جدول المحتويات
من علامات الساعة الصغرى التي تساعدنا على معرفة اقتراب موعد يوم القيامة ما سنتناوله في هذا المقال، فقد قام العلماء بتقسيم هذه العلامات لقسمين وهما علامات الساعة الصغرى والتي قد ظهر بعضًا منها وعلامات الساعة الكبرى التي لم تظهر حتى وقتنا هذا.
من علامات الساعة الصغرى
إن وقت قيام الساعة قائم لا محالة فيه ولكن الموعد بالتحديد فلا يعلمه إلا الله عز وجل كما أقر في كتابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم ” إن الله عنده علم الساعة” وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم لأحد الأشخاص عندما سأله عن موعد قيام الساعة ” ما المسئول عنها بأعلم من السائل” وبالنسبة لعلامات الساعة الصغرى فهي كثيرة جدًا ولم يستطع العلماء ترتيبها أو معرفة ما سيحدث قبل الآخر.
وقد تؤثر علامات الساعة الصغرى على أشخاص بأعينهم أو على مكان بعينه على عكس علامات الساعة الكبرى التي قد تحدث تأثير كوني شديد يشعر به جميع الناس، وعلامات الساعة الصغرى قد تم تقسيمها أيضًا إلى قسمين الأول هي العلامات التي ظهرت في الماضي ولكن حدوثها من الممكن أن يتكرر، والأخرى لم تظهر بعد أو ظهرت ومازالت مستمرة في الظهور.
شاهد أيضًا: معجزات الانبياء وقصص عن معجزات الانبياء من القران والسنة
علامات الساعة الصغرى التي ظهرت
من علامات الساعة الصغرى التي ظهرت وانتهت في الماضي والتي قد تكون كثيرة ولم يستطع العلماء الإلمام بها جميعها ما يلي:
- بعثة رسول الله صل الله عليه وسلم حيث أنه قال ” بعثت أنا والساعة كهاتين، وقرن بين السبابة والوسطى” وهذا يدل على اقتراب موعد الساعة بعد بعثته مثل قرب أصبع السبابة والأوسط.
- موت رسول الله صل الله عليه وسلم حيث قال عوف بن مالك رضي الله عنه ” أتيت النبي صل الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال رسول الله صل الله عليه وسلم اعدد ستًا بين يدي الساعة موتي وفتح بيت المقدس”.
- فتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما ذهب إليه بنفسه وبنى به مسجد وتصالح مع أهل المنطقة.
- انشقاق القمر في عهد رسول الله صل الله عليه وسلم وقد ورد في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ” اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر”، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ” بينما نحن مع رسول الله صل الله عليه وسلم بمني إذا انفلق القمر فلقتين فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله صل الله عليه وسلم اشهدوا.
- أن تلد الأمة ربتها حيث أن جبريل عليه السلام عندما أتى إلى رسول الله في هيئة رجل وجلس عنده وسأله قائلًا ” فأخبرني عن الساعة قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال: فأخبرني عن أمارتها قال: أن تلد الأمة ربتها” وهذا لم يتوصل العلماء إلى معناه الدقيق حتى وقتنا هذا وقد قام ابن التين بتلخيصها فيما يلي:
- كثرة عقوق الوالدين بأن يقوم الولد بإهانة أمه وضربها وسبها فيطلق عليه مجازًا ايم ربها.
- جواز الجارية أو قيامها بالزنا والولادة من غير سيدها فيكون حرًا ثم تباع ويقوم ابنها بشرائها دون علمها.
- بيع ملاك الجواري لأمهات أولادهم مما يجعلهن عرضة للتداول بين الملاك فيحدث أن يشتريها ابنها دون علمه.
- اتساع الدولة الإسلامية وسبى النساء من البلدان المختلفة التي قام المسلمين بفتحها، فعندما تلد الجارية من سيدها ولدًا يكون لها بمثابة ربها.
- خروج نار عظيمة من أرض الحجاز فيقول رسول الله صل الله عليه وسلم ” لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى”.
شاهد أيضًا: كيف تستدل بالحديث على ثبوت الحساب يوم القيامة
علامات الساعة التي ظهرت ومن الممكن تكرارها
من علامات الساعة الصغرى التي حدثت ومن الشائع تكرراها بين الناس ما يلي:
- حدوث اختلال في المقاييس حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” تأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق الرويبضة قيل: يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
- انقطاع الأرحام وهذا ما يحدث في زمننا هذا بصورة كبيرة فقال رسول الله صل الله عليه وسلم ” إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وذكر منها قطع الأرحام”.
- كثرة التجارة وانتشارها فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة”.
- انتشار الكذب وقد ذكره الرسول أيضًا في قوله ” إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم”.
