جدول المحتويات
ما هي علامات الساعة الكبرى بالترتيب إن علم قيام الساعة هو عنده الله وحده لا يشاركه أحد لا نبيا ولا رسولا، ولا أي مخلوق، وخلق لهذا اليوم علامات انقسمت علامات صغرى وعلامات كبرى، وقد أخبرنا عنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في العديد من المواضع، وعبر موقع مقالاتي سنتحدث وبالتفصيل عن علامات يوم القيامة الكبرى، وما هو ترتيبها، وما تحقق، وما لم يتحقق منها، وكم عدد علامات الساعة الكبرى.
ما هو يوم القيامة
يوم القيامة هو يوم البعث الذي يقوم فيه الناس للحساب، وقد سمي بيوم القيامة لقيام الناس من قبورهم للقاء الله تعالى، وأن فيه الأشهاد الذين يشهدون للأنبياء والرسل بقيامهم بتأدية رسالتهم على أكمل وجه، وظلموا من الكفار وعنادهم، ولأن العدل فيه يقام، فهو يوم الحق يوم يثيب الله عباده الصالحين، ويعاقب الكافرين بما وعدهم، قال تعالى في الآية 47 من سورة الأنبياء: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ}.[1]
شاهد أيضًا: ما هي علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر حتى الآن
كم عدد علامات الساعة الكبرى
إن علامات الساعة الكبرى هي عشرة، وقد أخبرنا عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عدة أحاديث، منها ما رواه عنه حذيفة بن أسيد الغفاري -رضي الله عنه- فقال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ منه، فَاطَّلَعَ إلَيْنَا، فَقالَ: ما تَذْكُرُونَ؟ قُلْنَا: السَّاعَةَ، قالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ. قالَ شُعْبَةُ: وَحدَّثَني عبدُ العَزِيزِ بنُ رُفَيْعٍ، عن أَبِي الطُّفَيْلِ، عن أَبِي سَرِيحَةَ، مِثْلَ ذلكَ، لا يَذْكُرُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقالَ أَحَدُهُما في العَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ”.[2]
شاهد أيضًا: من علامات الساعة الكبرى
ترتيب علامات الساعه الكبرى
تباينت آراء العلماء في ترتيب علامات الساعة الكبرى، كون ذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في موضع مختلفة، وترتيب مختلف، ومنهم من قسم العلامات إلى أرضية أولها ظهور الدجال، وسماوية أولها طلوع الشمس من مغربها، وذهب البعض أن هناك علامات دالة على قرب الساعة أولها ظهور الدجال، وأخرى دالة على وقوع الساعة أولها الدخان، بينما اتفقوا على أن آخر العلامات هي خروج النار، فيما يلي نورد معلومات على كلٍ منها:[3]
ظهور المهدي
يقوم المهدي بنشر العدل بين الناس، والحكم بالدين، وإقامة شرائعه وسننه، وتفنيد كل بدعة، ويعتبر ظهور المهدي أمراً ثابت بالإجماع ولا خلاف به، بدليل ما رواه عبد الله بن مسعود عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا تنقضي الأيامُ ولا يذهبُ الدهرُ، حتى يملكَ العربَ رجلٌ من أهلِ بيتي اسمُهُ يُواطئُ اسمي”.[4]
ظهور المسيح الدجال
وهو من بني آدم، يجعل الحق باطلا، يتميز بالكذب والضلال، فتنته خطيرة على بني آدم، ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر، لا يقرأها إلا المؤمن، وظهوره من أول العلامات التي تبدأ بها أحوال الأرض بالتغير، يمكث في الأرض أربعين يوما، يضلل الناس بأنه يأمر السماء أن تمطر فتمطر، وقد روى النواس بن سمعان الأنصاري حديث يثبت ذلك، ولا يقي المسلم من فتنة المسيح الدجال سوى الإيمان الخالص بالله بالقلب والجوارح.
ظهور يأجوج ومأجوج
وهم قبيلتان من البشر من ذرية يافث ابن نوح عليهما السلام، وهم قوم مفسدون، يتميزون بإمكانهم القتل، والأذى، وقد احتجزهم الملك الصالح ذو القرنين من خلال بنائه سداً مصنوع من الحديد والنحاس يحجبهم عن غيرهم، ومن علامات الساعة ثقب هذا السد، وملئهم الأرض فسادًا، وانتهاكاٍ للحرمات، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ* وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}، [5] ثم يرسل عليهم دودا تأكل رقابهم، وطيور أعناقها طويلة كالإبل ترمي جثثهم حيث يريد الله.
هدم الكعبة
ويكون ذلك على يد رجل من الحبشة يسمى ذو السويقتين، لصغر، ورقة ساقيه، يهدم الكعبة حجرا حجرا، روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: “يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ”، أخرجه البخاري، ومسلم [6] وتبقى الكعبة آمنة إلى ما قبل قيام الساعة الفعلي، أما المدينة فيخرج منها أهلها وتركوها خاوية بالرغم من طيب عيشها وثمارها.
الدخان
ويبقى أربعين يومًا، يملأ الأرض من مشرقها إلى مغربها، عندها يلجأ الناس إلى الله بالدعاء لكشف هذه الغمة، وأنهم آمنوا بما أخبرهم الله به، والأمور الغيبية، ويصيب المؤمن بالزكام، ويأخذ من الكافر ما يأخذ، قال تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ* يَغْشَى النَّاسَ هَـذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ* رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}.[7]
طلوع الشمس من الغرب
ويعد طلوع الشمس من الغرب من العلامات العظيمة قيام الساعة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها”، [8] وفي هذا اليوم لا ينفع الإيمان إن لم تكن النفس قد آمنت بالله تعالى، ورسوله، واليوم الآخر قبل هذا اليوم، يوم لا ينفع الندم.
