جدول المحتويات
كيف اشكر الله على نعمه، فالله تعالى أنعم على الإنسان بالنعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، سواء كانت الكبيرة منها أو الصغيرة، فأي شيء نظرنا إليه ويقع بالنفع أو الضر علينا هو من عند الله تعالى، ولكل فيه له حكمته، وكل هذا وغيره يستوجب الشّكر والامتنان للواحد الوهاب -سبحانه- وتعالى، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على معنى الشّكر لله تعالى وكيف يكون، وما هي ثمراته وحكمه، وكل ما يتعلق به.
معنى شكر الله
الشّكر في اللغة العربية يعني ثناء الإنسان على من قدم له معروف، ولهذا فالشكر هو نوع من الامتنان لمن قدن هذا المعروف، وكجزء من رد الجميل الذي قدمه، وأما معنى شُكر الله تعالى، فإنه ذو معنى أوسع بكثير، فالله تعالى واهب الحياة والموت، والصحة والمرض، البقاء والفناء، وكل هذه الأشياء وغيرها الكثير من الأشياء المتضادة، إنما تعبر عن نِعَم الله -عز وجل- التي لا تحصى، فما من خير ولا شر يصيب الإنسان إلا من عنده، وفي الحالتين هي نعمة من الله تعالى، والشّكر هنا هو الحمد والثناء في القول والفعل وبجل الإيمان النابع من أعمق الجوارح لدى الإنسان، إلى مالك الأمر وصاحب الرزق والتوفيق.
شاهد أيضًا: ما معنى سبحان الله وبحمده
كيف اشكر الله
هناك عدة طرق لِشكر الله تعالى على نعمه الكثيرة، وقد فصلها العلماء وجمعوها بثلاثة، إذ أفضوا إلى أن شكر الله يكون بالقلب واللسان والجوارح، وقد ذكرها ابن القيم -رحمه الله تعالى- بقوله “الشكر يكون: بالقلب: خضوعاً واستكانةً، وباللسان: ثناءً واعترافاً، وبالجوارح: طاعةً وانقياداً، ولكل منها تفصيله وفق الآتي:[1]
كيف يكون شكر الله بالقلب
الْشكر بالقلب يكون بالخضوع والاستكانة كما قال أهل السلف، وهذا يعني أن يكون العبد مدركاً لهذه النعم وشاعراً بها في قلبه قبل عقله، فلا يقر بنعمة الله تعالى عليه باعترافه اللفظي التابع لتحليل العقل، وإنما بالنسبة للإيمان المنعقد بالقلب أن الله تعالى هو الواهب وهو الرازق وهو المغني وهو صاحب المنة والفضل، وإذا ما دعا المرء لله تعالى وشكره وحمده وأثنى عليه، فيجب أن ينبع من اقتناع بقلبه بكل ما سبق ذكره، وإذا كان المرء شاكراً بلسانه وناكراً أو متردداً، أو يخالجه الشك في قلبه، كان هذا ضرباً من النفاق.
كيف أشكر الله باللسان
الْشكر باللسان يكون بالثناء والحمد للهِ تعالى على النعم، والاعتراف بهذه النعم والفضل والمنة للهِ تعالى على عبده أن أكرمه بها في خيرها أو شرها، وبصيغة أخرى، يمكن القول أن الشّكر باللسان هو ترجمة لانعقاد القلب الصادق المؤمن بهذه النعم، وأن الخالق هو الذي منحها، ولذلك قال العلماء أن الشّكر باللسان هو الاعتراف باللفظ من خلال الثناء والحمد، بعد عقد القلب اعتقاداً بحقيقة أن المنعم هو الواحد الأحد، وله وحده يكون الحمد والثناء على النعمة.
شاهد أيضًا: دعاء الحمدلله على التمام والكمال مكتوب قصير
كيف أشكر الله بالجوارح
الْشكر بالجوارح يكون بالطاعة والانقياد إليها، وأن يكون الإنسان منكباً على عبادة ربه بكل جوارحه، وإنما هذا الأمر يكون بتسخير الجوارح في عبادة الله عز وجل وطاعته وامتثال أمره، والبعد عن نواهيه ومحرماته، والتطوع بالعبادات وزيادتها على الفرائض، وأن يقف الإنسان بين يدي ربه في صلاته بكل كيانه ووجدانه، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- تتفطر قدماه من كثرة الصلاة والعبادة وخاصة في جوف الليل، وهو كان النبي المغفور ذنبه، إلا أنه كان يرهق نفسه بالعبادة ليكون العبد الشكور، وهو قدوتنا التي يجب أن نقتدي بها في انكبابه على العبادة.