- كثر النساء الكاسيات العاريات وهذا ما ينتشر بكثرة في وقتنا هذا فقد ورد في حديث شريف ” صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا”.
- زيادة عدد الظالمين الذين يقومون بضرب الناس بالسياط، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم ” إن طالت بك مدة أوشكت أن ترى قومًا يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر”.
- التخلي عن السنة فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” يوشك أن يقعد الرجل متكئًا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله” وذلك دليل على ظهور بعض الأشخاص الذين يأخذون من كتاب الله فقد ويتخلون عن السنة على الرغم من أنها هي المرجع الثاني فتأتي موضحة ومفسرة ومضيفة لما قد ذكر في كتاب الله عز وجل.
- التباهي بالمساجد وزخرفتها حيث أن رسول الله صل الله عليه وسلم قد قال ” لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد”.
- عدم قول الحق وشهادة الزور حيث قال نبي الله ” إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم”.
- السلام على الآخرين للمعرفة فقط حيث يقول الرسول صلوات الله عليه وسلامه ” إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة” وهذا لا يحث على إفشاء السلام بين الناس.
- انتشار الجهل ورفع العلم وهذا يشير إلى قلة عدد العلماء الذين يقومون بتعليم الناس الأمور الخاصة بالشرع إذ أن رسل الله صل الله عليه وسلم يقول ” إن بين يدي الساعة بأياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم”.
- زيادة الأموال وعدم الحاجة للصدقة كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي” وهذا يعني أن ما حدث قديمًا في زمن الصحابة سيتكرر مرة أخرى والله أعلى وأعلم إذ أن الله سبحانه وتعالى سيزيد الأمة بالمال حتى لا يوجد شخص واحد يحتاج إلى الصدقة.
- سيادة الأمن في البلاد تعتبر أيضًا من علامات الساعة الصغرى فيتحرك المسلم ويسافر دون الخوف على أهله أو نفسه أو دينه أو ماله، وقد ذكر ذلك على لسان عدي بن حاتم الطائي حيث قال ” بينما أن عند النبي صل الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال: يا عدي هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها، قال: فإن طالت بك الحياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله”.
- كثرة الربا والزنا فقد قال النبي ” ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام”، كما ذكر من أشرطة الساعة أيضًا الزنا.
- كثرة الفتن بين الناس ووقوع بعض الأعمال المكروهة مثل العصيان والقتل والكفر.
- زيادة نسبة القتل إذ أن رسول الله صل الله عليه وسلم قد ذكر هذا في حديث شريف فقال ” لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل”.
- كثرة البنيان والتباهي به وهذا ظهر بكثرة عندما اتسعت الدولة الإسلامية وزادت الأموال من المسلمين.
- استحلال الخمر وتناولها بكثرة بعد تغيير اسمها فقد قال النبي صلوات الله عليه ” يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها”.
علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر بعد
من علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر حتى وقتنا هذا ما يلي:
- كثرة حدوث الزلازل إذ قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل.
- هدم الكعبة وهذا ما جاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم ” يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة” حيث أنه يقول أنه سيأتي زمن تسيطر الحبشة على الكعبة ويقومون بهدمها والاستيلاء على كنوزها ولم تعمر مرة أخرى بعد ذلك.
- بعث ريح لقبض روح المسلمين وهذه العلامة تكون بعد خروج الدجال ويأجوج ومأجوح ونزول سيدنا عيسى عليه السلام وخروج الدابة، إذا يقول نبينا الكريم ” إذ بعث الله ريحًا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم قال بس روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة”.
- خروج الجهجاه والقحطاني وهذا ما يظهر في أواخر الزمان خروج رجل من قحطان ورجل آخر يدعى الجهجاه يقومون بحكم الناس بالعصاة فيصبحون مطيعون لهم، وهذا ما ورد عن الرسول ” لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه” وقال أيضًا عليه أفضل الصلاة والسلام ” لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه”.
- حدوث انحسار للفرات عن جبل من ذهب، فكما قال نبي الله ” لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أن الذي أنجو”.
- عودة أرض العرب أنهار وجنات إذ قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” وحتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا” وقد يحدث هذا بسبب حفر الآبار وإقامة الزراعة بها.
وهكذا نكون ذكرنا بعضًا من علامات الساعة الصغرى ، ولا تعتبر هذه هي جميع العلامات التي ستظهر، ويجب على جميع رجال العلم ثبوت هذه العلامات بالنصوص الصحيحة سواء كانت في الكتاب أو السنة وذلك حتى لا يختلط عليهم الأمر، فالموعد المؤكد لقيام الساعة لا يعلمه إلا الله عز وجل.