متى يرث المسلم الكافر

متى يرث المسلم الكافر، فالميراث هو حق شرعي لكل من الورثة الشرعيين الذين حددهم الإسلام، وذلك بالاستناد إلى النصوص الشرعية بما في ذلك ما ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حتى لا يحرم صاحب الحق من حقه ولِتنظيم هذه المسائل في الدولة الإسلامية، ومن أحكام الميراث، تأتي أحكام ميراث المسلم للكافر، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حكم هذه المسألة في أقوال أهل العلم مبينين أوجه الاختلاف والاتفاق بينهم فيها.

متى يرث المسلم الكافر

لا يرث المسلم الكافر في الراجح على أقوال أهل العلم، وهذا نسبة إلى ما رواه البخاري في صحيحه من الأحاديث الصحيحة، عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: “لَا يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ وَلَا الكَافِرُ المُسْلِمَ”[1]، فهذا ما أجمع عليه أهل العلم لأن نص الحديث واضح، ولفظ الكفر يشمل كل من كان على غير ملة الإسلام وحتى المرتدين عنه، يعني ذلك النصارى واليهود وعبدة الشمس والنجوم وكل من هو خارج ملة الإسلام، وكل من كان في ملة الإسلام والمرتد عنها، فالإرث في الإسلام كما وضحه العلماء الذين ذهبوا إلى هذه الحكم، مرتبط بالصلة والقربى والنفع، وهي منقطعة ما دام الدين مختلفاً.[2]

شاهد أيضًا: من هم الاقارب من الدرجة الاولى والثانية والثالثة

هل يرث المسلم الكافر إسلام ويب

لا يرث المسلم الكافر في إجماع غالبية أهل العلم في قول العلماء على إسلام ويب، وقد ذكر العلماء التفصيل في ذلك لمن أفتى بذلك ولمن أجاز بخلافه، وفيما يلي نورد نص الفتوى التي أفضت لذلك:[2]

فإن منع توريث المُسلم من الكَافر، هو مذهب الجمهور منهم الأئمة الأربعة وأتباعهم، وهو ظاهر الحديث المتفق عليه وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: لا يَرث المُسلم الكَافر ولا الكَافر المُسلم، وقد ذهبت طائفة أخرى من أهل العلم إلى أن المسلم يَرث من مورثه الكَافر غير الحربي، وهذا هو قول معاذ بن جبل، ومعاوية بن أبي سفيان، ومحمد بن الحنفية، ومحمد بن علي بن الحسين، وسعيد بن المسيب، ومسروق بن الأجدع وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على الكافر

هل يرث المسلم الكافر ابن تيمية

ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- إلى أن المسلم يرث الكافر وليس العكس، وقد اتفق مع جمهور العلماء الذي عارضوا رأي الغالب من الجماعة على هذه المسألة، وهم الذين قالوا: “نرث من الكفار ولا يرثوننا، كما ننكح نساءهم ولا ينكحون نساءنا”، وهذا القول منسوب للأئمة الذين ذكرناهم سابقاً في فتوى العلماء على إسلام ويب حول هذه المسألة، وتبقى المسألة محط خلاف قديم حديث من الماضي للحاضر، ومنهم من ذهب مع الرأي الأول وهو الراجح، ومنهم من ذهب مع الرأي الثاني مثل رأي شيخ الإسلام ابن تيمية وبعض جمهور العلماء، والله أعلم بكل شيء.[2]

شاهد أيضًا: من صفات الكافرين التكذيب وعدم الصلاة والدليل

تخريج حديث لا يرث المسلم الكافر

حديث لا يرث المسلم الكافر هو حديث صحيح ومتفق عليه عند أهل العلم، ولا شك لدى العلماء في صحته، إذ إن الحديث رواه الصحابي أسامة بن زيد -رضي الله عنه وأرضاه- عن حضرة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام، وأخرجه البخاري في صحيحه الصفحة رقم 6764، كما أخرجه مسلم في صحيحه في الصفحة رقم 1614، وقد ذهب غالبة أهل العلم إلى عدم جواز توريث المسلم من الكافر أو العكس نسبة لهذا الحديث الصحيح، كما أخرجه ابن حبان في صحيحه في الصفحة رقم 6033، وغيرهم.[3]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان متى يرث المسلم الكافر، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أقوال العلماء ممن اتفقوا على جوازها أو العكس، وبينا صحة الحديث الشريف الذي ذكر في حق هذه المسألة.