ما معنى قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

ما معنى قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل هو ما يتساءل عنه كثيرون من محبّي اللّغة العربيّة والأبيات الشّعريّة، حيثُ إنّ العرب كانوا يكتبون الشّعر كثيرًا، فمنهم من كتب أبيات في الحكمة والمدح والهجاء، والبعض الآخر كان يقف على الأطلال، إلّا أنّه في بعض الأوقات كانت أبيات الشّاعر غير واضحة بالنّسبة للآخرين، لذا وعبر موقع مقالاتي سنقوم على شرح معنى قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللّوى بين الدّخول فحوملِ.

ما معنى قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

إنّ المقصود من قول الشّاعر قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ بسقط اللّوى بين الدّخول فحوملِ يتمثل فيما يلي:[1]

• المقصود من قوله توقّفا إلى جانبي وكونا عونًا لي في البُكاءِ على ذكرى الحبيب ومنزله المُنقطع الرّمل وصولًا إلى الأرض القاسية بين هضبتين معروفتين بالدّخول وحومل.

فقد خاطب الشّاعر الشّخص الواحد خطاب الاثنين لسهولة اللّفظ عليه، أو ربّما كان يقصد بقوله أعوانه من الرّجال (فقد كان يرافق كلّ رجل راعي الغنم وراعي الإبل)، كما أنّ رفقته في المسير تكون ثلاثة رجالٍ على الأقل، كما يُعتقد بأنّ المقصود من قوله التّأكيد على الكلام أي قِفْ قِف، وجاءت الألف دلالةً على تكرار اللّفظ والتّأكيد عليه.

شاهد أيضًا: ما معنى بياع الخبل عباته

شرح ألفاظ قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

إنّ شرح ألفاظ هذا البيت الشّعري قِفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللّوى بين الدّخول فحوملِ، تتمثل فيما يلي:[2]

• قِفا: قِفا يقفو، أقف، قفوا، والمقصود هنا توقّفا.
• نبكِ: البُكاء.
• ذكرى: الذّكريات الجميلة التي كانت بينه وبين الحبيب في ذلك المنزل.
• بسقط: عندما يلتقي آخر الرّمل بالأرض القاسية ساقطًا عليها.
• اللّوى: ما التوى واستدار من الرّمل أو مكان استقراره.
• الدّخول وحومل: هضبتان من الصّخور الملساء تقع في عالية نجد الجنوبيّة في منطقة تسمى “جفرة الصاقب”.

من قائل قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

إنّ قائل هذا الشّطر من المعلّقة الشّعريّة الشّهيرة هو الشّاعر الجاهلي امرؤ القيس الملقّب بالملك الضّليل، فقد تميّز الشّاعر بذكائه الحاد حيثُ أنّه قال الشّعر منذ صغره، وكانت أشعاره في وصف الخيل والوقوف على الأطلال، حتّى أصبح من أهمّ الشّعراء في عصره لتميّزه برقّة ألفاظه وبلاغة معانيه، وقد كان أوّل من وقف على الأطلال في شعره الّذي أصبح مذهبًا شعريًّا للشّعراء من بعده.[3]

معلقة امرؤ القيس

من أكثر ما اشتهر به امرؤ القيس هو معلّقته الشّعريّة في الوقوف على الأطلال، وقد كان أوّل من إتّبع ذلك في الشّعر، حيثُ تعتبر من أفضل ما قيل في الشّعر العربي، إلّا أنّ الرّواة إختلفوا في عدد أبياتها فمنهم من قال بأنّها من 77 بيتًا شعريًّا، ومنهم قال أنّها 81 بيتًا شعريًّا، وآخرين قالوا بأنّها 92 بيتًا من الشّعر، وفيما يلي بعض من أبيات معلّقة امرؤ القيس، وهي كالآتي:

قِفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ ** بسقط اللّوى بين الدّخول فحوملِ
فَتوْضح فالمقْراة لم يعْفُ رسمها ** لما نسجتها من جَنوبٍ وشمألِ
ترى بَعَرَ الأرآم في عرصاتها ** وقيعانها كأنّه حَبّ فلْفُلِ
كأنّي غداةُ البيْن يوم تحمّلوا ** لدى سَمُرات الحيّ ناقفُ حنْظلِ
وُقُوفًا بها صَحبي عليّ مَطيّهُم ** يقولونَ: لا تهْلِكْ أسىً وتجمّلِ

إلى هُنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن ما معنى قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عن شرح ألفاظ ذلك البيت الشّعري، إضافةً إلى التّعريف بقائل قِفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ، لنختتم ببعض أبيات تلك المعلّقة الشّعريّة.