متى كانت ليلة الاسراء والمعراج

متى كانت ليلة الاسراء والمعراج وهي ليلة مباركة وعظيمة، ولها مكانٌ ومنزلة كبيرة في قلوب المسلمين، فهي تحمل ذكرى لواحدة من أعظم المعجزات النبوية، والتي وقعت في وقتٍ من الأوقات قبل أن يهاجر النبي من مكة إلى المدينة، وقد كانت تعظيمًا للنبي تأييدًا له ومواساةً لقلبه وتخفيفًا عنه، ومن خلال موقع مقالاتي سيتمّ التعرف على توقيت وتاريخ حدوث الإسراء والمعراج ومتى وقعت هذه الحادثة العظيمة، مع تقديم عديد المعلومات حول الإسراء والمعراج.

معجزة الإسراء والمعراج

قبل معرفة متى كانت ليلة الاسراء والمعراج فإنّ هذه الليلة هي الليلة التي حملت ذكرى معجزةٍ عظيمة، وهي معجزة الإسراء والمعراج، التي ذكر أهل العلم والمؤرخين أنّها وقعت قبل الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ولكن دون معرفة تاريخها على وجه الدقة، وهي معجزة من أعظم المعجزات التي أيّد بها الله سبحانه وتعالى نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن قصّة الإسراء والمعراج قد ورد أنّ جبريل عليه السلّام حمل النبي صلى الله عليه وسلم على البراق، وأسرى به من مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثمّ عرج به إلى السماء السابعة مارًّا بالسموات السبع جميعها، حتّى وصل إلى سدرة المنتهى حيث فُرضت عليه الصلاة، وقد رأى من آيات الله وخلقه الأعاجيب، ثمّ أُرجع إلى بيته بمكّة المكرمة بقدرة الله سبحانه.[1]

اقرأ أيضًا: ليله الاسراء والمعراج يوم ايه

قصة الإسراء والمعراج

لا بدّ لمعرفة متى كانت ليلة الاسراء والمعراج، أن يطّلع المسلم على قصة الإسراء والمعراج، حيث بدأت قصّة هذه المعجزة العظيمة مع جلوس النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أمّ هانئ، حيث قدم عليه جبريل عليه السلام برفة ملكين، حيث أخذه وشقّ له صدره وغسل له قلبه بماء زمزم وملأه له بالإيمان والحكمة، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على هيئته الحقيقية، ثمّ ركب جبريل مع النبي على البراق، وتوجها لبيت المقدس، فصلى النبي إمامًا بالأنبياء جميعًا، ثمّ عرج به إلى السماء وصادف الأنبياء في كلّ سماء يمرّ على نبيّ، ولاقاه الملائكة مستبشرين ضاحكين، حتى وصل إلى سدرة المنتهى حيث وقف بين يدي الله، وأًعطي الصلوات، وقد اقرأ النبي من نعيم الجنة ومن أهوال النار وبعضًا من صور النعيم وبعض صور العذاب، ثمّ أعيد إلى مكّة المكرمة في ذات الليلة، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: حكم الدعاء في ليلة الاسراء والمعراج

متى كانت ليلة الاسراء والمعراج

لم يحدّد أهل العلم ولا أهل التاريخ تاريخًا معيّنًا لليلة الإسراء والمعراج فلا دليل في القرآن الكريم ولا في السّنة الشريفة ما يدلّ على تاريخ حدوثها، وإنّ كلّ ما ورد في متى كانت ليلة الإسراء والمعراج هو من الروايات الغير الصحيحة والغير موثوقة، ولكن أهل اتفقوا أنّها وقعت قبل الهجرة النبوية المباركة، إلا أنّ الخلاف كان في السنة وفي الشهر وفي اليوم، فقد قيل أنّ الإسراء والمعراج كانت قبل الهجرة بثلاث سنوات، وقيل إنها كانت قبلها بخمس سنوات، وقيل أنّها كانت قبل الهجرة بشهرٍ واحدٍ فقط، حتّى أنّ ما اشتهر بين عامّة المسلمين أنّ الإسراء والمعراج حصلت قبل الهجرة بسنة وتحديدًا في السابع والعشرين من شهر رجب، وقيل في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول، وقيل كانت في شوال وآخرين قالوا في رمضان، وكثرة الروايات تدلّ على عدم صحّة أيّة رواية والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: تاريخ ليلة الاسراء والمعراج

