جدول المحتويات
كيفية اختيار شريك الحياة المناسب الذي يعد أحد القرارات المصيرية في حياة الإنسان سواء الرجل أو المرأة، ولابد أن يتم ذلك الاختيار وفق مجموعة من المعايير السليمة والخطوات المتأنية للوصول إلى الصورة الشبه مكتملة من السعادة، كما يجب أن يكون كل منهما مدرك بشكل كامل لكافة حقوقه وجميع واجباته لتحقيق الهدف المنشود من الزواج.
كيفية اختيار شريك الحياة المناسب
عند البدء في مناقشة كيفية اختيار شريك الحياة المناسب، لابد من ذكر أنه من الضروري الالتزام بمجموعة من المعايير والمواصفات الواجب توافرها في كل من الشريكين، والتي تضمنت ما يلي:
الإخلاص والثقة
يعد ذلك المعيار ذات أهمية كبيرة عند اختيار الشريك، ولابد أن تكون الثقة أحد أهم قوانين العلاقة، بالإضافة إلى الصدق والشفافية اللذان يضعان حجر الأساس لدوام العلاقة، لهذا يجب تفادي المغالطة والغش في بداية العلاقة وأن يكون كلا منهما ورقة بيضاء للطرف الآخر لا يكتم عنه أسرارا من شأنها تعكير الصفو بينهما فيما بعد.
العقلية الناضجة والقدرة على تحمل المسؤولية
لابد أن يتحلى كل طرف مقبل على علاقة الزواج بالوعي الكافي للمقصد من الزواج، وأنه ليس مجرد لقب يحصل عليه، بل أنه ذات أهداف هامة، وأنها علاقة دائمة وتحتاج إلى قدرة كبيرة على تحمل مسؤولية الأسرة، ومن أهم تلك المسؤوليات القدرة على تخطي الصعوبات والأخطاء السابقة وأخذ العبرة منها لتحقيق الاستقرار والدوام للحياة الزوجية.
التميز وجاذبية الشخصية
توجد بعض الشخصيات التي تحمل بعض السمات المتميزة والتي تجعلها أكثر جاذبية عن غيرها من الشخصيات، ومن أهم تلك السمات ما يلي:
- الاستقلالية: تعد من السمات الهامة، حيث أن الشخصية المستقلة ذاتية القرار، تعد جذابة للشريك حيث تصل بالعلاقة الزوجية للأمان والاستقرار دون الخضوع لأي ضغوط أو تدخلات خارجية.
- خفة الظل والدعابة: تعد تلك السمة سلاح ذو حدين، فهي تقرب المسافات بين الطرفين وتخلق جو من المرح والسعادة، ولكن لابد أن تظهر تلك الروح في الوقت المناسب لها وألا تختلط الجدية بالمزاح.
- القبول والرضا: إن القبول بين الشريكين من أهم بل المعيار الأهم في البدء في العلاقة الزوجية، فلابد لكل منهما أن يحظى القبول شكلا وموضوعا لدى الطرف الآخر وأن يحدد مميزاته ويحاول معالجة عيوبه القابلة للمعالجة لتحقيق الزواج الناجح.
التواصل الجيد بين الطرفين
إن التواصل بين الشريكين أحد وسائل التقارب والتفاهم واختصار المسافات، ويتمثل التواصل الجيد بين الزوجين فيما يلي:
- التوافق والتفاهم: يقصد بهما ذلك الاتصال الروحي والعاطفي بين الزوجين، والذي يؤلف بين قلوبهم، ويجعل كل منهما يتغاضى عن ذلات الطرف الآخر.
- تقبل نقد الطرف الآخر: لابد أن يسود الطابع الديمقراطي بين الشريكين لحياة زوجية ناجحة، بأن يكون كل منهما مرآة للآخر، يستمع لرأيه، ويناقشه، ولا يحجر على رأيه، وأن يتم التعبير عن الرأي بين الطرفين وفقاً لآداب الحديث دون أية تجاوزات.
- الاحترام المتبادل: إن الاحترام بين الزوجين هو من أعمدة الحياة الزوجية الناجحة، فقد يحدث الخلافات والمناوشات، وتعارض وجهات النظر بينهما، ولكن لابد أن يتم ذلك في إطار من الاحترام المتبادل.
- التعبير عن المشاعر للطرف الآخر: إن الشعور بحب الشريك واهتمامه هو دينامو الحياة الزوجية الناجحة، فالحب هو الحياة، ويتخطى به الزوجين كل العراقيل والصعاب تحت مظلته، لذلك لابد ألا يبخل أي من الشريكين في التعبير عن حبه للطرف الثاني.
شاهد أيضاً: الطلاق العاطفي بين الزوجين .. أسباب وحلوله
المعايير العامة لاختيار شريك الحياة
في إطار الحديث عن كيفية اختيار شريك الحياة المناسب، يجب التعرف على أهم المعايير التي يمكن من خلالها اختيار شريك الحياة والصفات الواجب توافرها به، والتي كانت كالتالي:
- التقرب من أسرة الشريك، وتعزيز علاقة الود والاحترام بينهما، الأمر الذي يجعل علاقته بشريكه يسودها الحب والألفة والرضا، مما ينعكس إيجابا على حياته الزوجية.
