جدول المحتويات
لماذا سميت سورة الدخان بهذا الاسم، فسورة الدّخان هي إحدى السّور المكيّة بالقرآن الكريم، والّتي تروي إحدى علامات السّاعة، ولكل سورة من سور القرآن الكريم سبب نزول، وسبب تسمية، والعديد من الفضائل، وسورة الدّخان إحدى السّور التي سنتناول الحديث عنها في سطورنا التالية، وعبر موقع مقالاتي سوف نسهب بالحديث عن هذه السّورة، ونذكر سبب تسميتها، وسبب نزولها، وفضائل قراءتها.
سورة الدخان
سورة الدُّخَان إحدى سوّر القرآن الكريم التي نزلت على النبيّ في مكّة المكرّمة، فهي سورة مكيّة، كان ترتيب نزولها بالسّور 64، تتحدّث هذه السورة عن الدّخان إحدى علامات يوم القيامة عند الإسلام، يبلغ عدد آيات هذه السّورة 59، وهي من المثاني، وفي المصحف هذه السّورة تقع بالجزء الخامس والعشرين وترتيبها 44، بدأت هذه السورة بأحد إعجاز القرآن الكريم وهي الحروف المقطّعة، وهي من مجموعة سور الحواميم، أيّ السّور التي تبدأ بالإعجاز القرآني حم (حاء ميم)، وقد نزلت هذه السورة بعد سورة الزخرف.[1]
شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الفلق ولماذا سميت بهذا الاسم
لماذا سميت سورة الدخان بهذا الاسم
إن سبب تسمية سورة الدّخان بهذا الاسم هو نزول الدّخان على الكفّار، حيث جعل الله لهم به آية لتخويفهم لما قاموا به من أفعال تؤذي النبيّ، فدعا النبيّ عليهم بسنيّ قحطٍ تشبه ما جرى بعهد النبيّ يوسف، فجرى عليهم المجاعة والقحط جرّاء تكذيبهم لنبيّ الله، فأنزل الله عليهم دخاناً كادوا بها يهلكون، وكان المنجي لهم دعوات النبيّ وخير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلّم، قال تعالى في الآية 10 من سورة الدّخان: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}.
شاهد أيضًا: ما سبب نزول سورة التحريم
سبب نزول سورة الدخان إسلام ويب
تباينت الآراء حول سبب نزول سورة الدّخان وعلى من نزلت، وفيما يأتي نبيّن هذه أرجح الأقوال حول هذا الموضوع:
استعصاء أهل قريش عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فدعا عليهم النّبي بسنين تشبه سنين القحط التي حلّت بعهد النبيٍ يوسف، وعندما ينظرون للسماء يكون بينهم وبينها كهيئة الدّخان، ولا ينجيهم من هذا الدّخان إلّا دعاء النبيّ لهم، وقد روى عبد الله بن مسعود حديثاً مطوّلاً عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- قال:
“جَاءَ إلى عبدِ اللهِ رَجُلٌ فَقالَ: تَرَكْتُ في المَسْجِدِ رَجُلًا يُفَسِّرُ القُرْآنَ برَأْيِهِ يُفَسِّرُ هذِه الآيَةَ: {يَومَ تَأْتي السَّمَاءُ بدُخَانٍ مُبِينٍ} قالَ: يَأْتي النَّاسَ يَومَ القِيَامَةِ دُخَانٌ، فَيَأْخُذُ بأَنْفَاسِهِمْ حتَّى يَأْخُذَهُمْ منه كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ، فَقالَ عبدُ اللهِ: مَن عَلِمَ عِلْمًا فَلْيَقُلْ به، وَمَن لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ: اللَّهُ أَعْلَمُ، فإنَّ مِن فِقْهِ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ لِما لا عِلْمَ له بهِ: اللَّهُ أَعْلَمُ، إنَّما كانَ هذا، أنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَتْ علَى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، دَعَا عليهم بسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، فأصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ، حتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إلى السَّمَاءِ فَيَرَى بيْنَهُ وبيْنَهَا كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الجَهْدِ، وَحتَّى أَكَلُوا العِظَامَ، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ، اسْتَغْفِرِ اللَّهَ لِمُضَرَ، فإنَّهُمْ قدْ هَلَكُوا، فَقالَ: لِمُضَرَ إنَّكَ لَجَرِيءٌ قالَ: فَدَعَا اللَّهَ لهمْ، فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إنَّا كَاشِفُو العَذَابِ قَلِيلًا إنَّكُمْ عَائِدُونَ} قالَ: فَمُطِرُوا، فَلَمَّا أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهيةُ، قالَ: عَادُوا إلى ما كَانُوا عليه، قالَ: فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَارْتَقِبْ يَومَ تَأْتي السَّمَاءُ بدُخَانٍ مُبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ} {يَومَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى إنَّا مُنْتَقِمُونَ} قالَ: يَعْنِي يَومَ بَدْرٍ”، أخرجه البخاري باختلاف يسير.[2]
شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الفلق والناس باختصار
فضل سورة الدخان
لقراءة سورة الدّخان عدّة فضائل، فيما يأتي نرفق هذه الفضائل بالتفصيل:
- يستغفر لقارئها سبعين ألف ملك: بدليل الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن قرأ حم الدُّخانَ في ليلةٍ أَصْبَحَ يَسْتَغْفِرُ له سبعون ألفَ مَلَكٍ”، أخرجه الترمذي واللفظ له، وابن حبان في المجروحين، والبيهقي في شعب الإيمان.[3]
- من قرأها في يوم أو ليلة الجمعة بنى الله له بيتاً في الجنّة: وهذا بدليل الحديث الذي رواه أبي أمامة الباهلي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من قرأَ حم الدُّخانَ في ليلةِ الجمعةِ أو يومِ الجمعةِ بنى اللَّهُ لهُ بيتًا في الجنَّة”، أخرجه الطبراني.[4]
- قراءتها بالمغرب سنّة عن رسول الله: بدليل ما روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قرَأ في المغربِ حم التي يُذكَرُ فيها الدُّخان”.[5]
وبهذا القدر من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان لماذا سميت سورة الدخان بهذا الاسم، وقد أرفقنا في سطوره كل ما يخص هذه السّورة من معلوماتٍ بالتفصيل، سبب تسميتها، وسبب نزولها، وفضائلها.
المراجع
- ^ سورة الدّخان , الآية 10
- ^ صحيح مسلم , مسلم ، عبد الله بن مسعود ، 2798 ، [صحيح]
- ^ سنن الترمذي , الترمذي ، أبو هريرة ، 2888 ، غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه [فيه] عمر بن أبي خثعم قال البخاري منكر الحديث
- ^ مجمع الزوائد , الهيثمي ، أبو أمامة الباهلي ، 2/171 ، فيه فضال بن جبير وهو ضعيف جدا
- ^ إتحاف الخيرة المهرة , البوصيري ، عبدالله بن مسعود ، 2/174 ، [روي مرسلا]