ما هي الثلاث مراحل التي فرض فيها الصيام

ما هي الثلاث مراحل التي فرض فيها الصيام هو من أكثر الأسئلة الشرعية التي تتعلق إجابتها بالمراحل التي فُرض فيها صيام شهر رمضان المبارك على المسلمين في زمن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وفي هذا المقال من موقع مقالاتي سوف نتحدث عن متى فرض الصيام على المسلمين وسنلقي الضوء على المراحل التي فُرض فيها الصيام وسنتحدث بالتفصيل على الحكمة من فرض الصيام على عدة مراحل.

ما هي فريضة الصيام

يُعرّف الصيام في الإسلام على أنَّه عبادة من العبادات المفروضة على المسلمين، وهو ركن أساسي من أركان الخمسة التي بُني عليها الشرع الإسلامي وهي الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، وقد عرّف أهل العلم الصيام في الإسلام تعريفًا ثابتًا، وهو: “الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية…”، كما أنَّ فرض الصيام على المسلمين ورد في آيات القرآن الكريم في غير موضع واحد، ومن هذه الآيات التي تحدثت عن فرض الصيام على المسلمين، هي الآيات الآتية: [1]

• قال تعالى في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [2]
• قال تعالى في سورة البقرة أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [3]

في أي سنة فرض الصيام على المسلمين

لقد الله رب العالمين الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، أي بعد الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعامين فقط، وبما أنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- توفي في السنة 11 للهجرة فهذا يعني أنَّ صام تسع رمضانات فقط، وقد ذكر الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في موضوع تاريخ فرض الصيام على المسلمين قائلًا: “صام رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- رمضان تسع سني ، لأنه فرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة وتوفي النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة”، والله أعلم. [4]

شاهد أيضًا: معلومات عن شهر رمضان للأطفال

ما هي الثلاث مراحل التي فرض فيها الصيام

فُرض الصيام على المسلمين على ثلاثة مراحل، وهي مرحلة صيام يوم عاشوراء وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ثمَّ مرحلة التخيير في صيام شهر رمضان المبارك، ثمَّ مرحلة فرض صيام شهر رمضان على المسلمين، وفيما يأتي نفصّل في كلّ مرحلة من هذه المراحل الثلاث:

مرحلة صيام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر

في هذه المرحلة أمر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- المسلمين بصيام عاشوراء، وهو اليوم 10 من شهر مُحرّم أول شهور السنة الهجرية، مع صيام ثلاثة أيام من كل شهر هجري، وغالبًا هي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، أي أنَّها الأيام البيض، وقد ورد هذا في حديث رواه جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال فيه: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَأْمُرُنَا بصِيَامِ يَومِ عَاشُورَاءَ، وَيَحُثُّنَا عليه، وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ، لَمْ يَأْمُرْنَا، وَلَمْ يَنْهَنَا وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ” [5] وهذا دليل على أنَّ أول مرحلة للصيام كانت صيام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر هجري.

مرحلة التخيير في صيام رمضان

في المرحلة الثانية شُرع صيام شهر رمضان ولكن دون أن يكون صيامه فرضًا، بل كان تخييرًا، فمن شاء فيلصمه ومن لم يشأ لا حرج عليه في عدم صيام شهر رمضان المبارك، وصار صيام يوم عاشوراء في هذه المرحلة تخييرًا وليس أمرًا، والأدلة في هذا هي:

• الدليل على التخيير في صيام عاشوراء: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِن أَيَّامِ اللهِ، فمَن شَاءَ صَامَهُ وَمَن شَاءَ تَرَكَهُ” [6]
• الدليل على التخيير في صيام رمضان في المرحلة الثانية: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [3]

مرحلة فرض صيام رمضان

أمَّا المرحلة الثالثة والأخيرة فهي المرحلة التي فُرض فيها صيام شهر رمضان المبارك على المسلمين أجمعين، والآية التي فُرض فيها الصيام هي الآية التي قال الله تعالى فيها: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [2] والله تعالى أعلم.

الحكمة من فرض الصيام على مراحل

لقد فرض الله تعالى الصيام على المسلمين على مراحل متعددة لحكمة بالغة، فكل أمر إليه له حكمة عظيمة قد يفهمها العقل البشري وقد يعجز عن التوصل إليه، ولكنّ الحكمة من فرض الصيام على ثلاثة مراحل تكمن في مراعاة طبيعة البشر وعدم فرض الصعب عليهم دفعة واحدة، بل فرضه على مراحل لكي تألف النفس البشرية هذه العبادة، ولكي يكون المسلمون قادرين على الصيام شهرًا كاملًا في السنة، والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون سحور

حكم الصيام في الإسلام

إنَّ صيام شهر رمضان المبارك في الإسلام فرض على كل مسلم، والدليل على وجوبه وعلى أنّه فرض وارد في السنة النبوية الشريفة وفي القرآن الكريم في غير موضع واحد، وهذا ما اتفق عليه أهل العلم بالإجماع فيما بينهم، ومن الآيات التي يستدل بها العلماء في فرض الصيام قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [3] والدليل من السنة النبوية الشريفة ما روى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ” [7] والله تعالى أعلم. [8]

بهذه المعلومات نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلّطنا فيه الضوء على تعريف الصوم في الإسلام ومررنا فيه على ما هي الثلاث مراحل التي فرض فيها الصيام وتحدثنا عن الحكمة من فرض الصيام على ثلاثة مراحل وعن حكم الصيام في الإسلام.