جدول المحتويات
في اي سنة فرض الصيام على المسلمين، فالصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله على عباده، والتي خصها بنوع خاص من الجزاء والثواب من بين الأركان الخمسة الأخرى، ولذلك يستقبله الماس بلهفة وشوق كبيرين مما له من فوائد في الدنيا والآخرة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على الصيام ومتى تم فرض الصيام في الإسلام ولماذا تم فرضه وما هي أحكامه والمراحل التي فرض بها وكل ما يخصه.
في اي سنة فرض الصيام
فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، وتحديداً في شهر شعبان في المدينة المنورة، وذلك بعد شهر تقريباً من تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، وقد صام النبي طيلة حياته تسعة مواسم من رمضان منذ العام الثاني للهجرة، وحتى وافته المنية في شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة، ومنذ ذلك الوقت، أصبح الصيام فرض عين على المسلم وفق الشروط والأحكام الشرعية التي تم وضعها بعد أن تم تثبيت الصيام عقب مروره بالمراحل الثلاثة التي تم فرضه فيها.[1]
متى فرض الصيام بالتاريخ الميلادي
لقد فرض شهر رمضان على المسلمين في العام الثاني من الهجرة، وهذا ما وافق العام 624 ميلادي، ويأتي ترتيب شهر رمضان التاسع في الأشهر الهجرية، واسمه مشتق من الرمض، وهو الحر الشديد، وجاء الاسم كناية عن الجلد والتحمل والصبر فيه من جهة، وحرارة الجو الشديدة في الفترة التي فرض فيها، بالرغم من أن هذا الموعد ليس ثابتاً كل عام، فكل سنة تتأخر السنة الهجرية عن الميلادية بمقدار 11 يوم تقريباً.[1]
من النبي الذي صام أول مرة؟
كما ذكر عن الأئمة والفقهاء أن أول من صام من الأنبياء هو أبو البشر سيدنا آدم عليه السلام، حيث كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وقد بدأ سيدنا آدم الصيام بعد نزوله على الأرض بغية مرضاة الله عز وجل من الإثم الذي اقترفه بعد عصيانه أمر الله الذي أنزله بسببه من الجنة، ومن بعده قام سيدنا نوح عليه السلام بالصيام ثلاثة أيام من كل شهر أيضاً، ولم يفرض الصيام بشهر رمضان إلا في عهد سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- حيث فرض على المسلمين ليكون ركناً من أركان الإسلام.[1]
شاهد أيضًا: متى تبدا صلاة التراويح ومتى تنتهي
لماذا فرض الله الصيام على المسلمين؟
على مر التاريخ الذي شهد وجود الأنبياء -عليهم السلام- المرسلين من الله عز وجل على عباده لهدايتهم إلى الدين، فقد فرض الصيام في مراحل متعددة على أسلافنا من المؤمنين، ولكن ليس في رمضان، وأحد أسباب الصيام على المسلمين هو فرضه على من قبلنا من المؤمنين، وهذا واضح للغاية في قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[2]، ومن الأسباب التي جعلت الصيام فرض على المسلمين، هو نزول القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل ووجود ليلة القدر فيه، قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[3].
ما هي مراحل فرض الصيام؟
تم فرض الصيام على المسلمين في ثلاثة مراحل وفق تدرج شرعي كان على المسلمين يسيراً، وهذه المراحل هي:[4]
- المرحلة الأولى: وقد بدأت عندما كان النبي في قبيلة قريش، والتي تمثلت بصيام عاشوراء التي كان النبي يصومها قبل الهجرة وبعدها، ومن ثم أضاف إليها صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وفيما بعد، أصبح هذا الصيام مخيراً بعد أن فرض الصيام في رمضان.
- المرحلة الثانية: وهي التي سميت بمرحلة التخيير، فبعد أن فرض الصيام، خير النبي المسلمين بين صيام رمضان أو دفع الفدية بدلاً من ذلك.
- المرحلة الثالثة: وهي التي سقط فيها التخيير بعد أن أصبح صيام رمضان هو فرض عين على المسلمين، وأصبح ركن من أركان الإسلام الخمسة.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون سحور
حكم الصيام
من حيث الحكم غير شرعية الصوم أو تحريمه، ينقسم الصيام إلى أربعة أنواع منه، وهي التالي:[4]
- صيام الفرض والواجب: وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة والمتمثل بشهر رمضان المبارك، وعدم صيامه يلزم غضب الله من العبد وضياع الثواب، كما يوجد صيام الواجب الذي يتعلق بالنُذور والكفارات كَكفارة اليمين والجماع في يوم رمضان.
- صيام السنة: وهي التي أوصانا النبي بصيامها لما فيها من مغفرة، مثل الستة من شوال، ويومي الاثنين والخميس والثمانية من ذي الحجة وغيرها مما ذكر بالحديث الشريف.
- الصيام المكروه: وهي الأيام التي حللها الله لعبده أن يفطر بها دون ذنب، مثل صيام الدهر بشكل يومي دون ترك فواصل، أو صيام شهر رجب بكامله، أو صيام يوم عرفة.
- الصيام المحرم: وهي الأيام التي يحرم شرعاً صيامها، كصيام العيدين أو أيام التشريق في مناسك الحج، واليوم الذي يظن أنه متمم شعبان.
شاهد أيضًا: معلومات عن شهر رمضان
فوائد الصيام في الإسلام
الصيام ذو عدة فوائد في الدنيا والآخرة، وَوحده الإنسان الصائم المستفيد منه دون سواه، ومن أهم هذه الفوائد:[4]
- الصيام يكبح شهوات الدنيا وملذاتها الزائلة ويبعد الإنسان عن ارتكاب المعاصي.
- الصيام يشفع لصاحبه عن الله عز وجل بما يقدمه من إحسان وعمل صالح وعبادة خالصة إلى الله.
- الصيام أحد أسباب دخول الجنة، وهذا ما وعد الله به عباده، كما أن الصيام يكفر عن الخطايا والذنوب.
- صحياً، الصيام يفيد الجسم ككل ويحافظ على صحته ويمنح الأعضاء الداخلية للإنسان الوقت الكافي لإعادة هيكلتها.
- اجتماعياً، الإسلام يقوي روابط المحبة وصلة الرحم ويقرب الناس ويصفي القلوب.
- أخلاقياً، الصيام يهذب الروح وينمي الأخلاق التي أمرنا بها النبي الكريم، ويعلمنا الإحساس بالآخرين.
بهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان في اي سنة فرض الصيام على المسلمين، والذي تعرفنا من خلاله على الصيام ومتى تم فرض على المسلمين وأول من صامه من الأنبياء، كما تعرفنا على سبب فرضه وما هي أحكامه والمراحل التي فرض بها وأهم فوائده الدنيوية وفي الآخرة.
المراجع
- ^ wikiwand.com , الصوم في الإسلام , 12/03/2024
- ^ سورة البقرة , الآية 183 , 12/03/2024
- ^ سورة البقرة , الآية 185 , 12/03/2024
- ^ islamqa.info , متى فرض الصيام ؟ , 12/03/2024