جدول المحتويات
ما جزاء من عادى اولياء الله ، إن كلّ مؤمنٍ تقيٍّ يعتبر وليًّا لله بتقواه وإيمانه العظيم، وكلّ كافرٍ مشركٍ يعتبر عدوًّا لله، فالمؤمن والعاصي كلاهما يجتمعان تحت سقفٍ واحد في أمريْن، وهما بأنّ وليّ الله بما فيه من خير وإيمان ليس معصومًا من الخطأ، وسيتم عبر موقع مقالاتي توضيح الأمور التي تجعل المسلم من أولياء الله مع ذكر جزاء من يعاديهم.
من هم أولياء الله
أولياء الله هم أناسٌ من أهلِ التّقوى والإيمان والاستقامة والصّلاح والفلاح على دين الله، وعلى كلّ ما جاء به رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام، هم كما قال الله عنهم: “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”، هم أناس أطاعوا الله حقّ طاعته وعبدوه حقّ عبادته واستقاموا على دينه العظيم، تاركين وراءهم كل المعاصي والشرك لحبّهم الكبير لله عزّ وجل، ولكن بالفعل لا يجوز الاستغاثة بهم ولا أيضًا البناء على قبورهم فهذا يعتبر منكر بحقّهم كما يفعل بحقّ الأنبياء.[1]
الأمور التي تجعل المُسلم من أولياء الله
بلوغ درجة الإيمان أمرٌ عظيم وهو فضلٌ يتمنى المسلم أن يناله في الدّنيا، فلا شكّ بأن سعيه في الحياة لبلوغ درجة أولياء الله من إحدى أهدافه التي يخطو من أجلها، تتوفر عدّة صفات يجب على كلّ مسلم أن يتمتّع بها حتى يبلغ مكانةً ساميًة، مع حرصه في المواظبة عليها بشكل مستمر، ومن هذه الأمور ما يلي:
- الإيمان بالله عزّ وجل: على المسلم أن يخطو بها ليكون عبدًا وليًّا لله، فحقيقة الإيمان باستقراره في قلب الإنسان وشموله على معانٍ كثيرة وعميقة كالإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه.
- الاجتهاد في تقرّبه من الله: فالمسلم الصحيح عند تقرّبه من ربّه بالطاعات وبالقربات وذلك ابتغاءً لوجه الكريم وابتغاء رضوانه العظيم، يقرّبه الله إليه ليكون صالحًا مؤمنًا فيحفظه من الشبهات والمعاصي ويجعل الإيمان مستقرًا في قلبه.
- تقوى الله عزّ وجل: أمر عظيم مذكور في كتاب الله حين اقترن الكلام بين أولياء الله والتّقوى فقال عزّ وجل في كتابه العظيم: “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ”. ومن صفات المؤمن التقيّ محاسبة نفسه واستشعاره بوجود الله بكلّ وقتٍ وحينٍ فيجعله يُحسن العمل ويمشي على الصراط المستقيم.[2]
ما جزاء من عادى اولياء الله
يوجد في الحديث المذكور تهديد شديد ووعيد لمن يعادي أولياء الله، أيًّا كانت نوع معاداته لهم وتعتبر من كبائر الذّنوب والخطايا، فالله عزّ وجل لا يعلن حربًا على شخصٍ يعادي أولياءه إلّا إذا ارتكب أمرًا جليلًا وعظيمًا، فيجب الحذر من القرب منهم أو التفكير في إيذائهم ولو بشيءٍ قليلٍ، فالله يسلّط على معاديه كلّ أنواع الأذى كالهموم والفساد وفقدان الأموال أو إشعال الفتنة بينه وبين محيطه، وإن كانت معاداته شديدة فسيبتليه الله بموت القلب لا محال.
شاهد أيضًا: عمل قلبي يحمل صاحبه على فعل الواجبات ويمنعه من فعل المعاصي
فضل أولياء الله في الدنيا والآخرة
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه مؤكّدًا على فضل أوليائه الصّالحين، وماهيّة النعيم التي ستشملهم في دنياهم وآخرتهم قائلًا: “لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” وهذا دليل كبير على أنّ أولياء الله يتنعّمون كثيرًا في قربهم من ربّهم في الدنيا والآخرة، فالله يضع في قولبهم الحبّ والرّضا فيمدحونه ويذكروه بالخير دائمًا، فتكون بشرى لكل مؤمن هي القبول عند عباده وعند ربّه عزّ وجل، وأيضًا وصول العبد منزلة الرّضا من الله عزّ وجل فكان نصيبه الجنّة والخلاص من نار جهنّم، خالدًا في النعيم الأبدي بأعلى وأسمى درجات الجنة متنعّمًا بما وعده الله به.[3]
في ختام مقالة اليوم بعنوان ما جزاء من عادى أولياء الله ، تم إعطاء إجابة شاملة عن المطلوب، مع توضيح كافي عن أولياء الله وعن صفاتهم، وما هي الأمور التي تجعل المسلم من أولياء الله الصالحين.