كيفية صلاة التراويح في البيت بالمصحف

كيفية صلاة التراويح في البيت بالمصحف من الأمور المهمّة التي يحرص الكثير من النّاس على أن يتعلّمها ليتمكّنوا من ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح إن لم يكونوا من الحفّاظ، أو كانوا يكثرون من النسيان في الصلاة ويخشون من ذلك، وفي هذا المقال سيبيّن موقع مقالاتي مجموعة من الأحكام والنقاط المهمة لبيان كيفية صلاة التراويح في البيت لمن يحمل المصحف للقراءة، فضلًا عن بيان كيفية صلاة التراويح بالتفصيل للمنفرد عمومًا وللنساء خاصّةً.

كيفية صلاة التراويح في البيت بالمصحف

يبدأ المسلم صلاته بعد أن يتوضأ ويلبس ما يستر العورة الواجب سترها في الصلاة ويستقبل القبلة بتكبيرة الإحرام، بحيث يبدأ صلاته حاملًا المصحف في يده، ولكي يتمكّن من وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة فإنّه يحمل المصحف في اليد اليسرى وقد فتحه مسبقًا على الصفحة التي يريد القراءة منها، وبعد أن يقرأ سورة الفاتحة يبدأ بالقراءة ويقلّب الصفحات بيده عند الحاجة إلى ذلك مع مراعاة عدم الإكثار من الحركة.[1]

وإذا أراد المصلي الركوع والسجود فإنّه يضع المصحف على حاملة بجانبه، أو على كرسي، ويمكنه أيضًا أن يضعه في جيبه، ثمّ إذا نهض يحمله ثانية ويعود لوضعيته التي بدأ بها، ويسلّم بعد كلّ ركعتين، وعندما ينهي جميع الركعات يصلي الوتر ويقنت في الركعة الثالثة منه قبل الركوع أو بعده والأفضل بعده. كما يمكن إن كان بإمكانه أن يرى كلمات المصحف وهو موضوع أمامه على حاملة أن يضعها ويقرأ منه وهو على الحاملة دون أن يحمله بيده، ويقلّبه عند الحاجة بحركة يسيرة.[1]

مع التنبيه على أن لا يضعه على الفراش وينزل لوضعه في كلّ ركعة وينهض ثانيةً؛ لأنّ ذلك من الحركات الكثيرة التي تبطل الصلاة، فقد قال البناني المالكي: (والذي يفيده الحطاب أن الانحطاط من قيام لأخذ حجر، أو قوس، من الكثير المبطل للصلاة مطلقًا، سواء كان لقتل عقرب لم ترده، أو طائر، أو صيد).[1]

شاهد أيضًا: متى تبدا صلاة التراويح ومتى تنتهي

حكم حمل المصحف في صلاة التراويح

لا بأس في حمل المسلم للمصحف في صلاة التراويح حتى إن كان حافظًا للقرآن الكريم،[2] لا سيّما إن كان إمامًا؛ حتى يتمكّن من إسماع المأمومين جميع القرآن في الصلاة، وقد كان للسيّدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- غلامًا يؤمّها في الصلاة وهو يحمل المصحف.[3]

حكم حمل المصحف في صلاة التراويح خلف الإمام

لا مانع من أن يحمل المسلم المصحف وهو يصلّي خلف إمامه، لعدم ورود المانع في ذلك، وهذا ما عليه السادة الشافعيّة والمالكيّة، على أن يكتفي بالمتابعة مع الإمام ولا يقرأ معه حتى لا يشوّش على من بجانبه من المأمومين أو حتى على الإمام. وقد منع الإمام أبي حنيفة حمل المصحف أثناء الصلاة لأنّه من الحركة الكثيرة التي تبطل الصلاة.[4]

وخروجًا من الخلاف فإنّ من الأولى للمأموم أن يتركه حمل المصحف إن لم يكن ذلك لحاجة، لا سيّما أن حمل المصحف والقراءة منه قد يشوّش على المصلي ويفوّت عليه النّظر إلى موضع السّجود ويدفعه ليحرّك كثيرًا، وقد لا يتمكّن من وضع يديه على صدره، أمّا إن كان لحاجة كأن كان الإمام ينسى وطلب من أحد المأمومين أن يحمل المصحف ليذكّره فلا بأس.[5]

شاهد أيضًا: أحاديث عن صلاة التراويح في رمضان

مقدار القراءة في صلاة التراويح

يقرأ المسلم في صلاة التراويح ما تيسّر له من القرآن الكريم، ويستحبّ التطويل في القراءة لفعل النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- ومن بعده من الصحابة الكرام والتّابعتين، لكن من لم يكن له همّة على التطويل فيقرأ بقدر استطاعته، ويستحبّ أن يختم المسلم القرآن الكريم في صلاة التراويح إن قدر.[5]

عدد ركعات صلاة التراويح

ما عليه جمهور العلماء من الحنفيّة والشافعية والمالكية والحنابلة أنّ صلاة التراويح عشرون ركعة تصلّى مثنى مثنى، بحيث يسلّم المصلي بعد كل ركعتين منها، ثمّ يصلي الوتر ثلاث ركعات، وهذا ما تمّ العمل به في زمن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، وورد عن الإمام مالك أنّ صلاة التراويح ست وثلاثين ركعة.[6]

لكن وردت بعض الأحاديث فيها أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كان ما يزيد في صلاة الليل عن إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة جعلت بعض العلماء يرَون أن صلاة التراويح لا تزيد عن ذلك، وبشكل عام الأمر في ذلك واسع إن شاء الله، فمن أراد أتى بالعشرين كاملةً، ومن أراد صلى إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، ولا إنكار على أحد.[7]

شاهد أيضًا: عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية أدائها

كيفية صلاة التراويح في البيت

يتمّ أداء صلاة التراويح في البيت كما يصلي المسلم أيّ نافلة بما فيها من أركان وسنن، بحيث يتطهّر ويتستّر ويستقبل القبلة ويكبّر تكبيرة الإحرام ويشرع في صلاته، فيقرأ دعاء الاستفتاح وما تيسّر له من القرآن الكريم ممّا يحفظ أو من خلال المصحف، ثمّ يركع ويسجد مرّتين، ويصلي ركعة ثانية كما صلّى الأولى بالضبط، ثمّ يقرأ التشهّد والصلاة الإبراهيميّة ويسلّم،[8] لأنّ صلاة التراويح تصلى ركعتين ركعتين.[9]

يعيد المصلي الركعتين بنفس الطريقة ثلاث مرّات غير التي أداها إن أراد صلاة التراويح إحدى عشرة ركعة، أو أربع مرّات إن أراد صلاة التراويح 13 ركعة، أو تسع مرّات إن أراد صلاة التراويح ثلاث وعشرين ركعة، ثمّ يصلي للوتر ثلاث ركعات في كلّ حال، وتكون صلاته بخشوع واطمئنان ويطيل القراءة قد الاستطاعة، ويستحبّ أن يختم القرآن في التراويح.[9]

وفي الختام، نكون قد بيّنا في هذا المقال كيفية صلاة التراويح في البيت بالمصحف للقراءة، بالإضافة إلى ذكر مجموعة من الأحكام والمعلومات المتعلّقة بصلاة التراويح في البيت وخلف الإمام.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , حمل المصحف أثناء الصلاة، ومكان وضعه عند الركوع والسجود , 15/03/2024
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح , 15/03/2024
  3. ^ islamqa.info , القراءة من المصحف في صلاة التراويح , 15/03/2024
  4. ^ islamweb.net , متابعة الإمام من المصحف في صلاة التراويح , 15/03/2024
  5. ^ ar.islamway.net , ما حكم متابعة الإمام من المصحف في الصلاة؟ , 15/03/2024
  6. ^ islamqa.info , كيف تصلي المرأة صلاة التراويح في بيتها ؟ , 15/03/2024
  7. ^ aliftaa.jo , عدد ركعات صلاة التراويح , 15/03/2024
  8. ^ islamqa.info , عدد ركعات صلاة التراويح , 15/03/2024
  9. ^ al-maktaba.org/ , صفة الصلاة , 15/03/2024
  10. ^ islamweb.net , كيفية صلاة التراويح , 15/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *