ما هي الطريقة الشرعية للوقاية من السحر ؟ سواء كان مس أو عين أو غيرها من أنواع السحر المختلفة، فقد شرع الله تعالى ورسوله الكريم من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أفضل الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية من كل أنواع السحر.
ما هو السحر
السحر بوجه عام هو عبارة عن عقد للقلوب والأجسام، فيبدأ يشعر الإنسان بالمرض والاعتلال في جسده، بل ويشعر بكثرة الخلافات الزوجية كما أخبرنا الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة في الآية ١٠٢: “فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون”، وتظهر آثار السحر على الأشخاص المسحورين كما قال تعالى في سورة الأعراف: “وجاءوا بسحرٍ عظيم” ووصفه الله تعالى بأنه عظيم لأنه يعود على صاحبه بالعلة والمرض.
يظهر على كثير من الأشخاص أعراض وعلامات السحر، وعندما تبدو هذه الأعراض غير طبيعية يبحث الشخص المصاب بالسحر أو من حوله عن طريقة للوقاية منه، ولكن لا داعي للقلق والحيرة لأن الله تعالى لم يخلق الداء إلا وخلق معه الدواء، وعلاج السحر يكون بطريقة شرعية من خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضًا: ما الفرق بين العين والحسد
ما هي الطريقة الشرعية للوقاية من السحر؟
تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحر من قبل اليهودي لبيد بن الأعصم، وقد ظهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم علامات هذا الحقد والحسد في شكل ثقل في جسده وشعور بالاعتلال في صحته، كما كان تأثيره على بعض جوارحه أيضًا، ولكن لم يكن له تأثير على الوحي الإلهي الذي أرسله الله تعالى إليه، ورغم أن الله تعالى كان قادرًا على حماية وعصمة رسوله الكريم من هذا السحر، إلا أنه شرع لنا من خلاله الطريقة الشرعية للحماية منه.
أنزل الله تعالى على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم سورة الفلق وسورة الناس، فكان يقرأ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وينفث بهما على كل أجزاء جسمه حتى ذهب عنه السحر بأمر من الله، ولذلك فإن أول علاج يوصف لمثل هذه الأعمال هو القرآن الكريم فهو شفاء للناس كما يقول تعالى في كتابه العزيز في الآية ٨٢ من سورة الإسراء: “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا”.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعه البطلة” رواه مسلم، كما جاء في حديث شريف أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه عندما رأى الشيطان متمثلًا في شكل رجل وجاء له يسرق أموال الصدقات وادعى أنه رجل فقير ومحتاج فأمسك به أبي هريرة والذي كان موكلًا بحماية هذه الأموال، وعندما ذهب لكي يسلمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له، “دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، فقال وما هي فقال: “إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب ذاك شيطان”.
الدعاء كذلك من أهم نصائح النبي صلى الله عليه وسلم للوقاية من السحر حيث يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء” رواه الترمذي، كذلك يذكرنا رسول الله صلى الله عليه بأذكار الصباح والمساء التي تعتبر هي حصن المسلم من كل سوء وضرر، فقد روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يستطيع الشخص الراقي أن يضع يده اليمنى على الشخص المسحور ويقول الرقية الشرعية التي شرعها الله تعالى، وهذا في الواقع هو أفضل علاج للوقاية من السحر وليس هناك حاجة للذهاب إلى الدجالين والمشعوذين الذين يعالجون بطرق أخرى غير القرآن الكريم والسنة النبوية، كذلك يمكن أن يمسح الراقي بيده اليمنى على جسد المحسود ويقرأ عليه الرقية الشرعية، ومن أهم سور القرآن الكريم التي ذكرت للعلاج من السحر هي سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وسورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس وغيرها، بالإضافة إلى الدعاء بما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم، مع الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن الكريم وخاصةً سورة البقرة لأنها محصنة من الشياطين، مع ضرورة التوجه بالسؤال إلى الله تعالى بأن يكفيك شر كل ذي شر.
ومن أهم الأذكار في الصباح والمساء ثلاث مرات هو: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”، وقراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وعند وقت النوم، وكذلك قراءة المعوذتين بعد كل صلاة وبعد الفجر والمغرب ثلاث مرات.
من أهم أسباب السلامة أن يقول العبد: “أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة”، “أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان”.
حكم تعلم السحر
يتوارد إلى أذهان الكثير من الأشخاص السؤال حول الحكم من تعلم السحر، وهذا السؤال يجيب عليه كبار الشيوخ فيقولون أن تعلم السحر هو حرام بأمر من الله وأنه كفر بالله كما ذكرنا الله تعالى في كتابه العزيز في الآية ١٠٢ من سورة البقرة والتي تقول: “واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون”، وبذلك فإن السحر هو استعانة بالشياطين ولذلك فإن الله تعالى قد حرمه على عباده.
وهكذا يكون تم تقديم إجابة عن السؤال ما هي الطريقة الشرعية للوقاية من السحر ؟ كما قال الله تعالى ورسوله الكريم، وتم تناول تعريف مفصل للسحر والطريقة الشرعية للوقاية من السحر بشيءٍ من التفصيل وكذلك تم ذكر حكم تعلم السحر في نهاية المقال.