من قال حين يأوي إلى فراشه

من قال حين يأوي إلى فراشه هو ما سنتحدّث عنه في هذا المقال، حيث أنّه من أعظم الأعمال الصّالحة أن يذكر المسلم الله جلّ وعلا في كلّ الأوقات والأحوال، فذكر الله تعالى هو سبب التوفيق والرّاحة والسّعادة، وفي ذكر الله اطمئنان القلوب، وقد حرص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على تعليم المسلم أهمّ الأذكار وأفضلها، وخصّ بعض الأذكار بأوقاتٍ معيّنة كوقت النوم والاستيقاظ وغيرهما، وموقع مقالاتي سيعرّفنا على الذّكر الّذي يقوله المسلم حين يأوي إلى فراشه وقت النّوم.

من قال حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله

روى الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “من قال حين يأوي إلى فراشِه: لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لاحولَ ولا قوةَ إلا بالله العليِّ العظيمِ، سبحان اللهِ وبحمده، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، غُفِرَتْ له ذنوبُه ولو كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ“.[1] [صحيح الترغيب , أبو هريرة، الألباني، 607، صحيح] وهو من الأحاديث الكثيرة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي ذكر فيها فضل التوحيد والتهليل وذكر الله، ولا بدّ من الإشارة أنّه منها الضعيف ومنها ما هو صحيح، وفيما يأتي سيتمّ التبيّن من صحّة حديث أبي هريرة رضي الله عنه.[2]

صحة حديث من قال حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله

إنّ حديث من قال حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حديثٌ رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وقد أخرجه ابن حبّان في صحيحه وابن السني في عمل اليوم والليلة، وأخرجه ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار وقال عنه حديثٌ حسن، وقال عنه شعيب الأرناؤوط في تخريج صحيح ابن حبان أنّ فيه معمر بن سهل الأهوازي، وهو مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات، وصححه الألباني وقال فيه إسناده صحيح ورجاله رجال الثقات، فالحديث بالمجمل صحيح ولا يحتمل الشك في صحّته والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ .. أذكار الصباح والمساء

شرح حديث من قال حين يأوي إلى فراشه

إنّ ذكر الله سبحانه وتعالى له الكثير من الفوائد العظيمة، فبه تغفر الذنوب، وبه تفتح أبواب الجنة، وبه بطرد الشيطان، وبه يرطب اللسان، وبالذّكر تطمئن القلوب، وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الله سبحانه وتعالى لا يشاركه أحدٌ من الخلق في أسمائه وصفاته وأفعاله، فهو مالك الملك، ولهم الحمد على كلّ شيء، وهو القدير على كلّ شيءٍ من الممكنات والمستحيلات، ولا حيلة في الخلاص من الذنوب والمعاصي إلا بتوفيقه، ولا قوة على الطاعة والدوام والثبات عليها إلا بإذنه،  ولا حول في دفع الشر ولا طاقة في جلب الخير إلا بإذن الله، وهي من الكلمات التي يقولها المسلم بإذعانٍ وخضوع لله وتسليمٌ لكامل الأمر لله، ومعنى سبحان الله أي أنّ الله هو المنزه عن كلّ نقص وهو الكامل التام، والله سبحانه وتعالى هو المستحقّ للشكر والحمد والثناء، ومن قال هذه الأذكار غفرت كلّ ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر وهو ما يعلو على سطح الماء في البحر من الرغوة ويعبّر عن كثرة الذنوب، فإنّ الله يغفرها بهذا الدعاء، والله أعلم.[3]

فضل قول لا إله إلا الله

ببيان من قال حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله فمن الضروري بيان فضل كلمة التوحيد، التي هي إقرارٌ من العبد لله سبحانه وتعالى باستحقاق العبادة وحده لا شريك له، ونفي الشركاء معه، وهي تنجي قائلها من نار جهنم يوم القيامة ومن عذاب يوم القيامة، وممّا ورد في فضل قولها ما يأتي:[7]

• عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما قالَ عبدٌ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ قطُّ مخلِصًا، إلَّا فُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ، حتَّى تُفْضيَ إلى العرشِ، ما اجتَنبَ الكبائرَ”.[4]
• عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أفضلُ الذِّكْرِ : لا إله إلا اللهُ، وأفضلُ الدعاءِ : الحمدُ للهِ”.[5]
• وكذلك روى الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لَقِّنوا موتاكم لا إلهَ إلا اللهُ ، فإنَّ مَن كان آخرَ كلامِه لا إلهَ إلا اللهُ عند الموتِ دخلَ الجنةَ يومَا الدَّهرِ ، وإن أصابَه قبلَ ذلك ما أصابَه”.[6]

شاهد أيضًا: أذكار المساء كاملة وما هي فضلها؟

أذكار قبل النوم

إنّ اطّلاع المسلم على حديث من قال حين يأوي إلى فراشه، فإنّ ذلك يدفعه للبحث عن أذكار قبل النوم المشروعة في الإسلام، والتي منها كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يأتي:[8]

• قراءة المعوذتين مع سورة الإخلاص.
• قراءة آية الكرسي من سورة البقرة.
• قراءة خواتيم سورة البقرة.
• قراءة سورة الزمر والإسراء.
• “بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا”.
• “اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت”.
• التسبيح ثلاثا وثلاثين مرة، والتحميد ثلاثا وثلاثين، والتكبير أربعا وثلاثين.

شاهد أيضًا: دعاء تحصين النفس من كل شر مكتوب

إلى هنا نصل إلى نهاية مقال من قال حين يأوي إلى فراشه، والذي ذكر صحّة حديث الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه وبيّن مدى صحّته، وقدّم شرحًا كاملًا له كما عرّف بأذكار قبل النوم وفضل قول لا إله إلا الله.