مصلي في الركعة الأولى قرأ الفاتحة، ونسي أن يقرأ بعدها سورة، وركع، ماذا عليه؟

مصلي في الركعة الأولى قرأ الفاتحة، ونسي أن يقرأ بعدها سورة، وركع، ماذا عليه؟ فالصلاة التي يؤديها المسلم أو المسلمة في كل يوم، هي عبارة عن عدة أقوال وأفعال يقوم بها المصلي وفق أحكام خاصة بها، فمنها ما هو واجب فيها، ومنها ما هو مسنون، وقد يترك المصلي فعلاً أو قولاً منها إما سهواً أو عمداً، ولكل من ذلك حكمه في صحة الصلاة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حكم نسيان السّورة التي تتلى عقب الفَاتحة في الصلاة.

ماذا يقرأ بعد الفاتحة في الصلاة

ما يقرأ بعد الفاتحة في الصلاة إما سورة أو آيات قرآنية من القرآن الكريم، بغض النظر عن طول السورة أو قصرها، فالإنسان مخير في ذلك، ولكن الشرع الإسلامي لا يجلب على الناس المشقة، ولذلك كان النبي -عليه الصلاة والسلام- ينهى عن الإطالة في القراءة للإمام وخلفه المصلين، حتى لا يجعل عليهم المشقة، وإنما الإطالة كانت أفضل في صلاة الفرد فيطيل ما أحب، وأما عن موقع هذه القراءة من الصلاة، فهي في الركعتين الأولى والثانية فقط.

شاهد أيضًا: صلى، ثم تذكر أنه صلى بغير طهارة ناسيًا بعد الصلاة ما حكمه؟

مصلي في الركعة الأولى قرأ الفاتحة، ونسي أن يقرأ بعدها سورة، وركع، ماذا عليه؟

من نسي قراءة سورة بعد الفاتحة لا يجب عليه شيء وذلك لأن حكم قراءة السّورة بَعد الفَاتحة في الرّكعتين الأولى والثانية، هي سنة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وليس فيها إثم على من تركها في الصلاة عمداً أو سهواً، وهذا هو مذهب الجمهور في حكم هذه المسألة، ولذلك قال العلماء أن من ترك هذه القراءة بَعد سَورة الفَاتحة تكون صلاته صحيحة ولا تجب عليه إعادتها، لا إن كان في ذلك شيء مما مضى من الصلوات، ولا في ما هو آتٍ بالمستقبل، ولكن يجب العلم أن الأفضل في الصلاة أو أي عمل تعبدي يقوم به الإنسان اتباع سنة النبي -عليه الصلاة والسلام- فهي النهج الصحيح بالعبادة الذي يترتب عليه الثواب الموعود بإذن الله تعالى، ولذلك من ترك هذه السنة لا يأثم، وإنما حرم الثواب المترتب عليها.

هل يجب سجود السهو عند نسيان سورة بعد الفاتحة؟

في القول الراجح لجمهور أهل العلم أنه لا يجب سجود السهو عند نسيان سُورة بَعد الفَاتحة، وقد بين أهل العلم من أهل السلف ما يجب فيه سجود السهو، ومنهم الإمام النووي -رحمه الله تعالى- الذي قال:

وأما غير الأبعاض من السنن كالتعوذ، ودعاء الافتتاح، ورفع اليدين، والتكبيرات والتسبيحات، والدعوات، والجهر والإسرار، والتورك، والافتراش، والسورة بعد الفاتحة، ووضع اليدين على الركبتين، وتكبيرات العيد الزائدة، وسائر الهيئات المسنونات غير الأبعاض فلا يسجد لها، سواء تركها عمدا أو سهوا؛ لأنه لم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السجود لشيء منها، والسجود زيادة في الصلاة فلا يجوز إلا بتوقيف. انتهى.

شاهد أيضًا: صلى وعليه نجاسة ولا يدرى بها، فلما انتهى من الصلاة رآها، ما حكم هذه الصلاة؟

من نسي قراءة سورة بعد الفاتحة عند المالكية

على خلاف ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، من أن ليس على المصلي شيء إذا نسي القراءة بَعد الفَاتحة بالركعتين الأولى والثانية من الصلاة، فقد ذهب فقهاء المالكية إلى أنه من نسي قراءة سورة بعد الفاتحة وجب عليه سجود السهو، وهم أيضاً ممن قالوا ببطلان الصلاة لم ترك هذه القراءة التي عدوها واجب، ويجب الذكر أن هذا هو محط خلاف بين علماء وفقهاء المالكية أنفسهم، فمنهم من قال بوجوب سجود السهو لمن ترك قراءة السّورة بَعد الفَاتحة بشكل متعمد، ومنهم من قال إن كانت سهواً أو عمداً، والله تعالى أعلم.

بهذا القدر من المعلومات نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان مصلي في الركعة الأولى قرأ الفاتحة، ونسي أن يقرأ بعدها سورة، وركع، ماذا عليه؟ والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة وتفضيلاتها في أكثر من وجه، كما تعرفنا على حكمها في المذاهب الفقهية.