كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان وما هو وقتها، فقد ورد لقيام ليالي شهر رمضان المبارك الفضل العظيم في شريعة الدين الإسلامي، ومن قامها احتسابًا لله وإيمانًا به غفر له المولى ما تقدّم من ذنبه، وتزداد أهمية القيام في العشر الأواخر من رمضان لوجود ليلة القدر فيها، لذا يهتمّ موقع مقالاتي عبر هذا المقال ببيان كم عدد ركعات القيام في العشر الاواخر من رمضان.

كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

بيّن أهل العلم أنّه لا تحديد في عدد ركعات صلاة قيام الليل أو صلاة التراويح في العشر الاواخر من شهر رمضان، ولكن المطلوب من المسلمين في هذه الليالي المباركة الاجتهاد فيها بحسب الاستطاعة وتحرّي ليلة القدر، فقد ورد في الأثر عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”،[1] وقد قال الشيخ صالح الفوزان عن الزيادة في العشر الأواخر من القيام:[2]

وأما في العشر الأواخر من رمضان ، فإن المسلمين يزيدون من اجتهادهم في العبادة ، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وطلباً لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، فالذين يصلون ثلاثاً وعشرين ركعة في أول الشهر يقسمونها في العشر الأواخر ، فيصلون عشر ركعات في أول الليل ، يسمونها تراويح‏ ،‏ ويصلون عشراً في آخر الليل ، يطيلونها مع الوتر بثلاث ركعات ، ويسمونها قياماً‏ ،‏ وهذا اختلاف في التسمية فقط ، وإلا فكلها يجوز أن تسمى تراويح ، أو تسمى قياماً‏ ،‏ وأما من كان يصلى في أول الشهر إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة فإنه يضيف إليها في العشر الأواخر عشر ركعات ، يصليها في آخر الليل ، ويطيلها ، اغتناماً لفضل العشر الأواخر ، وزيادة اجتهاد في الخير ، وله سلف في ذلك من الصحابة وغيرهم ممن كانوا يصلون ثلاثاً وعشرين كما سبق ، فيكونون جمعوا بين القولين ‏:‏ القول بثلاث عشرة في العشرين الأول ، والقول بثلاث وعشرين في العشر الأواخر.

شاهد أيضًا: من خصائص شهر رمضان أنه فيه ليلة القدر

وقت قيام الليل في العشر الأواخر من شهر رمضان

إنّ وقت قيام الليل في العشر الأواخر من شهر رمضان هو كغيره من سائر أيام السنة يبدأ من نهاية صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، ويسنّ في صلاة قيام الليل أن تكون مثنى مثنى، كما أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: “أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ عليه السَّلَامُ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى“،[3] والأفضل أن يكون القيام في الثلث الأخير من الليل والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: دعاء ختم القران في رمضان ليلة القدر مكتوب 1444

كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

إنّ عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان وغيرها من سائر أيام الشهر وأيام السنة هي محلّ خلاف بين علماء المسلمين، فمنهم من افترض أن أقلها ركعتان خفيفتان، ومنهم من بيّن أنّ منتهى ركعاتها ثماني ركعات، وقال بعضهم أن أكثرها عشرة أو اثنتا عشرة ركعة، ونورد لكم فيما يأتي أقوال أهل العلم في ركعات صلاة التهجد:[5]

• الموسوعة الفقهية: “اتفق الفقهاء على أن أقلها ركعتان خفيفتان؛ لما روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين }”.
• قال الحنفية: “منتهى ركعاته ثماني ركعات”.
• قال ابن الهمام: “الظاهر { أن أقل تهجده صلى الله عليه وسلم كان ركعتين , وأن منتهاه كان ثماني ركعات }”.
• قال المالكية: “أكثره عشر ركعات أو اثنتا عشرة ركعة، فقد روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة } وروي أنه كان يصلي فيه اثنتي عشرة ركعة ثم يوتر بواحدة “.
• قال الشافعية: “لا حصر لعدد ركعاته وهو ما يؤخذ من عبارات فقهاء الحنابلة . لخبر: { الصلاة خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر }”.

شاهد أيضًا: هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأواخر من رمضان

اغتنام العشر الأواخر من رمضان

يمكن اغتنام العشر الأواخر من شهر رمضان باتباع ما كان يقوم به الصالحون من السلف وذلك من خلال القيام بما يأتي:[6]

• إحياء الليل بالقيام من الصلاة والذكر الحكيم، وكذلك الإكثار من الدعاء والتضرع لله رب العالمين والثناء عليه.
• الإكثار من تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع.
• الاعتكاف في المساجد كما فعل النبيّ صلى الله عليه وسلم.
• شد المئزر والانشغال بطاعة الله.
• إيقاظ أهل البيت للقيام والصلاة في جوف الليل.

شاهد أيضًا: صلاة التراويح في العشر الاواخر كم ركعه

حال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر

كذلك الخوض في بيان كم عدد ركعات صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان يدفع إلى بيان حال النبي صلّى الله عليه وسلّم في العشر الأواخر من رمضان فيما يأتي:[7]

• كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يكثر من الاجتهاد في هذه الأيام المباركة كذلك روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- في صحيح الأحاديث: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ“،[8] كما قالت في إحياء ليله: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ”.[9]
• كما كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إذا دخلت العشر الأواخر من شهر رمضان يعتكف في مسجده، كذلك روت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ”.[10]
• وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ينهى عمّا يضعف المرء عن الطاعة والعبادة في هذه الأيام العشرة، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “نَهَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الوِصَالِ في الصَّوْمِ فَقَالَ له رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ: إنَّكَ تُوَاصِلُ يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: وأَيُّكُمْ مِثْلِي، إنِّي أبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي ويَسْقِينِ، فَلَمَّا أبَوْا أنْ يَنْتَهُوا عَنِ الوِصَالِ، واصَلَ بهِمْ يَوْمًا، ثُمَّ يَوْمًا، ثُمَّ رَأَوُا الهِلَالَ، فَقَالَ: لو تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ كَالتَّنْكِيلِ لهمْ حِينَ أبَوْا أنْ يَنْتَهُوا”.[11]
• كذلك أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بتحرّي ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر في شهر رمضان المبارك.

شاهد أيضًا: خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر

كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان مقالٌ فيه تمّ تقديم عدد ركعات صلاة القيام والتراويح وكذلك صلاة التهجد في العشر الأواخـر من شهر رمضان المبارك، كما ختمّ المقال ببيان كيفية اغتنام هذه الليالي وحال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيها.