كم حديث رواه البخاري ؟ سؤال يطرح بكثرة فقد جمع البخاري الكثير من الأمور العِظام في شخصيته التي بانت فيها مهارته وحُسن تداوله لتبويب الأحاديث وسياقها تارةً تِلْوَ تارة، وتميز بروايته للأحاديث الصحيحة وجمعها وتدوينها.
كم حديث رواه البخاري
إن علمنا مدى عِلم البخاري ومهارته الحديثية ثم تسائلنا عن كم حديث رواه البخاري، فسنجد أنه كان ذكيًا ونابغًا حتى أنه كان قد طلب العلم وهو في سنٍ صغيرة مما أهلّه فيما بعد لكتابة كتابه الصحيح، ولكن لنعلم بعضًا من اللمحات عن نشأته وحياته أولًا:
- وُلد البخاري في مدينة “بُخارى” وهي غرب “أوزبكستان الحالية” في عام 194هجري. ومات في 256 هجري.
- مات أبوه وهو في سنٍ صغيرة وقامت أمه بتربيته التربية السليمة حتى شبّ وطلبا العلم في الكثير من البلدان.
- ذهب إلى الحج مع أمه وأخيه ثم تخلّف عنهم بعد الحج لطلب العلم.
- طلب العلم نحو عام 210 ه. وسافر إلى العديد من البلدان والمدن مثل: مصر والشام والكوفة وبغداد وغيرها.
- قال عن نفسه: “كتبت عن ألفٍ وثمانين نفسًا”.
- وقع في نفسه قول اسحق بن راهوية: عمن يكتب كتابًا يجمع فيه الصحيح فقط من الأحاديث.
- كتب كتابه “الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه” المعروف باسم “صحيح البخاري” في نحو ستة عشر عام.
إذا تطرقنا إلى كتابه فسنجد أنه:
- لاقته الأمة بالقبول جيلًا بعد جيل واعتبروه أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى.
- أدرج في كتابه عن رواة الأحاديث شريطة أن يكونوا قد سمعوا ممن يروون عنهم ولا تكفي المعاصرة لهم.
- عدد الأحاديث في كتابه (2761) حديث من دون المكرر وإذا أضيف المكرر تصبح (9082).
- كان قبل أن يكتب حديثًا اغتسل وصلى ركعتين واستغفر الله تعالى، وكان يقول: خرّجته من نحو “ستمائة ألف حديث”.
- كان له في بغداد نحو عشرين ألف شخص يكتبون عنه.
- سمع منه الصحيح نحو تسعين ألف من طلاب العلم.
- كان ممن أخذ عنه الإمام / مسلم بن الحجاج صاحب كتاب “صحيح مسلم”.
مميزات صحيح البخاري
إنه من أهم كتب السُنّة إن لم يكن أهمها على وجه الإطلاق باتفاق السلف والخلف وذلك لأنه تميز بالمميزات الآتية:
- كل أحاديثه صحيحة، ووضع شرط سماع الراوي ممن روى عنه مما يعضد الإسناد.
- أخذه عنن العلماء البارزين وتوسعه في الرحلات للأخذ عنهم أمثال: علي بن المديني، واسحق بن راهوية.
- ورعه وسلوكه المستقيم الذي لا يخالف السُنّة في أقوالها بل طبق ذلك واقعًا عمليًا مما كان له أثر في النفوس، حتى أنه ارتحل لطلب حديث ولم يأخذ من الراوي لأنه كان يدعو ناقته لإعطائها الطعام ولم يكن كذلك.
- سمع الأحاديث التي رواها في كتابه نحو تسعين ألف شخصًا في العديد من البلدان طاف بينها.
- ترتيبه وفهرسته وتبويبه الجيد للأحاديث في كل بابٍ من الأبوب حتى أنهم قالوا عنه” فقه البخاري في تبويبه”.
أهمية صحيح البخاري
إن علمنا كم حديث رواه البخاري، فسنعلم أنه كان له أهمية كبيرة بين المسلمين ولا زال، فكم من حديثٍ يرجع إليه العلماء والدعاة في صحيح البخاري وهم مطمئنين لكوْنه حديثًا صحيحًا فقد قدم البخاري لهم الأحاديث على طبقٍ من ذهب بعد أن عانى وقاسى الكثير من الرحلات والمحن خلال رحلته الحديثية؛ ولذلك فإن كتابه له أهمية خاصة بسبب:
- القليل من الناس الذين يفوزون بقلة النقد عبر الأزمان وقد كان البخاري أحدهم فتلقت الأجيال المسلمة وعلماؤها كتابه بكثيرٍ من القَبول وعمّ النفع والبركة به.
- اتفق العلماء على صحة الكتاب بعد القرآن مباشرةً.
- تقطيع الحديث في عدة أبواب للفائدة والنفع منه تحت مُسمى الباب.
- جمع المتفرق من حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في العديد من البلدان ووضعه في كتابٍ واحد.
- فتح بابًا للاجتهاد في التركيز على الحديث الصحيح دون غيره للمحدثين من بعده.
- المنهج العلمي في سياقه للأحاديث وورعه في اختيار الرواة عن النبي –صلى الله عليه وسلم-.
- وضع شرط: “سَمَاع الراوي ممن روى عنه” يعتبر شرطًا دقيقًا وأغلق الباب على الكثير ممن يشكون في صحة الأحاديث.
- صدقه وورعه وديانته التي عهده الناس عليها كان له أثرًا طيبًا في ثقة الناس فيه.
وهكذا نكون قد علمنا كم حديث رواه البخاري، وتطرقنا للعديد من المعلومات عن البخاري وصحيح البخاري وما يمتاز به من مميزات وصفات وأشرنا إلى أهمية صحيح البخاري.