جدول المحتويات
كيفية التكبير في عشر ذي الحجه وما هي صيغته، وهل هناك صيغة محددة للتكبير عن الرسول أو عن صحابته، والعديد من الأسئلة الأخرى التي تخص أيام العشر من ذي الحجة ذات الأجر العظيم والمكانة الدينية الوازعة عند المسلمين، فتحمل هذه الأيام أعظم عبادة تقرب العباد من ربهم وهي الحج، والتكبير أحد مناسكها، وعبر موقع مقالاتي سنسلط الضوء على صيغة تكبيرات العشر من ذي الحجة، وكل ما يخصها.
ما هو التكبير في الإسلام
التكبير في الإسلام هو رفع اسم الله الأعظم، ولفظ عبارة “الله أكبر”، اعترافاً من العبد أن الله تعالى هو الأعظم والأكبر من كل شيء خلقه الله في هذا الكون، والتكبير هو الذكر، ويذكر في العديد من الحالات أبرزها في العيدين وعند الصلاة، وأثناء الذبح على الطريقة الإسلامية، وفي الحج ومناسكه، وأثناء رمي الجمار، وفي أيام التشريف، وعندما يسجد العبد للتلاوة، والكثير غيرها.[1]
أنواع التكبير في الاسلام
وللتكبير نوعان هما التكبير المطلق والتكبير المقيد، وفيما يلي بيان لكل منها:[1]
- التكبير المطلق: المطلق اسم المفعول من الفعل أطلق، ويؤدي معنى الإطلاق، أي أنه التكبير غير المقيد بوقت أو زمن، ويمكن إطلاقه بأي وقت، يبدأ من أول العشر من ذي الحجة إلى نهاية أيام التشريق.
- التكبير المقيد: مقيّد أيضًا اسم مفعول من الفعل قيّد، والتكبير المقيّد هو التكبير الذي يقيّد بوقت معين، يبدأ التكبير المقيّد من بعد صلاة الفجر في يوم عرفة، ويستمر إلى صلاة العصر بآخر يوم من أيام التشريق، وسميّ مقيداً لأنه مقيد بأدبار الصلوات المكتوبة.
شاهد أيضًا: هل يجوز صيام أيام العشر من ذي الحجة بنيتين
كيفية التكبير في عشر ذي الحجه
لا يوجد صيغة معيّنة للتكبير ملزم بها الحاج، كما أنه لم يرد صيغة ثابتة بأم عينها عن النبيّ للتكبير في ذي الحجة، لكن ثبت عن الصحابة عدة صيغ، وهي ما يلي:
- الصيغة الأولى عن سلمانَ قال: “كبِّروا: اللَّهُ أَكبرُ، اللَّهُ أَكبرُ، اللَّهُ أَكبرُ كبيرًا”، أخرجها البيهقي في السنن الكبرى، وصحح الحافظ ابن حجر سندها كما في الفتح.[2]
- الصيغة الثانية عن عبد الله بن مسعود، كان عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ يُكبِّرُ من صَلاةِ الفَجرِ يومَ عَرَفةَ إلى صلاةِ العَصرِ من يومِ النحْرِ يقولُ: “اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ وللهِ الحَمدُ”، أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه.[3]
- الصيغة الثالثة عنِ ابنِ عباسٍ أنَّه كان يُكبِّرُ عُقَيبَ صَلاةِ الغَداةِ يَومَ عَرَفةَ إلى آخِرِ أيَّامِ التَّشريقِ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ، يَقولُ: “اللهُ أكبَرُ كَبيرًا، اللهُ أكبَرُ كَبيرًا، اللهُ أكبَرُ، وللهِ الحَمدُ، اللهُ أكبَرُ وأجَلُّ، اللهُ أكبَرُ” ما هَدانا، أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه.[4]
شاهد أيضًا: حكم الإفطار في صيام عشر ذي الحجة
ما هي صيغة التكبير في عشر ذي الحجه؟
لا يوجد صيغة معيّنة للتكبير ملزم بها في عشر ذي الحجة، فلم يرد عن سيد الخلق النبيّ محمد _صلى الله عليه وسلم_ صيغةٍ معيّنة للتكبير، لكن ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة عدة صيغ للتكبير في عشر ذي الحجةِ عن صحابة الرسول رضوان الله عليهم، وهي الصيغ التي ذكرناها سابقاً.
شاهد أيضًا: هل يجوز صيام الايام البيض في شهر ذي الحجة
كم تكبيره ذي الحجه؟
لم يُذكر لا في السنّة النبوية الشريفة ولا في القرآن الكريم عدد تكبيرات ذي الحجة، فكما قلنا سابقاً هناك نوعان من التكبير، هما التكبير المطلق غير المقيد الذي يشرع لعباد الله الصالحين التكبير في أي وقت، والتكبير المقيد يقيّد بأدبار الصلوات المكتوبة، وكلا نوعي التكبير لا يمكن حصر عدد تكبيراتها، لأن الشرع لم يحدد للمسلم عدداً معيناً من التكبيرات في هذه الأيام الفضيلة.
شاهد أيضًا: هل صام الرسول عشرة ذي الحجة
متى يبدأ التكبير يوم عرفة؟
التكبير في يوم عرفة أمرٌ مختلف فيه عند علماء مذاهب الدين الإسلاميّ الأربعة، ويُعرف هذا التكبير باسم التكبير المقيد الذي يقيد بوقت معين، ويستمر إلى صلاة العصر بآخر يوم من أيام التشريق، وسميّ مقيداً لأنه مقيد بأدبار الصلوات المكتوبة، وفيما يلي بيان لآرائهم:
- رأي علماء مذهب الحنفية: يبدأ بعد صلاة الفجر يوم عرفة، وينتهي آخر أيام التشريق، وهو رابع أيام عيد الأضحى.
- رأي علماء مذهب المالكية: يبدأ بعد صلاة الظهر يوم النحر بأول أيام عيد الأضحى، وينتهي آخر أيام التشريق، وهو رابع أيام عيد الأضحى.
- رأي علماء مذهب الشافعية: يبدأ بعد صلاة الفجر يوم عرفة لغير الحاج، والحاج يبدأ بالتكبير من بعد صلاة الظهر يوم النحر، وينتهي آخر أيام التشريق، وهو رابع أيام عيد الأضحى للحاج وغيره.
- رأي علماء مذهب الحنابلة: يبدأ من صلاة الفجر يوم عرفة لغير المحرم، وأول أيام العيد للمحرم، وينتهي آخر أيام التشريق، وهو رابع أيام عيد الأضحى للمحرم وغيره.
شاهد أيضًا: هل صيام عشر ذي الحجة سنة
متى يستحب التكبير في عشر ذي الحجه؟
التكبير في عشر ذي الحجة مسن ليس مستحباً، وبدأ التكبير منذ غروب شمس آخر أيام ذي القعدة إلى غروب شمس الثالث العاشر من شهر ذي الحجة، ويسن للحاج والمحرم وغيرهم التكبير في هذه الأيام الفضيلة، والدليل قوله تعالى: {لِّيَشْهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِىٓ أَيَّامٍۢ مَّعْلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلْأَنْعَٰمِ ۖ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ}.[5]
وبهذا القدر من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان كيفية التكبير في عشر ذي الحجه، وقد أرفقنا في سطوره كل ما يخص التكبير من معلومات بالتفصيل.
