جدول المحتويات
ما هي شروط عقد النكاح وأركانه، فالزواج هو من الارتباطات المقدسة في الدين الإسلامي، وقبل أن يصبح الرجل والمرأة زوجان على سنة الله -عز وجل- ورسوله الكريم -عليه الصلاة والسلام، لا بد من تمام هذا الارتباط وفق الشروط التي حددها الشرع الإسلامي بالاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وعقد النكاح وصحته هو أول هذه الشروط، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على شروط هذا العقد وأركانه وما يتعلق به من أحكام.
عقد النكاح
عقد النكاح، أو ما يسمى عقد الزواج أو عقد القران وغيرها من المرادفات، هو عقد شرعي يحل للزوجان بموجبه التمتع ببعضهما البعض بصفة شرعية وفق ما أحل الله تعالى واجتناب ما حرمه، وهذا ينطوي على عدة أهداف على الصعيد الأخلاقي والديني والاجتماعي، والزواج هو الرابط المقدس الذي أحله الله تعالى منذ بدء البشرية وحتى الآن، ولذلك عقد النكاح ليس فقط مجرد عقد يبيح للزوج والزوجة التمتع ببعضهما البعض فقط، وإنما تقف عليه اعتبارات أخرى هامة تتعلق بالحقوق والواجبات، وهذا يتم ضمن مجموعة من الشروط والأركان التي تنظم هذا العقد في ظاهره ومَضمونه وَبالصفة الشرعية التي يحملها.
شاهد أيضًا: ما هو الزواج العرفي وما حكمه وأنواعه
ما هي شروط عقد النكاح
شروط عقد النكاح هي تعيين الزوجين ورضاهما بوجود الولي والشهود، وهذه الشروط حددها الشرع الإسلامي ليكون عقد النكاح شرعي وصحيح، واستبيان هذه الشروط وفق التالي:[1]
تعيين الزوجين
فالزواج يعتمد على البينة وتحديد الزوجين، ولا يصح الزواج دون هذا الشرط، والمقصود به تعيين الزوج أو الزوجة وتحديدهما بالاسم والإشارة والوصف، فلا يجوز أن يقول الولي مثلاً “زوجتك أحد بناتي” وهو يمتلك عدة بنات، بل يقول زوجتك ابنتي فلانة بنت فلان، أو يقول المأذون مثلاً “زوجت أحد هذين الرجلين لهذه الفتاة”، فهذا مخالف للشرع وفيه طمس لهذا الشرط ويتربت عليه إبهام، فالزواج يترتب عليه أحكام تتعلق بالأنساب وَالميراث والحقوق والواجبات.
الرضا بين الزوجين
فالإكراه في الإسلام يعتبر من المنهيات التي تخالف الضرع الذي أتى به النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو الذي أن يستأذن من الزوجة قبولها الزواج فهذا حق لها، سواء كانت امرأة ثيب أو بكر، فالزواج يدل إلى حياة مديدة يعيشها الزوجان بتفاهم ومحبة، وعدم الالتزام بذلك يضر بأصول بناء الأسرة التي يعتزم الزوجان بناءها، وذهب العديد من العلماء إلى تحريم إجبار المرأة من قبل وليها، ومنهم من قال ببطلان العقد وحق المرأة أن تمتنع عن زوجها وطلب فسخ العقد في حال تم إجبارها.
شاهد أيضًا: حكم نكاح التحليل
وجود الولي
وهذا يتعلق بشكل خاص بالمرأة، وفيه نهي وتحريم أتى به سيد الخلق -عليه الصلاة والسلام- واعتبر نكاح المرأة دون إذن وليها من الكبائر، ويكون عقد النكاح باطلاً، والولي يكون الأب في المقام الأول، وإن لم يكون موجوداً، يكون الولي من يرثه بالوصاية مثل والد الأب أو الأخ الأكبر أو أخي البنت، وهكذا بالترتيب الشرعي لورثة الوصاية، كما لا يجوز للمرأة أن تزوج امرأة أخرى أو تزويج نفسها.
