كم تبلغ مساحة جمهورية لوغانسك

تبلغ مساحة جمهورية لوغانسك 8377 كم²، وهي جزء من منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، حيث أنها كانت المنطقة بأكملها تعرف قبل الحرب على أنها قوة صناعية ذات قدرة كبيرة على التعدين وإنتاج الصلب، فضلاً عن احتياطيات كبيرة من الفحم، ومنذ تداعيات الغزو الروسي في عام 2014، وضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، فقد تم تقسيم منطقة دونباس إلى عدة مناطق منفصلة تحت سيطرة مختلفة، ومن بينها لوغانسك، ومعها دونيتسك اللتان أعلنتا نفسيهما جمهوريات شعبية مستقلة، حيث أنه يدعي الانفصاليين أن جميع مناطق دونيتسك ولوغانسك هي أراضيهم، ومع ذلك هم يسيطرون على حوالي ثلث المنطقة فقط، وهي المنطقة الممتدة على طول الحدود مع روسيا.[1]

خريطة جمهورية لوغانسك الشعبية

تعكس خريطة جمهورية لوغانسك الشعبية مدى التقارب في جغرافيا المنطقة والجغرافية الروسية، حيث أن هذه المنطقة هي امتداد الحدود الروسية مع أوكرانيا، إضافة إلى أن منطقة دونباس محاطة كلياً بالحدود الروسية، كما أن ثقافة الشعبين ذاتها، من حيث أن غالبية سكان جمهورية لوغانسك الشعبية يتحدثون اللغة الروسية، ومنهم من يمتلكون جوازات سفر روسية، وهذا ما ساعد في نجاح حركة الانفصاليين فيها الموالين للروس، كما أن هذه المنطقة والمناطق المجاورة، بما في ذلك دولة أوكرانيا كلها، هي بالأصل جزء من الاتحاد السوفيتي الذي تفكك عقب الحرب العالمية الثانية، وهذا ما ساهم في تأجيج الصراع بين الدولتين، والذي مازال قائماً حتى الآن.[1]

كم عدد سكان لوغانسك

يبلغ عدد سكان أوكرانيا الإجمالي حوالي 42 مليون نسمة، ويتوزع غالبية السكان في المناطق الحضرية، وتبلغ نسبتهم حوالي 70% من إجمالي السكان، ولوغانسك كجزء من الدولة سابقاً، يقدر عدد سكانها بنحو نصف مليون شخص، وهذا بحسب الإحصاءات الأخيرة، حيث تم تجميعهم في الحوض على الحدود مع روسيا على الضفاف الشمالية للبحر الأسود، وهي موطن احتياطيات ضخمة من الفحم، وهناك أقليات عرقية كثيرة في أوكرانيا، حيث أنها كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق، وتحررت منه في القرن العشرين، ولذلك نجد فيها أعراق مختلفة من السكان، كما أن اللغات الروسية هي من اللغات الأكثر انتشاراً بين الأقليات، وهذا يظهر جلياً في كل من لوغانسك ودونيتسك اللتين تتخذان من الروسية لغة أصلية للسكان، وخاصة بعد انفصالهما عن أوكرانيا.[1]

نوفوروسيا

نوفوروسيا، ومعناه الحرفي روسيا الجديدة، هو الاتحاد الكونفدرالي الذي تم التخطيط له لضم كل من لوغانسك ومعها دونيتسك إلى الدولة الروسية، ففي أعقاب الثورة العارمة التي اجتاحت هاتان المنطقتان بين عامي 2013 و2014م، تم إجراء استفتائين منفصلين في أواخر هذا العام، وذلك بناء على مطلبين أساسيين، وهما إما الانضمام إلى روسيا لتصبح المنطقة جزءاً من روسيا وتسري عليها القوانين الروسية مدينة تابعة لها، أو إعلان الاستقلال تحت الحكم الذاتي، حيث قررت الغالبية في الاستفتاء على مطلب إعلان الاستقلال، ومع ذلك، ما زال هذا المخطط قائم.[2]

الاعتراف بجمهورية لوغانسك

لم يلق الاستقلال لوغانسك، الذي تم منذ قرابة أكثر من سبع سنوات، أي ترحيب دولي، بل تم مواجهته بالازدراء من المجتمع الدولي، وخاصة أن الاستقلال يصب في مصلحة روسيا، العدو اللدود لأمريكا في بسط النفوذ والهيمنة، ومن جهتها، اعتبرت أوكرانيا الجماعات الانفصالية في لوغانسك ودونيتسك على أنها منظمات إرهابية، وذلك على عكس روسيا، التي أصدر رئيسها فلاديمير بوتين تصريحا صادماً قلب فيه كل الموازين الدولية، فقد صرح بوتين يوم الاثنين بتاريخ 21 فبراير من عام 2023م، باعتراف بلاده بمنطقي دونيتسك ولوغانسك الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا كدولتين مستقلتين، ووقع على وثائق وبروتوكولات تعلن أنهما لم يعودا جزءًا من أوكرانيا، وذلك بعد ساعات فقط من نشر صرخات لإعلان الاستقلال عن أوكرانيا، عبر الفيديوهات المتناقلة على مواقع التواصل الاجتماعي.[2]

شاهد أيضًا: معلومات عن جمهورية لوغانسك

تصريحات ومواقف المجتمع الدولي من اعتراف روسيا باستقلال لوغانسك ودونيتسك

بالرغم من أن هذه الأزمة الحالية مستعرة منذ عدة سنوات، إلا أنها تفاقمت بشكل كبير بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي خضم هذا الصراع، كان هناك العديد من المواقف المتباينة بحسب التحالفات الدولية، فهناك الأطراف التي أيدت أو رفضت أو حتى وقفت على الحياد ودعت إلى تهدئة الأوضاع، ومن أهم هذه المواقف:[2]

بداية، أدان زعماء فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة تحرك بوتين ووَصفوه بأنه انتهاك واضح لاتفاقيات مينسك للسلام.
قالت المستشارة الألمانية في بيان لها، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الأمريكي جو بايدن اتفقوا على أن هذه الخطوة لن تمر دون رد.
كتب وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن على تويتر، أن قرار بوتين يتطلب استجابة سريعة وحازمة، وسنتخذ الخطوات المناسبة بالتنسيق مع الشركاء.
أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات مالية على مناطق المتمردين التي تعترف بها روسيا حديثًا في شرق أوكرانيا وحذرت من أن المزيد منها جاهز إذا لزم الأمر.
قال رئيس الناتو ينس ستولتنبرغ إن قرار بوتين يقوض سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ويقوض الجهود المبذولة لحل النزاع، وينتهك اتفاقيات مينسك التي روسيا طرف فيها.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان كم تبلغ مساحة جمهورية لوغانسك، والذي تعرفنا من خلاله على جمهورية لوغانسك وخريطة هذه الدولة ومساحتها، كما تعرفنا على معنى نوفوروسيا وحقيقة الاعتراف بجمهورية لوغانسك، والمواقف الدولية من اعتراف روسيا بها.