لماذا نهى الرسول عن زيارة مدائن صالح؟

لماذا نهى الرسول عن زيارة مدائن صالح؟ فلماذا ينهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن زيارة مدينة من المدن وما الحكمة التي تقف وراء هذا النهي، في هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان العلّة التي نهى من أجلها النبي -صلى الله عليه وسلم- عن زيارة مدائن صالح، مع الإضاءة على معلومات عن مدائن صالح وهل ورد النهي النبوي في حديث صحيح أورده أئمة الحديث في كتبهم.

ما هي مدائن صالح؟

إنّ مدائن صالح هي اليوم من الآثار الشاهدة على الأمم السالفة، وقد ذُكرت في القرآن الكريم باسم “الحِجر”، يقول تعالى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}،[1] والغالب أنّها المنطقة الواقعة في منطقة العُلا التابعة للمدينة المنورة على طريق الشام، وقد مرّ بها النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته وهم في طريقهم إلى تبوك.[2]

شاهد أيضًا: لماذا نهى النبي عن النوم على البطن

لماذا نهى الرسول عن زيارة مدائن صالح؟

لقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه عن زيارة مدائن صالح لأنّها مكان عذاب خشية أن يصيب الداخل إليها من العذاب ما أصاب أولئك القوم، وقد قال بما معناه إنّ الذي يمر بهذه الديار -وهي ديار القوم الذين أصابهم العذاب- فإنّه ينبغي له أن يكون باكيًا، وقال العلماء إنّ السبب في النهي عن الدخول إلّا في حال البكاء هو:

“أنّ البكاء يبعثه على التفكر والاعتبار، فكأنه امرهم بالتفكر في أحوال توجب البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الأرض وأمهالهم مدة طويلة، ثم إيقاع نقمة بهم وشدة عذابه، وهو سبحانه مقلب القلوب فلا يأمن المؤمن أن تكون عاقبته إلى مثل ذلك”، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: لماذا نهى النبي عن نوم امرأتين في فراش واحد

حكم زيارة مدائن صالح ابن باز

قال الشيخ عبد العزيز ابن باز إنّ زيارة مدائن صالح وأماكن القوم المعذبين ينبغي أن تكون على الوجه الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه المشهور الذي ينهى فيه الصحابة عن دخول أماكن القوم المعذبين إلّا أن يكونوا باكين، خشية أن يصيبهم ما أصاب أولئك القوم من العذاب، فلا يدخل عليهم إلا بسرعة مارًّا وذلك إذا دعت الحاجة، وإن كانت الزيارة للسياحة ومشاهدة الآثار وحسب فلا يجوز السفر للنهي الوارد في الحديث، وأمّا غير ذلك ففيه تفصيل، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: لماذا نهى النبي عن النوم وحيدا

حديث صحيح عن مدائن صالح

ورد في السنة النبوية جملة من الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن مدائن صالح والنهي عن المرور فيها إلّا في حالة من الخشية والخشوع والبكاء، ومن تلك الأحاديث ما يأتي:

• “مَرَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى الحِجْرِ، فَقالَ لَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، إلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ حَذَرًا أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصَابَهُمْ ثُمَّ زَجَرَ فأسْرَعَ حتَّى خَلَّفَهَا”.[5]
• “أنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَرْضَ ثَمُودَ، الحِجْرَ، فَاسْتَقَوْا مِن بئْرِهَا، واعْتَجَنُوا به، فأمَرَهُمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُهَرِيقُوا ما اسْتَقَوْا مِن بئْرِهَا، وأَنْ يَعْلِفُوا الإبِلَ العَجِينَ، وأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ البِئْرِ الَّتي كَانَتْ تَرِدُهَا النَّاقَةُ”.[6]
• “لَمَّا مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحِجْرِ قَالَ: لا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ، أنْ يُصِيبَكُمْ ما أصَابَهُمْ، إلَّا أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، ثُمَّ قَنَّعَ رَأْسَهُ وأَسْرَعَ السَّيْرَ حتَّى أجَازَ الوَادِيَ”.[7]

وإلى هنا يكون قد تم مقال لماذا نهى الرسول عن زيارة مدائن صالح؟ بعد معرفة سبب نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن زيارة تلك المدائن وإيراد بعض الأحاديث حول ذلك.