وجود الشهود
وهذا الشرط ثابت في الشرع الإسلامي، وقد أمر به النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يكون هناك شاهدان على عقد الزواج أو النكاح بالإضافة لوجود ولي أمر المرأة، والشاهدان يجب استيفاء الشروط الشرعية بهما، مثل البلوغ والرشد والعقل، إضافة إلى سلامة النظر والسمع ليصدق شهادتهما على العقد، ويذكر أن بعض العلماء استثنى مسألة سلامة النظر.
الكفاءة في النكاح
والكفاءة في النكاح لها عدة أوجه ومنها ما هو مطلوب ومنها ما غير مطلوب، وأولها الكفاءة في الدين، وهذا أحد الشروط التي حدث بها النبي – عليه الصلاة والسلام- الذي قال أن التزويج لمن رضي الله عن خلقه ودينه ولا يجوز تزويج الفاسق أو الكافر، وقيل أن الكفاءة يجب أن تكون بالنسب، ولكن ذهب العديد من العلماء بأنها ليست شرطا واجباً، فالكرم يكون بتقى الله تعالى، وليس كل ذي حسب ونسب تقي، وأما الكفاءة بالمال، فمن العلماء من أوجبها كون الزوجة مسؤولة من الزوج، ولكن أغلبيتهم قالوا أنها ليست واجبة كون المال زائل وهو من الله تعالى، وقيل أن الكفاءة يمكن أن تكون في العمل ووجوبه ونوعه.
شاهد أيضًا: ما حكم تزويج المرأة نفسها
ما هي أركان عقد النكاح
أركان عقد النكاح هي وجود الزوجين الجائزين لبعضهما شرعاً وحصول الإيجاب والقبول، ولهذه الأركان قواعد واستدلالات يتم استبيانها في التالي:[1]
- الزوجان الجائزين شرعاً: والقصد بذلك ألا يكون هناك مانع شرعي يمنع من ارتباطهما، مثل فرق الدين بأن يكون الرجل كافراَ والمرأة مسلمة، أو أن تكون الزوجة محرمة عليه شرعاً مثل الأخوة بالرضاعة أو حرمانية في النسب بينهما.
- حصول الإيجاب: وهو ركن لفظي يصدر عن الولي الشرعي للزوجة، فيقول للزوج زوجتك فلانة بنت فلان مع ذكر نسبه لها.
- حصول القبول: وهو أيضاً ركن لفظي، يصدر عن الزوج بصوت مسموع للمأذون والشهود، يقر فيه بقبوله الزواج.
شاهد أيضًا: ما هو الزواج المسيار وشروط صحة زواج المسيار
هل الإشهار ركن من أركان الزواج
هناك خلاف على هذه المسألة، فمنهن من اعتبره ركن أساسي من أركان الزواج، ومنه من اعتبرع واجب حتى يتم تفرقته عن الزنا، ومنهن من اعتبره ليس بشرط ولا ركن، وعدم الإشهار لا ينقض من صحة عقد النكاح أو الزواج، فعقد النكاح شروطه وأركانه كما ذكرناها سابقاً حتى يكون صحيحاً، والإشهار يكون بعد العقد لإعلام المجتمع المحيط بالزواج الذي تم، فلا يكون مساورة للشكوك بعلاقة الرجل والمرأة، وما يترتب على ذلك من رمي المحصنات وقذفهن بما هو باطل، إذا ما روها مع هذا الرجل دون أن يكون هناك علم مسبق بزواجهما، ولذلك كان الواجب إشهار الزواج، ولو بأبسط الأعراف الشرعية، مثل إقامة وليمة يجتمع بها المقربون والعائلة بأبسط التكاليف.[2]
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هي شروط عقد النكاح وأركانه، والذي تعرفنا من خلاله على عقد النكاح وشروطه وأركانه في الشرع الإسلامي، كنا أجبنا على سؤال هل الإشهار ركن من أركان الزواج.
المراجع
- ^ dorar.net , البابُ الثَّاني: أركان عَقدِ النِّكاحِ وشُروطُه وسُنَنُه , 13/06/2022
- ^ binbaz.org.sa , حكم إشهار النكاح , 13/06/2022