حكم شكر الله على النعم
الشكر واجب على كل مسلم مثله كمثل باقي الطاعات والعبادات الأخرى، فشُكر اَلله تعالى هو جزء من الثناء والحمد، والحمد والشكر أهم أسباب النعم وزيادتها، كما أن لفظ الشّكر ومرادفاته ذكر في القرآن الكريم في عدة مواضع، وفي قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- قبل الإسلام، وهناك العديد من الأحاديث الشريفة التي تجب الشّكر لله تعالى، ولذلك كان حكم الشّكر لله تعالى هو واجب بإجماع أهل العلم، وتأديته يكون بالتزام الطاعات، وعدم استخدام هذه النعم بارتكاب المعاصي والذنوب، وانعقاد الإيمان بالقلب على ذلك، والله تعالى أعلم ما في القلوب.[1]
كيف نشكر الله على نعمة الإسلام
إن الإسلام آخر الأديان السماوية، والدين عند الله تعالى هو الإسلام كما ذكر في القرآن الحكيم، وهذا يشمل كل من نزل عليهم الأنبياء والرسل والكتب السماوية من قبل الإسلام، وإنما شكر الله على نعمة الإسلام يكون بالوفاء للدين والإخلاص بالعبادة وهذا أقل الإيمان، فالشكر باللسان وحده لا يكفي، وإنما يجب على الإنسان بالأفعال أيضاً، وذلك بالالتزام بالعبادات والإكثار منها وتزويدها بالسنن، إضافة إلى الإكثار من الطاعات والذكر والتسبيح والحمد والذكر، وفعل ما أمر الله به والابتعاد عما نهى عنه واجتناب المعاصي.[2]
كيف نشكر الله على نعمة الصحة
الصحة هي من أكبر النعم التي أنعم الله تعالى على عباده بها، فمن ذهبت صحته لا ينفعه مال ولا بنون، وإنما ينفعه رحمة الله تعالى وتلطفه بعبده، ومع ذلك، فإن الإنسان يهمل صحته للغاية باتخاذ العادات السيئة التي تضر بصحته بشكل عام، ولذلك فإن شكر الله على نعمة الصحة يكون بالحفاظ على نعمة الصحة، فلا يقوم بما حرم الله، ويهلك الجسد الذي استأمنه الله عند الإنسان، ومن ذلك التدخين والمُسكرات والمخدرات وغيرها، أو فعل المعاصي التي تضر بالجسد كالعلاقات الحرام، وما ينتج عنها من أمراض.[2]
شاهد أيضًا: دعاء اللهم لك الحمد حتى ترضى مكتوب
شكر الله على نعمة العقل
لقد خلق الله تعالى كل المخلوقات بمقاديرها، وإنما فضل الإنسان على باقي مخلوقاته بالعقل، فبالعقل استدل الإنسان على وجود الخالق الذي نعبده، وأنه وحده القادر على كل شيء، ولذلك كان الشكر لذلك واجباً، وإنما شُكر الله على نعمة العقل يكون باستخدامه لما يرضي الله ويعز الإسلام والمسلمين، فكم من عالم اغتر بعلمه حتى كفر وألحد بالله تعالى، وكم من عالم استخدم عقله فيما يضر البشر أجمعين، وكم من رجل أذهب عقله بشرب المسكرات ونحوها حتى ذهب عقله، وكل هذا ما شابهه هو من الجحود بهذه النعمة، وإنما الشكر يكون بعكس هذا تماماً.[2]
بهذا القدر من المعلومات نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان كيف اشكر الله على نعمه، والذي تعرفنا من خلاله على معنى الشّكر لله تعالى وكيف يكون وما حكمه في الشرع الإسلامي، كما تعرفنا على كيفية شُكر الله تعالى على نعمة العقل والصحة والإسلام.
المراجع
- ^ islamqa.info , كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه تعالى على نعمِه الكثيرة ؟ , 20/08/2022
- ^ alukah.net , شكر الله على نعمه , 20/08/2022