ماذا يقول المعتمر بالميقات

ماذا يقول المعتمر بالميقات في الشريعة الإسلامية، حيث إنّ المُعتمر يخرج من بلده قاصدًا وجه الله -تبارك وتعالى- من أجل أداء مجموعة من النّسك تقربًا إلى الله تبارك وتعالى، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع مجموعة من الأمور الخاصة بالعمرة إضافة إلى الوقوف مع محظورات الإحرام، وما يجب على المسلم الابتعاد عنه عند أداء مناسك العمرة ونحو ذلك من الأمور الأخرى التي لا يسع المسلم جهلها.

ما هي العمرة

إنّ العمرة هي خروج المسلم من أجل زيارة بيت الله الحرام، وذلك من أجل أداء مناسك محددة قاصدًا بها وجه الله تبارك وتعالى، والعمرة مشروعة في الشريعة الإسلامية وهي عند بعض علماء أهل السنة والجماعة واجبة وعند بعضهم سنة، وقال بعض العلماء أنّها سنة مستحية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد روي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه قال: “في قصَّةِ السَّائِلِ الَّذي سألَ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عنِ الإيمانِ والإسلامِ والإحسانِ، وهو جِبْريلُ عليه السَّلامُ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الإسلامُ أنْ تشهَدَ أنْ لا إلَه إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، وأنْ تُقيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتيَ الزَّكاةَ، وتحُجَّ البيتَ وتعتمِرَ، وتغتسِلَ مِنَ الجَنابةِ، وتُتمَّ الوُضوءَ، وتَصومَ رمضانَ، قال: فإنْ فعَلتُ هذا فأنا مسلِمٌ؟ قال: نعمْ صدَقْتَ.”.[1]

شاهد أيضًا: ما صحة حديث تابعوا بين الحج والعمرة

ماذا يقول المعتمر بالميقات

يُشرع للمعتمر أن يقول بالميقات عند الإحرام لو خاف أن يحبسه حابس فلا يقدر أن يتم العمرة: “إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني”، فلو حدث للمعتمر مانع ما منعه من أن يتمّ عمرته مثل المرض أو الحادث أو نحوه من الأمور الأخرى، فيقدر على التحلل من إحرامه فلا فدية عليه ولا هدي عليه ولا حلق للرأس، ولولا ذلك الشرط لكان المحرم في هذا المقام محصرًا أي ممنوع عليه أن يتمّ النسك، حتى يذبح هديه ويحلق رأسه كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عام الحديبية لمّا منعه المسلمون من دخول مكة المكرمة.[2]

شاهد أيضًا: كيفية أداء مناسك العمرة بالتفصيل

متى تعقد نية العمرة

إنّ وقت نية العمرة يكون عند البدء بأعمال العمرة، فليس شرطاً على المسلم أن ينوي الإتيان بالعمرة قبل وقت العمرة بكثير، وقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث نبوي شريف مروي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ”.[3] [4]

شاهد أيضًا: دعاء العمرة كامل مكتوب للطواف والسعي

حكم تجاوز الميقات

إنّ الإحرام من الميقات هو من واجبات العمرة التي تجب على المسلم أن يأتي بها، ويحرم لأحد أن يتجاوز الميقات، وهو يريد الحج أو العمرة من دون أن يحرم من الميقات، وأمّا مَن فعل ذلك فعليه أن يعود إلى الميقات ويحرم منه، ولو لم يعد فيكون ترك واجبًا من واجبات الحج أو العمرة وعليه أن يأتي بفدية وهو الدم يذبحه في مكة المكرمة؛ ومن ثم يوزعه على الفقراء في مكة المكرمة، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز كشف الوجه في العمرة للمرأة

شروط العمرة

إنّ شروط العمرة في الشريعة الإسلامية هي خمسة شروط كما ذكرها علماء أهل السنة والجماعة وهي:[6]

• الإسلام: إذ لا تصح العمرة من غير المسلم؛ لأنّه أصلًا غير مؤمن برب العالمين.
• العقل: فلا تصح العمرة من المجنون، بل لا بدّ من شرط العقل، حتى تصح العمرة؛ لأنّ المجنون غير مكلف بها.
• البلوغ: يعد البلوغ شرطاً من شروط أداء العمرة في الشريعة الإسلامية.
• الحرية: تعد الحرية من الشروط التي يجب توافرها في الشخص، حتى يأتي بالعمرة؛ لأنّ العبد يكون مشغولًا بأمور سيده.
• الاستطاعة: لا بدّ من الاستطاعة عند أداء العمرة، فمَن لا يجد المال لا يقدر على تكاليف السفر ونحو ذلك.

شاهد أيضًا: حكم الإحرام من الميقات بغير ملابس الإحرام

محظورات الإحرام

إنّ محظورات الإحرام أي الأمور التي يمنع على المسلم أن يأتي بها وذلك بسبب إحرامه، ومنها:[7]

• حلق شعر الرأس: وذلك لقول الله تعالى في سورة البقرة: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.[8]
• استعمال الطيب: لا يصح للمسلم المحرم أن يستعمل الطيب في بدنه أو في ثوبه بعد الإحرام أو حتى في أكله أو في غسله وهو كله من الأمور المحرمة.
• الجماع: إنّ الجماع هو من الأمور التي يحظر على المعتمر أن يأتي بها، قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.[9]
• المباشرة بشهوة: ذكر العلماء أنّ مباشرة الرجل للمرأة بشهوة؛ وكذلك لا يجوز أن يأتي بأمر خطبة أو زواج أو نحوه.
• قتل الصيد: يحرم الصيد على المحرم وأمّا قطع الشجر فهو ليس بحرام على المحرم إلا إن كان داخل حدود الحرم، سواء كان محرمًا أم غير محرم.
• ارتداء المخيط: وهو أمر خاص بالرجال، إذ يحرم على المحرم أن يرتدي القمصان أو السراويل أو العمائم أو الحقائق وهو أمر خاص بالرجال فقط وليس علاقة بالنساء.
• ارتداء النقاب: وهو أمر خاصّ بالنساء ومعناه ارتداء المرأة لما يغطي وجهها وتفتح عينيها، وكذلك لا تلبس البرقع وهو أمر منهي عنه في الشريعة الإسلامية، وقال بعض العلماء إلا أن مرّ بعض الرجال الأجانب فلها أن تستر وجهها، ولو مسّه فلا يضير.

شاهد أيضًا: ما هو ميقات أهل اليمن للحج والعمرة

الشروط الواجب توافرها في المعتمر

إنّ الشروط الواجب توافرها في المعتمر هي نفسها شروط العمرة بأن يكون مسلمًا، وأن يكون على قدرةٍ مالية تُمكنه من العمرة، وأن يكون بالغًا حرًّا ذا عقل، فلمّا تتوفر تلك الشروط فللمسلم أن يأتي بالعمرة متى شاء، ويحصل على الثواب من الله -تبارك وتعالى- بإذنه.

إلى هنا نكون قد انتهينا إلى آخر مقال ماذا يقول المعتمر بالميقات، وذكرنا رأي علماء أهل السنة الجماعة في المسألة، وأضأنا على الحكم الشرعي الخاص بمحظورات الإحرام وما هي الشروط الواجب توافرها في المعتمر ونحو ذلك من الأمور.