كيف تستدل بالحديث على ثبوت الحساب يوم القيامة هو عنوان هذا المقال، التي سنوضّح فيها بعض دلائل يوم القيامة من الحديث الشريف والقرآن الكريم، كما سنذكر بعض أهوال يوم القيامة، فقد خلق الله الإنسان وجعل حياته الدنيا عبارة عن رحلة عبور إلى الآخرة تنتهي بموت الإنسان، فإن البُشرى والفوز العظيم لمن عمل صالحًا في الدنيا ونال رضى الله وجنته، أمّا من طغى في الدنيا ولم يتّبع هدى الرحمن ورضاه فله الويل والعذاب العظيم في جهنم.
كيف تستدل بالحديث على ثبوت الحساب يوم القيامة
يمكننا أن نستدل بالحديث على ثبوت الحساب يوم القيامة بالحديث الشريف الوارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن عائشة أم المؤمنين أنه قال: “ليسَ أحَدٌ يُحاسَبُ يَومَ القِيامَةِ إلَّا هَلَكَ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أليسَ قدْ قالَ اللَّهُ تَعالَى: {فَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا} فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّما ذَلِكِ العَرْضُ، وليسَ أحَدٌ يُناقَشُ الحِسابَ يَومَ القِيامَةِ إلَّا عُذِّبَ”[1]، وفي هذا الحديث الشريف يمكننا الاستدلال على تأكيد وثبوت الحساب يوم القيامة وذلك بعرض أعمال الناس عليهم فمن عمل صالحًا له جزاءه ومن عمل سيئًا له جزاءه، كما يمكننا الاستدلال على ثبوت الحساب من الحديث عن طريق حيث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أولُ ما يحاسبُ به العبدُ الصلاةَ ، وأولُ ما يقضى بين الناسِ في الدماءِ”[2]، وفي هذا الحديث الشريف يوضّح لنا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة وهو الصلاة، مسلّمًا بثبوت الحساب يوم القيامة، وقد ورد ثبوت الحساب يوم القيامة في قوله تعالى في كتابه الكريم: “يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ”[3]، وفي قوله تعالى أيضًا: “وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”[4]، ومما سبق من الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية الكريمة نستدل على ثبوت الحساب يوم القيامة، والذي يتجلّى فيه عدل الله عزَّ وجل، فلا يظلم أحدًا وكلَّ له جزاء ما عمل سواء كان ذلك خيرًا أم شرًا، والله أعلم.[5]
شاهد أيضًا: صحة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
أهوال يوم القيامة
جعل الله يوم القيامة نهاية للحياة الدنيا، وبداية للحياة الآخرة، ففيه يقوم كلّ ما على الأرض من مخلوقات ليتلقّوا حسابهم، في هول وعظمة لا يمكن لعقل الإنسان أن يتحملها، ومن أهوال يوم القيامة نذكر:[6]
- تنشق السماء يوم القيامة وتختفي تمامًا، ودليل ذلك قول الله تعالى في كتابه الكريم: “فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ *انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ“[7].
- تتبدل السماوات والأرض بغيرها وتختفي سماوات وأرض الحياة الدنيا، وذلك بقوله تعالى: “يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ“[8].
- يجعل الله يوم القيامة للمؤمن الذي اتّبع هداه وهديه نورًا يستنير به ويمشي به يوم القيامة، وذلك بقوله تعالى: “أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ“[9].
- يصعق كلّ من في السماوات والأرض يوم القيامة حين ينفخ في الصور، وذلك عند قوله تعالى: “وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّه”[10].
- السراط المستقيم وهو جسر ممدود فوق جهنم أحد من السيف وأدق من الشعرة، يصل إلى الجنة، ويعبره كلّ الناس بسرعة متفاوتة وذلك كلٌ حسب عمله، ودليل ذلك قوله تعالى: “وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا “[11].
شاهد أيضًا: كم عدد ابواب الجنة وما اسماؤها
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي أجاب عن التساؤل كيف تستدل بالحديث على ثبوت الحساب يوم القيامة، ووضّح بعض الأدلة الواردة في القرآن الكريم والحديث الشريف والتي تثبت وتؤكد على ثبوت الحساب يوم القيامة، وذكرنا فيه بعضًا من أهوال يوم القيامة.
المراجع
- ^ صحيح البخاري , عائشة أم المؤمنين، البخاري، 6537، صحيح.
- ^ صحيح النسائي , عبد الله بن مسعود، الألباني، 4002، صحيح.
- ^ سورة آل عمران , الآية30.
- ^ سورة الكهف , الآية 49.
- ^ alukah.net , أدلة الحساب من الكتاب والسنة , 4-3-2021
- ^ binbaz.org.sa , من أهوال يوم القيامة , 4-3-2021
- ^ سورة الحاقة , الآية15، 16.
- ^ سورة ابراهيم , الآية 48.
- ^ سورة الأنعام , الآية 122.
- ^ سورة الزمر , الآية 68.
- ^ سورة مريم , الآية 71، 72.