جدول المحتويات
كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات، من الأسئلة الدينية المهمة التي يتم طرحها على مواقع التواصل الاجتماعي، فالصلاة من أعظم العبادات، هي الركن الثاني للإسلام بعد الشهادتين، ويصلي المسلم خمس صلوات في اليوم والليلة الواحدة، منها ما هو فرض ومنها نافلة، ومن هذه النوافل صلاة الوتر، وفي مقالنا هذا عبر موقع مقالاتي سنتناول كل ما يخص هذه الصلاة.
ما هي صلاة الوتر
صلاة الوتر تعرف بأنها الصلاة التي يختتم المسلم بها صلواته الخمسة، سميت وتراً لأن عدد ركعاتها فردي، والوتر في اللغة هو الفرد، أوتره أي أفرده، ووتر الصلاة أي جعلها فرداً، وأكثر الوتر إحدى عشر ركعة وأقلها ركعة واحدة، تصلى جهراً، وهي سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، وواجبة عند الحنفية، كان الحبيب المصطفى يواظب على أدائها بالفترة الممتدة بين صلاة العشاء حتى الأذان الثاني من الفجر، والوقت المحبب لأدائها هو وقت السحر، وتكون في أول الليل لمن خشي فواتها والسهوة آخر الليل.[1]
شاهد أيضًا: طريقة صلاة الشفع والوتر
كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات
يصلي المسلم صلاة الوتر كغيرها من الصلوات الأخرى، حيث فرض الصلاة لا يتغير هو ثابت، إنما الوتر تصلى ركعتين، وتختم بركعة واحدة، ودليل ذلك ما رواه عبدالله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم: {سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى. وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بهِ}.[1] [2]
- ما يميز صلاة الوتر إن عدد ركعاتها هو فردي، بداية ينوي المسلم الصلاة في قلبه ويقرأ دعاء الاستفتاح، وهو متوجه إلى القبلة، وبعد الانتهاء من الدعاء يرفع يديه ويكبر.
- ثم ينزلها إلى صدره اليمنى فوق اليسرى، يقرأ سورة قصيرة ويركع، يقول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات.
- بعد ذلك يجلس ويقول سمع الله لمن حمد، ويستقيم قائلاً ربنا لك الحمد، ليعود بعد ذلك للسجود ويكرر سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، ويجلس عن سجوده مكبراً.
- ثم يسجد مرة أخرى وهو يقول سبحانك ربي الأعلى ثلاث مرات.
- وبعدها ينهض من السجود ويكون قد أنهى الركعة الأولى من صلاة الوتر، يعيد الأمر في الركعة الثانية، كما هو الحال الأولى، مع مراعاة تغيير الآية بعد سورة الفاتحة، وكذلك بعد السجود الثاني، وهو يجلس عند سجوده مكبرا عليه بالقول:
“التّحيّات لله والصّلوات الطّيبات، السّلام عليك أيّها النّبي ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين”
- يكون قد وصل في صلاته إلى التشهد فيرفع سبابته متشهداً، يقرأ الصلوات الإبراهيمية، وهي:
“اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، في العالمين، إنّك حميدٌ مجيد”.
- يصلي الركعة الثالثة بنفس الطريقة بعد الانتهاء من التسليم في الركعتين الأولى والثانية، إضافة أنه يقرأ آية مختلفة بعد الفاتحة بكل مرة، كما يمكن أن تصلى صلاة الوتر بطريقة أخرى، يصلي المسلم الركعتين الأولى والثانية بدون التسليم والتشهد، ويتشهد ويقرأ الصلوات الإبراهيمية في الركعة الثالثة في السجود الأخير، ويسلم لتتميز بهذه الحالة عن صلاة المغرب إذا قرأ التشهد في الركعة الثانية.
كيفية صلاة الوتر بأكثر من ثلاث ركعات
أداء صلاة الوتر بأكثر من ثلاث ركعات لا يختلف عن أدائها مع عدد ركعات أكبر، فقد يزداد عدد الركعات وتؤدى مثلما تؤدى صلاة الثلاث ركعات تماماً، فليس هناك عدد ركعات لصلاة الوتر، أقلها واحدة، والرسول كان يصلي إحدى عشر، وثلاثة عشر، فالمسلم يتقرب بها ويتضرع بالدعاء لله بها شكرا على ما أنعم عليه من النعم، فلو أراد المسلم صلاتها وترا خمس أو سبع ركعات يصليها متتالية بدون التشهد والتسليم، ويكون التشهد والتسليم في الركعة الأخيرة، وله أن يصلي ثمان ركعات متتالية، ويسلم ويشهد بعد الركعة التاسعة، يصلي كل ركعتين بتشهد وتسليم، وبعد أن يفرغ منها يصلي ركعة بتشهد وتسليم حتى يبلغ إجمالي الركعات إحدى عشر.[1]
كم عدد ركعات صلاة الوتر
إن أقل عدد الركعات في صلاة الوتر ركعة واحدة، وأكثرها ثلاثة عشر ومن أكثر عن ذلك فله الأجر والثواب، وتضاربت آراء العلماء حول عدد ركعات صلاة الوتر نبينها كالآتي:
- الحنفية: قال أنصار المذهب الحنفي أن عدد ركعات صلاة الوتر ثلاث ركعات تصلى كالمغرب بتسليمة واحدة، واحتجوا بما روي عن ابن عباس كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُوتِرُ بثلاثٍ: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} و{قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد[3]
- المالكية: قالت إن الوتر وهي ركعة واحدة، لها شفع أي صلاة زوجية، وأقل الشفع ركعتان، مستدلين بما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، {أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ يصلِّي منَ اللَّيلِ إحدى عشرةَ رَكعةً يوترُ منْها بواحدةٍ ثمَّ يضطجعُ على شقِّهِ الأيمنِ}.[4]
- الشافعية والحنابلة: قالت أن أقل عدد ركعات الوتر هي واحدة، ويكره الإتيان بها مرة واحدة عند الشافعية بينما الحنابلة لا يكرهوا ذلك وأدنى الكمال ثلاث ركعات كما ويجوز الإتيان بخمسة أو سبعة أو إحدى عشر، وقال البعض ثلاثة عشر.
فضل صلاة الوتر
صلاة الوتر هي لشكر الرحمن على نعمه، وأفضاله علينا نذكر من فضل هذه الصلاة: [5]
- هي من السنن المؤكدة عن الرسول بإجماع العلماء: لكنها لا ترقى إلى الصلاة المفروضة، ومن الصلوات المحببة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يداوم عليها حتى وإن كان على سفر، روي عن ابن عمر {كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي في السَّفَرِ علَى رَاحِلَتِهِ، حَيْثُ تَوَجَّهَتْ به يُومِئُ إيمَاءً صَلَاةَ اللَّيْلِ، إلَّا الفَرَائِضَ ويُوتِرُ علَى رَاحِلَتِهِ}.[6]
- أجرها الكبير: لما لها من أهمية وفضل وأجر كبير حث النبي على المداومة على هذه الصلاة والتقرب من الله بها وروي عن أبي هريرة: {أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ}.[7]
- التقرب من الله: المحافظة على صلاة الوتر دليل على صدق التقرب وخشوع العبد لربه، فهذه الصلاة في الليل عندما تنام كل عين، وتبقى عين الله وعين تخافه وتخشاه وترجو بالعمل والعبادة رضاه، قال تعالى {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُ}.[8]
ما هي السور التي تقرأ في صلاة الوتر؟
يمكن للمسلم أن يقرأ أي سورة من القرآن الكريم أو بضع آيات منها، ولكن سنة عن النبي الطهر محمد سيد الخلق إذا أوتر بثلاث فيقرأ في الأولى سورة الأعلى والكافرون في الثانية، والإخلاص في الثالثة، ولا ضير إذا قرأ المعوذتين بعد ذلك، ذهبت الحنفية أنه يجوز للمصلي قراءة ما يشاء من سورفي صلاة الوتر، بينما الحنابلة قالوا، يقرأ ما يشاء في الشفع أما الوتر، الفاتحة بداية ثم الإخلاص، الفلق، والناس.[5]
وقت قضاء صلاة الوتر
تضاربت الآراء حول قضاء صلاة الوتر في وقت آخر وكيفية القضاء وجوبه أو جوازه، به ضرر أم لا، فلكل من الفقهاء والمذاهب الرأي في ذلك نوردها كالآتي: [5] [1]
- الحنفية: قال أنصار المذهب الحنفي بوجوب قضاء صلاة الوتر كان تركها المصلي عامدا أو ناسيا، ولو طالت المدة على ذلك، فإذا صلى الفجر وهو يعلم أو تذكر أنه لم يصل الوتر فسدت صلاة الفجر لوجوب الترتيب بين الوتر والفرض.