ظهور دابة الأرض
من علامات الساعة الكبرى ظهور دابة الأرض فتكلم الناس كلاما واضحا، وتخبرهم أن الناس لا يوقنون بآيات الله، وتخرج عن فساد الناس وعدم إطاعتهم الله وتميز الكافر من المؤمن، وتختم كل منهما على جبينه، قال تعالى في الآية 82 من سورة النمل: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}.[9]
الخسوفات الثلاثة
وهي خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، وقد أخبر عنها رسول الله في الحديث المذكور سابقا الذي تحدث فيه عن علامات يوم القيامة، وتتميز هذه الخسوفات باختلافها عما يحدث الآن من خسوف، ولا تتشابه مع غيرها وهي الأشد والأعظم على الإطلاق.
الريح الباردة
وهذه الريح تقبض روح كل من فيه ذرة من الإيمان، وتنجيهم من أهوال يوم القيامة التي لا تقوم إلا على شرار الخلق، روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً مِن قِبَلِ الشَّأْمِ، فلا يَبْقَى علَى وَجْهِ الأرْضِ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ، أَوْ إيمَانٍ إلَّا قَبَضَتْهُ، حتَّى لو أنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ في كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عليه، حتَّى تَقْبِضَهُ قالَ: سَمِعْتُهَا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ”.[10]
خروج النار
وهي آخر علامات الناس، تخرج من اليمن ليست الغاية منها حرق الناس، وإنما سوقهم إلى محشرهم، تلازمهم ليلا، ونهارا، تبيت وترحل معهم، وتبقى على هذه الحال حتى توصلهم الشام، روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ستَخرُجُ نارٌ من حَضرموتَ أو من نحوِ بحرِ حضرموتَ قبلَ يومِ القيامةِ تَحشُرُ النَّاسَ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، فما تأمُرُنا؟ فقالَ: عليكُم بالشَّامِ”، أخرجه الترمذي، واللفظ له، وأحمد.[11]
شاهد أيضًا: هل الزلازل من علامات الساعة
علامات الساعة الكبرى التي ظهرت
في الحقيقة أنه لم تتحقق حتى يومنا هذا أي من العلامات الكبرى ليوم القيامة، ومن المعروف أن علامات الساعة تنقسم إلى صغرى وكبرى، وقد تحققت العديد من العلامات الصغرى، ومنها نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والتطاول في البنيان، وانتشار البخل، وكثرة القتل، هذا ما يشير حسب رأي بعض العلماء إلى اقتراب موعد يوم القيامة، والله -سبحانه- جل وعلا يعلم ذلك.
شاهد أيضًا: من علامات الساعة من 6 حروف
ما هي علامات الساعة الكبرى التي لا يشهدها المؤمنين
إن أخر علامات الكبرى ليوم القيامة هي خروج النار من اليمن، وملازمتها للكفار في ليلهم ونهارهم، وفي نومهم، حتى تحشرهم كرها في الشام، أما المؤمنون فيهاجرون إلى الشام طواعية، وبذلك لا يشهدوا النار الحاشرة، وذهب البعض أن كل العلامات التي تلي الدخان وهي الخسوفات الثلاثة، والنار الحاشرة لا يشهدها المؤمنون، والحري بالذكر أن المؤمن يشهد كل العلامات إلا النار الحاضرة.
شاهد أيضًا: علامات الساعة الصغرى
ما الحكمة من إخفاء يوم القيامة
إن الحكمة من إخفاء يوم القيامة هي أن النفس البشرية دائمة الترقب لكل ما هو مجهول، خاصة إذا كان أمر عظيما واقعا بصورة حتمية، فستظل حذرة مستعدة لهذا اليوم، أما من فسدت نفسه فيغفل عن حقيقة يوم القيامة، وقد أخفى الله علم هذا اليوم عن كل مخلوق ولا يعلله إلا هو، وقال تعالى في الآية 34 من سورة لقمان: {إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.[12]
وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا تحت عنوان ما هي علامات الساعة الكبرى بالترتيب وتعرفنا من خلالها على هذه العلامات وترتيبها، وأي منها تحقق، وأي منها لا يشهده المؤمن.
المراجع
- ^ سورة الأنبياء , الآية 47
- ^ صحيح مسلم , مسلم ، حذيفة بن أسيد الغفاري ، 2901 ، [صحيح]
- ^ islamweb.net , ترتيب علامات الساعة الكبرى , 16/08/2022
- ^ تخريج المسند لشاكر , أحمد شاكر ، عبدالله بن مسعود ، 5/199 ، إسناده صحيح
- ^ سورة الأنبياء , الآية 97
- ^ صحيح البخاري , البخاري ، أبو هريرة ، 1596 ، [صحيح]
- ^ سورة الدخان , الآية 10 - 11
- ^ ذخيرة الحفاظ , ابن القيسراني ، أبو هريرة ، 5/2631 ، عطاء عن إبراهيم مرسل ومن طريق آخر [ فيه ] زهير بن محمد رواه عنه أهل الشام ، والمعنى أن أهل الشام رووا عنه منكرات
- ^ سورة النمل , الآية 82
- ^ صحيح مسلم , مسلم ، عبدالله بن عمرو ، 2940 ، [صحيح]
- ^ صحيح الترمذي , الألباني ، عبدالله بن عمر ، 2217 ، صحيح
- ^ سورة لقمان , الآية 34