ماهو مرض الذهان الزوري

ماهو مرض الذهان الزوري، وما هي أعراضه؟ فهناك عدة أمراض يتعرض لها الإنسان، يمكن تقسيمها بالمجمل إلى نوعين، الأول منها يمكن أن يكون مرض بيولوجي مرتبطاً بعلم الأعضاء البشرية وكيفية علاجها، والثاني منها هو الأمراض النفسية التي ترتبط باضطرابات الشخصية البشرية وما ينجم عنها من مشاكل وما خلفها من أسباب مؤدية إليها، وهذا ينطبق على مرض الذهان الزوري، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على ما هو هذا المرض وأسبابه وطرق علاجه وكل ما يخصه.

ماهو مرض الذهان الزوري

إن مرض الذهان الزوري، أو الصداع النصفي، أو ما يصطلح عليه علمياً اسم البارافرينيا، هو مرض مرافق للاضطرابات النفسية، وهذا الاضطراب مشابه لمرض انفصام الشخصية واضطرابات ذهانية أخرى، وقد يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من أوهام أو أفكار غريبة أو غير عادية أو سلوك غريب الأطوار، ومع ذلك، وعلى عكس مرض انفصام الشخصية، فإن شخصيتهم لا تتعرض عادةً للاضطراب الأساسي ويكون لها تأثير طبيعي، ويميل هذا المرض إلى الحدوث في وقت لاحق من الحياة نحو الأربعينيات من العمر، بينما يبدأ الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى عادةً في وقت أبكر بكثير.[1]

شاهد أيضًا: ما هو مرض اضطراب ثنائي القطب

أسباب مرض الذهان الزوري

هناك عدة أسباب محتملة وجدها العلماء فيما يخص هذا المرض، ومن أهمها:[1]

• قد يكون المرض ناجماً عن عامل وراثي.
• إصابات الدماغ الناجمة عن السكتة الدماغية أو إصابات الدماغ الرضحية.
•  الإفراط والإسراف في تعاطي المخدرات والكحول وكل ما ينتمي إليها.
• مشاكل الكبر والتقدم في السن، وخاصة في ما بعد العقد الرابع من العمر.
• يربط بعض المختصين هذا المرض أيضاً بالخرف، وهو حالة نفسية تحصل مع تقدم السن.
• كما يمكن أن ينجم المرض عن حالة نفسية لها علاقة بالوحدة والعزلة التي يعيشها المريض عن محيطه الاجتماعي.

أعراض مرض الذهان الزوري

يعاني المريض بمرض الذهان الزوري من أعراض مشابهة لأعراض الانفصام بشكل كبير، مع فوارق طفيفة، ومن بين هذه الأعراض:[1]

• لا يستطيع الشخص معرفة ما هو حقيقي مما يتخيله.
• ربط الخيال الذي يعيشه في ذهنه مع الواقع، ويتهيأ له أمور وأشياء وأشخاص غير موجودين في الحقيقة.
• يكون المريض ملماً بأشياء متعلقة بالمحسوسات من حوله وحتى ولم تكن موجودة، مثل الأصوات والروائح ورؤية أشياء غير موجودة أصلاً.
• الشعور بالريبة والشك بكل من حوله، فمن الممكن أن يشعر أن من حوله يتآمرون عليه ويريدون قتله.
• قد يربط المريض أحداثاً قديمة بالحاضر لها علاقة بما عاشه سابقاً من مواقف وخلافه.
• قد يصبح الأشخاص المصابون بهذا المرض منشغلين جدًا بأوهامهم الذهنية بحيث يصبحون منفصلين عن الواقع تماماً وتتعطل حياتهم.

شاهد أيضًا: ما هو مرض الجذام

تشخيص مرض الذهان الزوري

الأمراض النفسية بشكل عام، معقدة من حيث التشخيص، فالمعالج يتعامل غالباً مع مريض فاقد للأهلية، إضافة إلى أن المريض لا يقول الحقيقة أثناء سؤاله عن شكواه وعلته، فهو أصلاً رافض للواقع ومتعلق بأوهامه، وهذا يدفع المعالج إلى طريقتين لتشخيص المرض، وهما:[2]

• الطريقة الأولى: هي عن طريق جمع المعلومات عنه من أقاربه وعائلته وأقرب الناس إليه ممن يحتكون معه بشكل مباشر، كما يبحث المعالج فيما إذا كان هناك أمراض وراثية من هذا القبيل في العائلة.
• الطريقة الثانية: يبحث المعالج في احتمال وجود أسباب بيولوجية للمرض، والتي يمكن حصرها إلى حد ما بمشاكل الإصابات أو الأمراض التي تتعلق بالدماغ، مثل وجود الأورام أو وجود حادث ما أدى إلى تلف في مكان ما من الدماغ وما إلى ذلك من الإصابات.

علاج مرض الذهان الزوري

قد تكون رحلة العلاج لهذا المرض طويلة الأمد وتستغرق سنوات، وهذا يختلف باختلاف حالة المريض وتقبله للعلاج أو التزامه به، فغالبية الحالات الطبية من هذا النوع يتم علاجها بالأدوية المضادة للذهان، أو أدوية الاكتئاب والقلق ونحوها من هذه الأدوية، وغالباً ما يتم استخدام هذه الأدوية لفترات طويلة قد تستمر حتى آخر العمر، ففي بعض الحالات، إن توقف المريض عن تناول الأدوية حتى ولز شعر بتحسن وأصبح إنساناً طبيعياً، فقد تعود إليه الأوهام من جديد في حال تعرض لحوادث أو صدمات سواء كانت عاطفية أو عضوية، ومن خطة العلاج للمريض أيضاً، يجب أن يؤدي المحيط الاجتماعي له بدور إيجابي، مثل منعه من العزلة والوحدة التي تعيد له هذه الحالة النفسية، والتعامل معه كشخص طبيعي.[2]

شاهد أيضًا: ماهو مرض البري بري

هل مرض الذهان خطير

إن مرض الذهان العقلي خطير، فعلى وجه العموم، تعد الأمراض النفسية كلها متوسطة الخطورة، وخطورتها تكون على المريض نفسه، الذي قد يلجأ أحياناً للانتحار، إلا أن مرض الذهان يعد ليس من الأمراض الخطيرة جداً، إذ أنه قابل للعلاج بالطرق التي ذكرناها سابقاً، ومع ذلك، في حالات الأمراض النفسية بالمجمل، يعتبر الإهمال أو التقاعس في العلاج أو عدم مقدرة المحيط الاجتماعي على مساعدة المريض في تخطي مرضه وأوهامه، هو أحد أسباب تطور هذه الأمراض وجعلها خطيرة، وهذا يتطلب وجود بيئة متفهة ومدركة للموقف سواء كان الطبيب المعالج أو المجتمع المحيط.[2]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ماهو مرض الذهان الزوري، والذي تعرفنا من خلاله على هذا المرض وما هي أسبابه وأعراضه، كما تعرفنا على مدى خطورته وكيف يتم تشخيصه وماهي طرق علاجه المتبعة.