- الحنابلة: تصلى الوتر قبل صلاة الفجر فإذا سها العبد عنها وطلعت الشمس فلا قضاء عليه بعد شروق الشمس.
- الشافعية: من نسي الوتر وصلى الصبح فلا يعيد.
شاهد أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة الوتر
أدعية مستحبة بعد صلاة الوتر
إن الله لا يرد عبد ناجاه وتوسل إليه بإلحاح، فالله يستحي من العبد أن يرد يديه المتوسلة خائبة، فالله يستجيب من العبد دعاءه أو يؤجله ليوم القيامة، وليس هناك أدعية لا تقبل ما دامت النية متجهة لله تعالى، لكن هناك أدعية محببة بمواضع معينة، لذلك نورد بعض الأدعية المحببة بعد صلاة الوتر:
- اللهم إني أدعوك الله وأدعوك الرحمن وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لي وترحمني.
- اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استقريت به فرجت.
- اللهم لا تحرم أحبتي سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عنّهم مواهبك لسوء ما عندهم، ولا تجازهم بقبيح أعمالهم، ولا تصرف وجهك الكريم عنهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم يا رحمن يا رحيم يا سميع يا عليم يا غفور يا كريم إني أسألك بعدد من سجد لك في حرمك المقدس من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة أن تطيل عمر قاري ومرسل هذا الدعاء على طاعتك وترحم والديه وأن تحفظ أسرته وأحبته وأن تبارك له في ماله وعمله وتسعد قلبه وأن تفرج كربه وتيسر أمره وأن تغفر ذنبه وتطهر نفسه وأن تبارك سائر أيامه وتوفقه لما تحبه وترضها.
بعد أن أجبنا تحدثنا عن كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات، وكذلك بأكثر من ثلاثة، وتحدثنا عن تعريف صلاة الوتر، وفضلها، وعدد ركعاتها، وقضائها، وأوردنا بعض الأدعية المستحبة بعد الانتهاء من صلاة الوتر نكون قد انتهينا من مقالنا هذا.
المراجع
- ^ binbaz.org.sa , ما صفة صلاة الوتر ووقتها وعدد ركعاتها؟ , 24/3/2023
- ^ صحيح البخاري , البخاري ، عبد الله بن عمر ، 472 ، صحيح
- ^ تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط ، عبدالله بن عباس ، 3531 ، إسناده صحيح
- ^ صحيح النسائي , الألباني ، عائشة أم المؤمنين ، 1695 ، صحيح لكن ذكر الاضطجاع بعد الوتر شاذ والمحفوظ بعد سنة الفجر
- ^ islamweb.net , فضل الوتر وحكم من تركه , 24/3/2023
- ^ صحيح البخاري , البخاري ، عبد الله بن عمر ، 1000 ، صحيح
- ^ صحيح البخاري , البخاري ، أبو هريرة ، 1981 ، صحيح
- ^ سورة الذاريات , الآيتين 17_18