متى تخرج زكاة الفطر عند المالكية

متى تخرج زكاة الفطر عند المالكية هو من أهم الأحكام الشرعية التي يهتمّ بها المسلمون قبيل في شهر رمضان المبارك من أجل معرفة الموعد الصحيح لإخراج زكاة الفطر بحسب ما أفتى فقهاء المذهب المالكي والذي يُعدُّ من المذاهب المتبعة في كثير من المجتمعات الإسلامية اليوم، وفي هذا المقال من موقع مقالاتي سوف نسلط الضوء على تعريف زكاة الفطر، وسنمر على حكم زكاة الفطر عند المالكية وعلى متى وقت اخراج زكاة الفطر عند المالكية وعلى شروط وجوبها ومقدارها أيضًا.

تعريف زكاة الفطر

تُعرّف الزكاة في اللغة على أنّها الزيادة والنماء، وهي أيضًا البركة، أمّا في الشرع فالزكاة هي ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، وزكاة الفطر في الإسلام هي الزكاة التي يخرجها المسلم في عيد الفطر زكاة للأبدان والأجساد، وتكون بقدر معين معلوم ولها أيضا مجموعة من الشروط المخصوصة التي تجعلها واجبة على الشخص، وتكون هذه الصلاة في عيد الفطر أي عند الفطر من شهر رمضان المبارك، وفيما سيأتي سنتحدّث عن مجموعة من الأحكام المتعلقة بزكاة الفطر في المذهب المالكي. [1]

شاهد أيضًا: طريقة حساب وإخراج زكاة الذهب

حكم زكاة الفطر عند المالكية

إنّ زكاة الفطر عند المالكية واجبة، وهذا بحسب ما ورد عن أغلب فقهاء وعلماء المالكية عبر العصور، وذهب بعضهم إلى أنّها سنة مؤكدة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكن الرأي الراجح هو الرأي القائل بوجوبها، واستدلّ علماء المذهب المالكي في وجوب هذه الزكاة بكثير من الأدلة الشرعية، ومنها:

• ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- ما يأتي: “أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعَثَ مُنادِيًا يُنادي في فِجاجِ مكَّةَ: أَلَا إنَّ زكاةَ الفِطرِ واجبةٌ على كلِّ مُسلِمٍ، مُدَّانِ مِنْ قمحٍ، أو صاعًا ممَّا سِواهُ مِنَ الطَّعامِ”.
• وورد عن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- أنّه قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى كُلِّ حُرٍّ، أوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أوْ أُنْثَى مِنَ المُسْلِمِينَ” [2]

متى تخرج زكاة الفطر عند المالكية

ذهب أتباع المذهب المالكي إلى أنّ زكاة الفطر تخرج من طلوع فجر أول يوم من أيام عيد الفطر، أي مع طلوع فجر اليوم الأول من شوال، ويُستحب أن يخرجها المسلم قبل الانتهاء من أداء صلاة العيد في صباح يوم العيد، حيث إنّ الوقت الأفضل لإخراج هذه الزكاة هو الوقت الممتد من صلاة الفجر يوم الأول من شوال حتّى بداية صلاة العيد، ويرى بعض علماء المالكية أنّه يجوز للمسلم أن يُخرج زكاة الفطر بالمقدار المعلوم والمحدد قبل أن يأتي عيد الفطر بيومين، والدليل على أنّ موعد خروجها هو موعد طلوع فجر أول أيام العيد هو الحديث الذي ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال فيه: “أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن نُخرجَ صدقةَ الفطرِ عن كلِّ صغيرٍ وكبيرٍ حرٍّ أو عبدٍ صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من زبيبٍ أو صاعًا من شعيرٍ أو صاعًا من قمحٍ وكان يأمرُنا أن نخرجَها قبل الصَّلاةِ وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقسِمُها قبل أن ننصرفَ من المُصلَّى ويقولُ أَغنوهم عن طوافِ هذا اليومِ” [3] والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: كم مقدار زكاة الفطر قيمة زكاة الفطر ولمن تعطى

شروط وجوب زكاة الفطر عند المالكية

حدّد علماء المذهب المالكي مجموعة من الشروط التي يتجب أن تتوفر في المسلم حتّى تجب عليه زكاة الفطر، وهذه الشروط هي:

• أن يكون الشخص مسلمًا، حيث إنّ الزكاة لا تجب على الكافر المشرك.
• أن يكون المسلم حرًا وليس عبدًا، فالعبد ليس عليه زكاة.
• أن يخرجها المسلم في وقتها وأن يكون قادرًا على إخراجها ولو اضطر أن يستدين من أحد مقدار الزكاة، إذا كان يعرف أنّه قادر على قضاء هذا الدين.
• أن يخرجها المسلم في وقتها، ووقتها من غروب شمس آخر أيام شهر رمضان المبارك.

شاهد أيضًا: مقدار الصاع في زكاة الفطر بالكيلو

مقدار زكاة الفطر عند المالكية

أشار علماء المذهب المالكي إلى أنّ مقدار زكاة الفطر في الإسلام هو صاع من قوت أهل البلد، والصاع هو أربعة أمداد، والمد هو حفنة من اليدين، ويجب أ، يخرج المسلم صاعًا من قوت أهل البلد، وهي القمح والشعير والسلت والذرة والأرز والتمر والزيت والأقط، والدليل على هذا حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- والذي قال فيه: “كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا فَكَلَّمَ النَّاسَ علَى المِنْبَرِ، فَكانَ فِيما كَلَّمَ به النَّاسَ أَنْ قالَ: إنِّي أَرَى أنَّ مُدَّيْنِ مِن سَمْرَاءِ الشَّامِ، تَعْدِلُ صَاعًا مِن تَمْرٍ فأخَذَ النَّاسُ بذلكَ. قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فأمَّا أَنَا فلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كما كُنْتُ أُخْرِجُهُ، أَبَدًا ما عِشْتُ” [4] والله أعلم. [5]

بهذه المعلومات نصل إلى ختام هذا المقال سلّطنا فيه الضوء على تعريف زكاة الفطر، ومررنا فيه على متى تخرج زكاة الفطر عند المالكية بالإضافة إلى الحديث عن حكم هذه الزكاة عند المالكية والحديث عن مقدارها وشروط وجوبها بحسب ما أفتى علماء المذهب المالكي.