متى وقت اخراج زكاة الفطر

إنّ وقت إخراج زكاة الفطر يبدأ بغروب شمس آخر يوم من رمضان أو من وقت الطلوع إلى وقت صلاة الفطر، فقد اختلف أهل العلم في تحديد الوقت الذي يجب فيه على المسلم إخــراج الزكاة، لينقسموا إلى قولين في تحديد ذلك:[1]

القول الأول: تجب الزكاة من وقت الغروب في آخر أيام شهر رمضان وحتّى صلاة العيد، وقد استدلوا بذلك على ما رواه ابن عباس رضي الله عنه قال: “عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”.[2]
القول الثاني: يبدأ منذ طلوع الفجر من يوم الفطر، وقد استدلّوا بذلك على أنّ زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر بالاختصاص فلا يكون في يوم الصوم.

شاهد أيضًا: الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال

أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر

أمّا عن أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر فقد اختلف فيه الفقهاء كما يأتي:

المذهب المالكي: يفضل إخراجها بعد الفجر من يوم العيد، ولا يجوز تأخيرها عن هذا اليوم.
المذاهب الشافعية والحنفية والحنابلة: يفضل إخراجها يوم العيد قبل الصلاة.

اقرأ أيضًا: شروط وجوب زكاة الفطر

السنة في وقت إخراج صدقة الفطر

ورد في السنّة النبوية الشريفة أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يخرج زكاة فطره قبل الخروج إلى الصلاة، فقد ورد في الحديث الصحيح: “من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”.[2]

اقرأ أيضًا: على من تجب زكاة الفطر

تعجيل زكاة الفطر

يجوز للمسلمين أن يعجلوا بإخراج صدقة الفطر عن وقتها المعلوم بيوم أو يومين، وقد استدلّ أهل العلم بذلك على ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما: “فَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ – أوْ قالَ: رَمَضَانَ – علَى الذَّكَرِ، والأُنْثَى، والحُرِّ، والمَمْلُوكِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ فَعَدَلَ النَّاسُ به نِصْفَ صَاعٍ مِن بُرٍّ، فَكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، يُعْطِي التَّمْرَ ، فأعْوَزَ أهْلُ المَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ، فأعْطَى شَعِيرًا، فَكانَ ابنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ، والكَبِيرِ، حتَّى إنْ كانَ لِيُعْطِي عن بَنِيَّ، وكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ“،[3] كذلك فهي زكاة جاز تعجيلها قبل وجوبها، فالمقصود منها إغناء الفقراء يوم العيد، وتعجيلها لا يخلّ بالمقصود والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل تجوز الزكاة على الاخت

آخر وقت زكاة الفطر

كذلك اختلف أهل العلم في تحديد آخر وقت لإخراج زكاة الفطر على قولين:[5]

القول الأول: آخر وقت للزكاة هو غروب الشمس في أول أيام عيد الفطر، وقد استدلّ أهل العلم بذلك على أنّ المقصود منها هو الإغناء عن الطلب في هذا اليوم السعيد، ويتحقق ذلك ولو كان بعد صلاة العيد.
القول الثاني: آخر وقت للزكاة هو صلاة العيد، ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد الصلاة والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم زكاة الذهب الملبوس ابن عثيمين

قضاء صدقة الفطر

بيّن أهل العلم أنّ من لم يخرج صدقة الفطر على وقتها فوجب عليه أن يخرجها قضاءً، وذلك لأنّ:[6]

الزكاة هي حقّ في المال، فمن لم يؤدّها ظلّ المال في ذمته ولا يسقط عنه بمرور الوقت.
الزكاة هي عبادة ولا تسقط بخروج الوقت كالصلاة.
لتحقيق المقصود منها وهو سدّ الخلة.
القضاء من خواص الواجب والزكاة واجبة.

وقت كراهة إخراج زكاة الفطر

إنّ الكراهة في إخراج زكاة الفطر يكون بعد صلاة عيد الفطر عند الشافعية، وفي آخر يوم العيد عند الحنابلة، ولا تسقط هذه العبادة عن المسلمين مع مضيّ وقتها، لذا حريٌّ بهم إخراجها في وقتها.

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وقت حرمة إخراج زكاة الفطر

يحرم على المسلمين تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد يوم العيد مع التنويه على أنّها لا تسقط من ذمته، وذلك إن كان المسلم غنيًا يملك قوت يومه وقوت من في رقبته، والله ورسوله أعلم.

متى وقت اخراج زكاة الفطر مقالٌ فيه تمّ تقديم الأوقات التي يجب فيها إخراج زكــاة الفطــر وبيّن السنّة في وقتها وأفضل الأوقات لها، وحكم تعجيلها.