٍ جالسًا عند أمّ سلمة، وجاء جبريل بهيئة دحية، وروى هذه القصة أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: “أُنْبِئْتُ أنَّ جِبْرِيلَ -عليه السَّلَامُ- أتَى النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لِأُمِّ سَلَمَةَ: مَن هذا؟ -أوْ كما قَالَ- قَالَ: قَالَتْ: هذا دِحْيَةُ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: ايْمُ اللَّهِ ما حَسِبْتُهُ إلَّا إيَّاهُ، حتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُخْبِرُ جِبْرِيلَ، أوْ كما قَالَ”.[5] فقد ظنّت أم سلمة -رضي الله عنها- أنّ جبريل هو دحية -رضي الله عنه- بعدما تهيّأ جبريل -عليه السّلام- بهيئته، ولم تعرف أنّه جبريل حتى خطب رسول الله وأخبر عنه.[6]

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة

إسلام دحية الكلبي

إنّ دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة الكلبي هو أحد السابقين إلى الإسلام، وهو من الذين شهدوا معظم المشاهد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عدا بدر، فكان ممّن لم يشهد هذه الغزوة العظيمة، وقد كان من التّجار والأغنياء المسلمين، وتميّز بحسن صورته وجماله الّذي يُضرب به المثل، ووصفه رسول الله بأنّه يشبه جبريل -عليه السّلام- بلحيته وسنّه، هاجر إلى المدينة، ولحق برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في السّنة الثالثة للهجرة المباركة، وقد كان مثله مثل الكثيرين من الصّحابة الكرام الّذين دافعوا عن دين الإسلام بشدّة، وخاضوا الغزوات مع رسول الله ضدّ المشركين، كما شهد الكثير من المعارك والفتوحات في الشّام وغيرها في الخلافة الراشدية والله أعلم.[7]

اقرأ أيضًا: متى أسلم أبو هريرة رضي الله عنه في أي عام

دحية بن خليفة الكلبي مع هرقل ملك الروم

روي عن دحية أنّه كان رسولُ رسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى هرقل حاكم الدّولة الرومانية الّتي كانت تسيطر على معظم أراضي العالم، وقد اختاره لحكمته وعقله الراجح وحسن صورته ولعلمه الكبير بالرّوم وفروسيّته، فأوصل الرسالة إلى عظيم بصرى، ليوصلها إلى الملك هرقل قيصر الروم، فأخذ هرقل رسالة رسول الله بمحمل الجدّية، وصدّق محتواها لعلمه الكبير في كتاب الإنجيل والتّوراة قبل أن يُحرّفا، لكنّه لم يُسلم، بل فضّل ملكه وجاهه على الإسلام، وعارض الروم الدعوة، فكان مصيرهم محاربة المسلمين والهزيمة والرجوع من حيث أتوا، وكان من أسلم من هذه الرسالة هو الأسقف الكبير أو القسّ الأكبر فقتلوه؛ لأنّه بدّل النّصرانيّة بالإسلام، والله أعلم.[8]

اقرأ أيضًا: من آخر من توفي من الصحابة وجانب من حياته ؟

وفاة دحية الكلبي

هاجر دحية الكلبي في السّنة الأربعين للهجرة المباركة من المدينة إلى الكوفة، وذلك في عهد عليّ بن أبي طالب، ومن ثمّ من الكوفة إلى دمشق وسكن بالمزّة، وتوفّي فيها في العام الخمسين للهجرة المباركة، وقد دُفن فيها، وما زال له قبره ومقامه المعروف بالمزة في دمشق حتّى الآن، رضي الله عنه وأرضاه.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

هنا نصل لختام مقالنا من هو الصحابي الذي نزل جبريل عليه السلام على هيئته حيث تعرفنا على الصحابي الجليل دحية الكلبي، وذكرنا نبذةً مختصرةً عن حياته، بالإضافة إلى الحديث وفاته، وقصته مع قيصر الروم.