ماذا يقال عند بداية الطواف

خير ما يقال عند بداية الطواف هو التكبير وهو الثابت في السنن عند أهل العلم، واستدلوا في ذلك على ما ورد عن معلم الأمة وَواعظها وهاديها إلى أصول الدين النبي -عليه الصلاة والسلام- مما كان يفعله في الطواف أثناء الحج والعمرة، فقد ورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: “طَافَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بالبَيْتِ علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى الرُّكْنَ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ كانَ عِنْدَهُ وكَبَّرَ، تَابَعَهُ إبْرَاهِيمُ بنُ طَهْمَانَ، عن خَالِدٍ الحَذَّاءِ”.[1]، والأولى بالمسلمين الاقتداء به، وصيغة التكبير التي وردت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في الأحاديث هي “بسمِ اللَّهِ واللَّهُ أكبَرُ”، وقد زاد على ذلك بعض أهل العلم “اللَّهُمَّ إيمانًا بكَ، وتصديقًا بكتابِكَ، واتِّباعًا لسُنَّةِ نبيِّكَ” ولكنها لم تثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- والله أعلم.[2]

دعاء بداية الطواف عند الحجر الأسود

دعاء بداية الطواف عند الحجر الأسود يكون مما استحبه المؤمن، فليس هناك صيغ دعاء محددة ذكرت في السنة النبوية الشريفة، وهذا ما أكده العلماء ممن حرصوا على نقل السنة النبوية الشريفة التي يقتدي بها المسلمون، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى: “وليس فيه – يعني الطواف – ذكر محدود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا بأمره، ولا بقوله، ولا بتعليمه، بل يدعو فيه بسائر الأدعية الشرعية، وما يذكره كثير من الناس من دعاء معين تحت الميزاب، ونحو ذلك فلا أصل له”، وعلى ذلك، كل ما دعا به المسلم من الأدعية طيب، بما في ذلك الأدعية المستحبة المأخوذة من السنن التي يدعى بها في أي وقت.[2]

شاهد أيضًا: ما هي اركان الحج بالترتيب وما شروطه وواجباته

أدعية الطواف إسلام ويب

من المعلوم أنه لا يوجد صيغ ثابتة للدعاء في الطواف، ويسن للمسلم الدعاء بما شاء، وقد ذكر العلماء على موقع إسلام ويب بعض الأدعية المستحبة في ذلك، وهي التالي:[3]

في بداية الطواف: أن يبدأ بالتكبير من قول “بسمِ اللَّهِ واللَّهُ أكبَرُ”، ويجوز قول “اللَّهُمَّ إيمانًا بكَ، وتصديقًا بكتابِكَ، واتِّباعًا لسُنَّةِ نبيِّكَ” كلما استلم الحاج الحجر الأسود.
الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود: يستحب قول “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”، ويستحب نهاية كل شوط قول ذلك في ذات الموضع بين هذين الركنين.
عند الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى: يستحب أن يدعو بقوله: “اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً، وسعياً مشكوراً”.
في الأشواط الأربعة المتبقية: يستحب قول “اللهم اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.

أدعية طواف الإفاضة

طواف الإفاضة هو الطواف الذي يقوم به الحاج أو المعتمر بعد الإفاضة من منى، وهذا الطواف يختلف عن الأنواع الأخرى من الطواف بتوقيته وفضله، ولكن أدعيته هي ذات الأدعية التي تنطبق على أي طواف، وعليه يكون دعاء طواف الإفاضة مما شاء الحاج، ويمكن أن يذكر الأدعية التي ذكرناها سابقاً من بداية الطواف إلى نهايته، وفق ما استحبه العلماء بالاستناد إلى السنن الواردة عن حضرة النبي -عليه الصلاة والسلام- في حجته وعمرته.[3]

شاهد أيضًا: كيفية أداء مناسك العمرة بالتفصيل

دعاء الطواف والسعي

دعاء الطواف هو من مستحبات ما أراد الحاج أو المعتمر، فجاز له ما طاب من الدعاء، وقد ذكرنا آنفاً المستحي عند أهل العلم بها، وكذلك السعي يستحب للمسلم أن يدعو ما طاب له، ومن الأدعية المستحبة التي قال بها العلماء في موقع إسلام ويب، بالاستناد إلى ما ورد في السنن الشريفة، نذكر ما يلي:[3]

عند الاقتراب من الصفا: يقول “إن الصفا والمروة من شعائر الله، أبدأ بما بدأ الله به” ويبدأ السعي من الصفا.
عند الوقوف على الصفا: يستقبل الحاج القبلة، ويوحد الله ويكبره ثم يقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده” ويكررها ثلاث مرات، ومن ثم يدعو ما يشاء.
عند الوقوف على المروة: يكرر ما دعا به في الصفا ثلاث مرات، ثم يدعو ما يشاء.
في الذهاب والإياب بين الصفا والمروة: يستحب أن يقول: “رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم” ويضيف عليها “اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”، ويستحب القراءة من القرآن ما شاء.

شاهد أيضًا: أدعية الطواف والسعي في العمرة pdf

أدعية عند الكعبة

عند توجه الحاج أو المعتمر إلى الكعبة للطواف بالبيت العتيق، فإن من المستحبات أن يعود المسلم بما طاب له، وليس هناك دعاء محدد، وخلافاً لذلك، فقد ورد عن الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- في مسنده، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى البيت رفع يديه، وقال: “اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً، وزد من شرفه وكرمه وعظمه ممن حجه، أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً”، ولم يثبت صحة هذا الحديث، وقيل أن سنده معضل، والمعضل هو ما سقط في إسناده اثنان أو أكثر بشرط التوالي.[4]

شاهد أيضًا: مواقيت الصلاة في مكة المكرمة, المملكة العربية السعودية

أنواع الطواف

وفق ما ذكر في الشرع الإسلامي، فأنواع الطواف كثيرة، ونذكر منها التالي:[5]

طواف الإفاضة: ويسمى أيضاً طواف الزيارة، وهو ركن من أركان الحج.
طواف القدوم للحج: وهو للمحرم بالحج والقارن بين الحج والعمرة بمجرد وصوله الكعبة ،
طواف العمرة: وهو ركن من أركان العمرة، ولا تصح العمرة بدونه.
طواف الوداع: وهو آخر عهد الحاج بالبيت قبل خروجه من مكة المكرمة.
طواف الوفاء بالنذر: وذلك للوفاء بنذر من نذر الطوافَ بها.

شاهد أيضًا: دعاء العمرة كامل مكتوب للطواف والسعي

شروط الطواف

للطواف المقبول في الحج أو العمرة عدد من الشروط، وأهمها التالي:[6]

نية الطواف: وهذا ينطوي على كل عبادة أمر بها الله تعالى.
ستر العورة: وهو أمر مكلف به الرجل والمرأة، بما في ذلك عدم الزينة وما نحوها.
الطهارة: مثل الحدث الأكبر والأصغر، كما لا يجوز على الحائض الطواف إلا للضرورة.
بداية الطواف: والتي تكون من الحجر الأسود، وتكون الكعبة على يساره.
دخول الحجر: ويكون من خلف الحجر.
تكملة عدة الطواف: وهي سبع أشواط.
الموالاة بين الأشواط: مثل الموالاة في الصلاة.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ماذا يقال عند بداية الطواف، والذي تعرفنا من خلاله على مفهوم الطواف وأدعيته المستحبة في بدايته وكافة أشواطه والدعاء عند الكعبة وفي السعي، كما تعرفنا على أنواع الطواف وشروطه الصحيحة.