جدول المحتويات
من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فقد ورد في السنة النبوية تصريح في حديث شريف بأنّ هنالك مِن هذه الأمّة المرحومة مَن يَدخُل الجنّة بغيرِ حِسَاب، ولكن هؤلاء لهم صفات خاصة ينبغي أن يتصفوا بها، فما هي تلك الصفات ومن هم أولئك القوم، في هذا المقال سوف يتوقف موقع مقالاتي مع بيان صفات هؤلاء القوم وبيان ما ينبغي لهم فعله لكي تكون عندهم تلك الميزات.
من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب
إنّ الذين يدخلون الجنة بغير حساب هم الَّذين لا يسترقون، ولا يكتوون ولا يتطيّرون وعلى ربهم يتوكلون كما ثبت في الخبر الصحيح عن المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الطويل الذي يرويه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- يذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قد عرضت عليه الأنبياء والأمم ومَن يدخل منهم الجنّة، فرأى في أمّته قومًا يدخُلون الجنَّة بلا حِساب، فقال في وصفهم: “هُمُ الَّذِينَ لا يَتَطَيَّرُونَ، ولَا يَسْتَرْقُونَ، ولَا يَكْتَوُونَ، وعلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”،[1] والله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: من هو هامان الذي ذكر في القرآن
عدد الذين يدخلون الجنة بغير حساب
ثبت في الحديث الذي يرويه ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد ذكر عددَ الّذين يدخلُون الجنّة بلا حِساب، وذلك في حديث طويل أخرجه الإمامان البخاري ومسلم على صحته في صحيحيهما، وفي الحديث يروي ابن عباس رضي الله عنهما:
“خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَوْمًا فَقَالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبيُّ معهُ الرَّجُلُ، والنَّبيُّ معهُ الرَّجُلَانِ، والنَّبيُّ معهُ الرَّهْطُ، والنَّبيُّ ليسَ معهُ أحَدٌ، ورَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فقِيلَ: هذا مُوسَى وقَوْمُهُ، ثُمَّ قيلَ لِي: انْظُرْ، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وهَكَذَا، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فقِيلَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، ومع هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ ألْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسَابٍ. فَتَفَرَّقَ النَّاسُ ولَمْ يُبَيَّنْ لهمْ، فَتَذَاكَرَ أصْحَابُ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فَقالوا: أمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا في الشِّرْكِ، ولَكِنَّا آمَنَّا باللَّهِ ورَسولِهِ، ولَكِنْ هَؤُلَاءِ هُمْ أبْنَاؤُنَا، فَبَلَغَ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فَقَالَ: هُمُ الَّذِينَ لا يَتَطَيَّرُونَ، ولَا يَسْتَرْقُونَ، ولَا يَكْتَوُونَ، وعلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فَقَامَ عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: أمِنْهُمْ أنَا يا رَسولَ اللهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أمِنْهُمْ أنَا؟ فَقَالَ: سَبَقَكَ بهَا عُكَاشَةُ”.[1]
شاهد أيضًا: ما صحة قصة الغرانيق ابن عثيمين
من صفات السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب
لقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- صفات السبعين ألفًا الّذِين يَدخلُون الجنّة بلا حِساب في الحديث الشريف، فقال هم الّذين لا يسترقون، ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون، وتفصيل صفاتهم كما يأتي:[3]
- أنّهم لا يسترقون: فقيل هم الذين لا يطلبون من أحد رقيتهم لأنّهم يتوكلون على الله حق التوكّل فيعلمون أنّه الملجأ لهم، وقيل هم الذين حتى إن رقاهم أحد، فإنّهم يعلمون أنّ الرقية ما هي إلّا سبب في الشفاء، وليست شافية بذاتها، وقيل أنّهم الذين لا يسترقون بغير كلام الله وأسمائه وصفاته وغيرها.
- أنّهم لا يتطيّرون: بمعنى أنّهم لا يتشاءمون بالطيور وغيرها؛ مما كان يتشاءم منه أهل الجاهلية، ونحو ذلك مما يتطيّر منه الناس.
- أنّهم لا يكتوون: والاكتواء يكون بالنار طلبًا للشفاء، فقد كان المشركون في الجاهلية يعتقدون بالشفاء إن اكتوى المرء بالنار، وقيل إن كان هنالك نوع من التداوي يكون من خلال الاكتواء، فذلك غير مكروه، ولكن على ألّا يعتقد أنّ الشفاء في ذات التداوي، ولكنّ الشافي هو الله تعالى.
- أنّهم على ربهم يتوكلون: فهؤلاء في كل أحوالهم يتوكلون على الله -تعالى- وحده حق الاتكال، فإنّهم “يُفَوِّضون أمورَهم إليه تعالى في ترتيبِ المُسَبَّباتِ على الأسبابِ مع تهيِئَتِها؛ فاستَحَقُّوا بذلك أن يَدْخلوا الجنَّةَ بغيرِ حِسابٍ”، والله أعلم.
شاهد أيضًا: من هو النمرود المذكور في القرآن الكريم وما هي قصته
وإلى هنا يكون قد تم مقال من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب بعد الوقوف على حقيقة أولئك القوم الذين يدخلون الجنة من غير حساب وصفاته وعددهم وغير ذلك.
المراجع
- ^ صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، رقم الحديث: 5752، حديث صحيح.
- ^ islamweb.net , يدخلون الجنة بغير حساب , 13/08/2022
- ^ dorar.net , الموسوعة الحديثية - شروح الأحاديث , 13/08/2022