أقوال أهل العلم عن تاريخ الإسراء والمعراج

عند البحث عن متى كانت ليلة الإسراء والمعراج فإنّ القارئ سيجد أنّه لا يوجد تاريخ معين ولا واحد يمكن أن يُقال إنه هو تاريخ الإسراء والمعراج، فتاريخ ووقت هذه الليلة غير معروف، ولذلك نشأ خلاف كبير بين أهل العلم، وقد وردت الكثير من الأقوال في توقيت ليلة الإسراء والمعراج، ولعلّ من أبرز ما ورد فيها ما يأتي:

• قال الشيخ ابن باز: “هذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها”.
• قال الشيخ ابن عثيمين: “فأما ليلة السابع والعشرين من رجب، فإن الناس يدّعون أنها ليلة المعراج التي عرج بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيها إلى الله عز وجل، وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية، وكل شيء لم يثبت، فهو باطل، والمبني على الباطل باطل”.
• قال الشيخ الألباني: “وفي ذلك ما يُشعِر اللبيب أن السلَف ما كانوا يحتفلون بهذه الليلة، ولا كانوا يتخذونها عِيدًا، لا في رجب، ولا في غيره ولو أنهم احتفلوا بها، كما يفعل الخلَف اليوم، لتواتر ذلك عنهم، ولتعينت الليلة عند الخلف، ولم يختلفوا هذا الاختلاف العجيب”.

آيات الإسراء والمعراج في القرآن الكريم

إنّ البحث عن متى كانت ليلة الاسراء والمعراج يدفع للخوض والبحث عن الآيات القرآنية التي وردت فيها قصّة الإسراء والمعراج، وقد ذكر أهل العلم أنّ الإسراء ذُكرت صراحةً في القرآن الكريم، أما المعراج فقد أُشير إليها ولم تذكر صراحةً باسمها، وذلك في الآيات الكريمة الآتية:

• قال تعالى في سورة النجم عن المعراج: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ}. [4]
• قال تعالى في سورة الإسراء: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. [5]

اقرأ أيضًا: ماذا راى الرسول ليلة الاسراء والمعراج

أحاديث الإسراء والمعراج في السنة النبوية

كثيرةٌ هي الأحاديث الشريفة التي تحدّثت عن معجزة ليلة الإسراء والمعراج، ولكنّها لم تذكر متى كانت ليلة الاسراء والمعراج، وممّا ورد في الصّحيح ما يأتي:

• أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ بإناءٍ مِن خَمْرٍ، وإناءٍ مِن لَبَنٍ، فاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فقالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اخْتَرْتَ الفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ…..”. [6]
• وقد قال عليه الصلاة والسلام: “بينا أنا عندَ البيتِ، بين النائمِ واليقِظانِ، إذ أقبل أحدُ الثلاثةِ بين الرجُلَين، فأتيتُ بطستٍ من ذهبٍ، ملآنَ حكمةً، وإيمانًا، فشق من النحرِ إلى مراقِ البطنِ، فغسل القلبَ بماءِ زمزمَ، ثم مُلئَ حكمةً، وإيمانًا، ثم أتيت بدابةٍ دون البغلِ، وفوقَ الحمارِ، ثم انطلقتُ مع جبريلَ عليه السلامُ، فأتينا السماءَ الدنيا….”. [7]

بهذا نصل لنهاية مقال متى كانت ليلة الاسراء والمعراج، الذي عرّف بمعجزة الإسراء والمعراج وذكر قصّتها، وبيّن موعدها وتاريخها والمشهور من الأقوال فيها عند أهل العلم، وختم بتوضيح ثبوتها في القرآن والسنة الشريفة.