جدول المحتويات
ما هو حق الله على العباد، خلق الله سبحانه وتعالى الكون وما فيه لحكمة بالغة وعظيمة فهو الحكيم جلّ وعلا، قال تعالى في سورة المؤمنون {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ . فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}، ومن خلال موقع مقالاتي سيتمّ التعرُّف على حق الله عزّ وجلّ على عباده في القرآن والسنة.
ما هو حق الله على العباد
خلق الله عزّ وجلّ البشر لأهداف وغايات إذ ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث شريف وهو يخاطب معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: “أتدرِي ما حقُّ اللهِ على عبادهِ ؟ قال : قلتُ اللهُ ورسولُهُ أعلمُ، قال -عليه الصلاة والسلام-: “حقُّ اللهِ على عبادهِ أن يعبدوهُ ولا يُشرِكوا به شيئًا ” أتدرِي ما حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فَعلُوا ذلك ؟ قال : قلتُ اللهُ ورسولُهُ أعلمُ ، قال -عليه الصلاة والسلام-: “حقُّهُم ألاَّ يعذِّبهم”، وبالتالي فإن إجابة السؤال هي:[2].[1]
- عبادته وحده وعدم الإشراك به شيئًا وإعمار الأرض على الوجه الذي يرضيه.
شاهد أيضًا: لماذا جمع الله بين العباده والاستعانه
حق الله عزّ وجلّ على عباده في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أنّ حق الله على عباده هو توحيده وعدم الإشراك به والإخلاص في ذلك بطاعة أوامره واجتناب ما نهى عنه، قال تعالى في كتابه العزيز: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[3] وقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[4]، وأيضًا قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[5] وقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}[6]، لذلك يجب على العبد المسلم الامتثال لأوامر الله عزّ وجلّ وعبادته وحده على الوجه الذي يرضيه.
حق العباد على الله
إنّ حقّ العباد على الله تبارك وتعالى من قاموا بتوحيده والإخلاص في عبادته ولم يشركوا معه شيئًا؛ هو أن لا يعذّب الله من لا يشرك بعبادته شيئًا ودخولهم الجنة ونجاتهم من النار، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[7] وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}[8]، وقد اختلف المفسرون في معنى حق على الله فقيل أنّه سمي حقًا من باب المقابلة لفضل الله ولطفه بعباده وقيل أيضًا أنّه بمعنى الخير والثواب الواقع ولا تردد فيه.
شاهد أيضًا: ما سبل حماية الفطرة الصحيحة عما يفسدها مع الدليل
الحكمة من عبادة الله
من أسماء الله الحسنى “الغني” أي أنّه عزّ وجلّ غنيٌ عن عباده وغيرهم وأنّ الفائدة من عبادته تعود على العبد ويمكن أن تتلخصّ الغاية من عبادته بالنقاط الآتية:
- العبادة واجب وحقّ من حقوق الله على العباد لكماله وربوبيته وألوهيته تبارك وتعالى بالتسليم له واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
- في العبادة إصلاح للنفس ولو كانت دون الالتفات لحقّه عزّ وجلّ لا تعود على العبد بالنفع والصلاح، قال تعالى في سورة الليل: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى*وَلَسَوْفَ يَرْضَى}.
- في العبادة تنبيه دائم للعبد أنّه روح ليس مادة فقط وأنّها من مطالب الروح التي تتغذّى عليها.
- تذكير الإنسان الفاني بالله عزّ وجلّ الذي خلقه في أحسن صورة إذ أنّ خلو الإنسان من العبادة ينسيه خالقه.
كيفية عبادة الله
تتلخّص عبادة الله على الوجه الذي يرضيه تبارك وتعالى فيما يلي:
- العبادة من القلب: والتي تشير إلى الخوف والتضرُّع والإنابة والتوكُّل عليه.
- العبادة باللسان: كذكره عزّ وجلّ بالاستغفار والتسبيح وتلاوة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول الحقّ.
- العبادة بالجوارح: التي تتمثّل في فعل الطاعات وأداء العبادات وتحقيق القربات التي أمرنا بها عزّ وجلّ.
- فعل كل ما أمر الله به والابتعاد عن كل ما نهى عنه من المحرّمات والمحظورات.
شاهد أيضًا: شروط المسح على الجوارب
وبهذا القدر نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تمّ من خلاله التعرُّف على الإجابة الصحيحة لسؤال ما هو حق الله على العباد بالإضافة إلى التطرُّق إلى حق العباد على الله تبارك وتعالى والحكمة من عبادة الله.