- الحوار المستنير بين الشريكين، وخاصة حال تعرض الشريك لبعض الأمور التي تعرضه للقلق والتوتر، فلابد أن يمتلك القدرة على الإنصات لمشكلاته واحتوائه نفسيا.
- الحرص على الوصول لاهتمامات وأفكار الطرف الآخر، لتحقيق المزيد من التناغم والانسجام بين الشريكين، شرط ألا تكون تلك الاهتمامات مخالفة للقيم والأعراف، وفي تلك الحالة لابد من تقويمها.
- هناك بعض المعايير التي تكون نسبية لدى البعض وذات علاقة بالجانب الشخصي، مثل عدم الرغبة في الارتباط بشخص مدخن.
- التحفيز وتثمين الجهد، من الأمور الهامة التي تخلق جو من الود بين الشريكين.
- المعايير الخاصة بالتخطيط المسبق للمستقبل بين الزوجين، مثل الاتفاق على عدم إنجاب الأطفال عقب الزواج مباشرة.
- تحديد مدة معينة للخطوبة والتعارف بين الأسرتين، أو الزواج مباشرة.
شاهد أيضاً: زواج للسعوديين والمقيمين في السعودية فقط بنجاح
صفات شريك الحياة المناسب في الإسلام
استكمالا لمناقشة كيفية اختيار شريك الحياة المناسب، لابد من التعرف على الصفات التي حددتها الشريعة الإسلامية لاختيار الشريك المناسب سواء كان الزوج أو الزوجة، والتي كانت كالتالي:
صفات الزوج الصالح في الإسلام
هناك مجموعة من الصفات الواجب توافرها في الزوج الصالح والتي تتمثل فيما يلي:
- أن يكون من أهل الدين والخلق وهو المعيار الأول والأهم الذي يجب أن يبحث عنه ولي الأمر، وذلك استنادا لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: “إذا جاءَكم مَن ترضَونَ دينَه وخُلقَه فأنكِحوهُ، إلَّا تفعلوا تَكن فتنةٌ في الأرضِ وفساد”
- أن يكون من أسرة صالحة وتتبع تعاليم الإسلام، فالأسرة الصالحة تربي تربية صالحة وينتج عنها ذرية صالحة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الشأن: ” تخيروا لنطفكم، فإن العرق دساس”.
- أن يمتلك من المال ما يستطيع أن يحفظ به أهل بيته من السؤال، ولا يشترط أن يكون ثريا.
- أن يكون على دراية كافية بمعاملة النساء بالرفق واللين.
- عدم إخفاء أي مرض أو علة وخاصة فيما يخص الإنجاب، وأن يتحرى الصدق ويترك الخيار لشريكته.
- يمتلك خلفية جيدة بتعاليم الكتاب والسنة قدر الإمكان ليتمكن من تطبيقها في حياته المقبلة.
صفات الزوجة الصالحة في الإسلام
كما وجب امتلاك الزوج الصالح للعديد من الصفات التي أشارت إليها الشريعة، لابد أن تتحلى الزوجة أيضاً ببعض الصفات الحميدة والتي تتمثل فيما يلي:
- القدرة على إدارة منزلها، وتوفير الوقت لكل من الأطفال والزوج والشئون المنزلية، على ألا يطغى أحدهما على الآخر.
- أن تكون لينة القول مع زوجها، وتبدي اهتمامها الدائم به، ومدى تقديرها لوجوده.
- التعبير عن الحب لزوجها، وألا تخجل من الإفصاح عن ذلك.
- التفاهم والتقارب الفكري والقيمي والأخلاقي بينها وبين زوجها لتحقيق التكافؤ بينهما.
- الإلمام بمشكلات زوجها ومعاونته على توفير حلول لها.
- التعاون والمشاركة في القرارات الحياتية الخاصة بهم.
- تجنب الغضب السريع في النقاش، وتفادي رفع الصوت أثناء الحديث مع الزوج.
- تقديم الرعاية والحب المطلوب لأطفالها لتخلق الجو الأسري الدافئ المنشود.
- الاهتمام بمظهرها حتى تسر عين زوجها.
شاهد أيضاً: هل يجوز ارجاع الزوجه بعد الطلقه الاولى بدون علمها
أهداف عقد النكاح في الإسلام
عقب التعرف على كيفية اختيار شريك الحياة المناسب، لابد من عرض أهم الأهداف والمقاصد التي تم من خلالها تشريع النكاح، وكانت تلك الأهداف كالتالي:
- الإشباع الجنسي لكل من الرجل والمرأة وإعمار الكون، وذلك في قوله تعالى « وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً».
- تكوين حياة أسرية تحت ظلال المودة والرحمة.
- تجنب العلاقات المحرمة والابتعاد عن اختلاط الأنساب.
- توفير المناخ لتربية الأبناء على التعاليم الإسلامية الصحيحة.
على ذلك تمت مناقشة كيفية اختيار شريك الحياة المناسب، وأهم معايير الاختيار للزوج والزوجة، والصفات التي حددها الإسلام لكل من الزوج والزوجة الصالحة، وأهم أهداف عقد النكاح في الإسلام.