فضل قيام الليل بسورة البقرة في استجابة الدعاء

فضل قيام الليل بسورة البقرة في استجابة الدعاء من الأمور التي يتساءل عنها الكثير من الناس، فجميع المسلمين لديهم حاجات يدعون الله -تعالى- بها، ويبحثون عن الأوقات والآداب التي تجعل الدعاء أرجى للإجابة والقبول من الله -سبحانه وتعالى-. وفي هذا المقال من موقع مقالاتي سيتم توضيح ما إن كان لسورة البقرة مزية عن غيرها من السور تجعل قراءتها في قيام الليل له فضل في استجابة الدعاء.

فضل قيام الليل بسورة البقرة في استجابة الدعاء

لا شك أن سورة البقرة عمومًا لها فضل عظيم، لكن لم يرد ما يدلّ على فضل قراءة سورة البقرة في قيام الليل، فمن يفعل ذلك لا يفعله على أنّه سنّة لعدم ورود ما يدل عليه عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، لكن فضل قراءة سورة البقرة ورد في عدد من الأحاديث، ومن فضلها أنّها لا تستطيعها السحرة، كما أنّ قيام الليل له فضل عظيم جدًا وهو من أعظم القربات، ويمكن للمسلم أن يدعو فيه بما شاء، لا سيّما في سجوده؛ لأّن موضع السجود يكون فيه العبد أقرب ما يكون إلى ربّه.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء

لم يٌعلم بتخصيص قراءة سورة البقرة لأمر معيّن مثل تحصيل الوظيفة، أو الزواج، أو الذرية؛ سواء حددت قراءته بعدد، أو لم تحدد بعدد.[2] لكن عمومًا ورد الترغيب بقراءة سورة البقرة في كلّ وقت وحين في عدد من الآثار، ولا تعدّ المداومة على قراءتها من البدع، وقد ذكر العلماء استحباب التوجّه إلى الله بالدعاء بعد قراءة القرآن الكريم لأنه مظنة الإجابة.[3] كما قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: “فليسأل الله به؛ أي: فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة, أو المراد أنه إذا مر بآية رحمة فليسألها من الله تعالى، وإما أن يدعو الله عقيب القراءة بالأدعية المأثورة”.[4]

شاهد أيضًا: تجربتي مع قيام الليل بسورة البقرة

فضل قيام الليل في استجابة الدعاء

يجوز للمسلم أن يدعوا الله تعالى في قيام الليل بما شاء من حاجاته الدنيويّة والأخروية، لا سيّما في الثلث الأمير من الليل،[5] فقد ثبت في صحيح مسلم: (إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْألُ اللهَ خَيْراً مِنْ أمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلا أعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ)،[6] حيث يكون الدعاء في الثلث الأخير من الليل أدعى للإجابة، فيدعو المسلم ربّه بالهداية والتوفيق والنجاح والذريّة والزوجة الصالحة، أو أي أمر آخر ليس فيه إثم أو قطيعة رحم.[7]

شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح تغني عن قيام الليل

فضل خواتيم سورة البقرة

خواتيم سورة البقرة هما الآيتان الأخيرتان منها، وقد ورد في فضلهما أحاديث، منها ما يأتي:

• ثبت عن عبدالله بن عباس: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ).[8]
• ثبت عن عبدالله بن مسعود: (فَأُعْطِيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَواتِ الخَمْسَ، وأُعْطِيَ خَواتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ، وغُفِرَ لِمَن لَمْ يُشْرِكْ باللَّهِ مِن أُمَّتِهِ شيئًا، المُقْحِماتُ).[9]
• ثبت عن أبو مسعود: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ [يعني: مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ]).[10]

شاهد أيضًا: عدد ركعات التراويح وكيفية أدائها

أحاديث عن فضل سورة البقرة

سورة البقرة لها فضل عظيم، فهي تطرد الشياطين، وتبطل السحر بإذن الله -تعالى-، كما تعدّ سورة البقرة سببًا للشفاء من العين؛ لا سيّما الآيتين الأخيرتين منها، وفي القرآن جميعه شفاء للأجسام والعقول، وفيما يأتي مجموعة من الأحاديث التي تدلّ على فضل سورة البقرة:

• (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).[11]
• (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة).[12]
• (إنَّ لكلِّ شيءٍ سَنامًا وإنَّ سَنامَ القُرآنِ سورةُ البقرةِ مَن قرَأها في بيتِه ليلًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثَ ليالٍ ومَن قرَأها نهارًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثةَ أيَّامٍ).[13]
• (مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ).[14]
• (ما خيَّبَ اللَّهُ تعالى عبدًا قامَ في جوفِ اللَّيلِ، فافتتحَ سورةَ (البقرَةِ) و(آلِ عمرانَ) ونِعمَ كنزُ المرءِ (البقرَةُ) و(آلُ عمرانَ)).[15]

شاهد أيضًا: كيفية أداء صلاة التراويح في المسجد للنساء

آداب الدعاء

فيما يأتي مجموعة من الآداب التي ينبغي على المسلم أن يلتزم بها عند الدعاء:[16]

• عد الاستعجال بالإجابة.
• اليقين بأنّ الله -تعالى- سوف يستجيب.
• الدعاء بجوامع الدعاء.
• افتتاح الدعاء بحمد الله، والصلاة على النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-.
• استثمار الأوقات المباركة التي يكون فيها الدعاء أرجى للإجابة.
• رفع اليدين في الدعاء.
• الدعاء بالخير، وأن لا يدعو المسلم على نفسه أو على غيره بالشر والقطيعة.
• عدم الدعاء على المال أو العيال أو النفس.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، ونكون قد وضحنا فيه ما قيل في فضل قيام الليل بسورة البقرة في استجابة الدعاء للمؤمن بما فيه الخير في الدنيا والآخرة، وبيّنا فضل سورة البقرة وقيام الليل عمومًا، بالإضافة إلى ذكر آداب الدعاء.