عدد ركعات قيام الليل ووقتها

عدد ركعات قيام الليل ووقتها الذي تشرع فيه من الليل، وما هو أفضل وقت يصلي فيه المسلم قيام الليل؛ بحيث يكتسب فضل هذه العبادة العظيمة؟ في هذا المقال سوف يوضّح موقع مقالاتي مجموعة من الأحكام الخاصّة بقيام الليل، ويجيب عن السؤال: كم عدد ركعات قيام الليل، ثمّ سيسلّط الضوء على أقل عدد ركعات قيام الليل يؤديها المسلم لتحصيل فضيلة القيام، وغير ذلك من المعلومات والأحكام المهمّة.

عدد ركعات قيام الليل ووقتها

قيام الليل من العبادات العظيمة، بحيث يستحبّ للمسلم أن يصلي فيه ما شاء من النوافل مثنى مثنى، وأن يدعوا الله -تعالى- بما شاء ممّا فيه الخير له وللأمة الإسلامية في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي سيتمّ توضيح كم عدد ركعات قيام الليل ووقتها من الليل:

عدد ركعات قيام الليل

ليس لصلاة الليل عدد معين من الركعات ينبغي على المسلم أن يلتزم به، بل يحصل قيام الليل بصلاة ركعتين، ويزيد عليها المسلم ما شاء من الصلاة مثنى مثنى لما ثبت في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهم-: (سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى. وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أمَرَ بهِ)،[1] وأقل صلاة الليل أن يوتر المسلم بركعة واحدة.[2]

وقد ورد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كان يصلي قيام الليل إحدى عشرة ركعة، لكن لا حرج إن زاد المسلم على ذلك لعموم النصوص التي يستدلّ منها عن صلاة قيام الليل، ولعمل الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، ومن ذلك فلا حدّ لصلاة الليل بل للمسلم أن يصلي ما شاء.[2]

وقت قيام الليل

يكون قيام الليل بعد صلاة العشاء، ويمتد إلى طلوع الفجر وفق قول جمهور العلماء، وهذا أيضًا قول الشافعية والمالكية والحنابلة، كما اختاره أبو يوسف من الحنفية، للحديث المرويّ عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنها- عمّا سمعه من ردّ الرسول  -صلى الله عليه وسلم- على من سأله عن قيام الليل، فقال له: (قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً).[1][3]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

أفضل وقت لِصلاة قيام الليل

ورد عن جمهور أهل العلم أن أفضل وقت لقيام الليل هو الثلث الأخير منه ليوافق النزول الإلهي، وقد ورد عن عمرو بن عبسة -رضي الله عنه-: (قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أيُّ اللَّيلِ أسمَعُ قالَ جوفُ اللَّيلِ الآخرُ فصلِّ ما شئتَ، فإنَّ الصَّلاةَ مشْهودةٌ مَكتوبةٌ حتَّى تصلِّيَ الصُّبحَ)،[4] ولكن في حال خشي المسلم ألّا يستيقظ ليصلي آخر الليل، أو وجد الهمّة في نفسه أوّل الليل بأن كان يصلي فيه عددًا أكثر من الركعات، ويتشجّع أكثر على القيام؛ فيقرأ أكثر كانت الصلاة بالنسبة له في بداية الليل خير، والله -تعالى- أعلم.[5]

شاهد أيضًا: متى تبدأ صلاة قيام الليل ومتى تنتهي

عدد ركعات قيام الليل مع الشفع والوتر

السنة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يزد في قيام الليل على إحدى عشرة ركعة مع الوتر، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى ركعتين بعد الوتر، لكن من أراد أن يزيد على ذلك فلا بأس.[2]

شاهد أيضًا: السور المستحب قراءتها في صلاة قيام الليل

أقل عدد ركعات قيام الليل

أقل عدد يصليه المسلم من ركعات قيام الليل هو ثنتان خفيفتان يصليهما المسلم بتسليمة واحدة،[6] لما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ قال:(إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.).[7]

وإن خير الهدي هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فقد كان يصلي في قيام الليل مثنى مثنى ويتم إحدى عشرة ركعة بما فيها الوتر، وقد ذكرت أمّ المؤمنين السيّدة عائشة -رضي الله عنها-: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).[8]

هل يجوز صلاة قيام الليل ركعتين فقط

يحصل قيام الليل بصلاة ثلاث ركعات بعد فريضة العشاء؛ ركعتين لقيام الليل والأخيرة للوتر، كما أنّ المسلم إذا نوى القيام لكن غلبه النوم ولم يستطع الصلاة كتب له ما نواه، والله أعلم.[6]

هل يجوز صلاة قيام الليل أربع ركعات فقط

ذكر سابقًا، بأنّ أقل ما يحصل به قيام الليل ركعتين، لأنّ صلاة الليل مثنى مثنى كما وردت في حديث السيّدة عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ويزيد المسلم على هذا القدر وفق طاقته، فإن صلى أربع ركعات ثمّ أوتر جاز، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل تكفي صلاة التراويح عن قيام الليل

فضائل قيام الليل

قيام الليل له فضائل عظيمة، منها ما يأتي:[9]

• اجتهاد الرسول – صلى الله عليه وسلم – بقيام الليل؛ وعنايته العظيمة به حتى تفطرت قدماه الشريفتان؛ وعن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا…).[10]
• قيام الليل من أعظم أسباب دخول الجنة؛ وعن عبد الله بن سلام – رضي الله عنه – قال: أقدم النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ المدينةَ، انجَفلَ النَّاسُ قبلَهُ، وقيلَ: قد قدمَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ ثلاثًا، فَجِئْتُ في النَّاسِ، لأنظرَ، فلمَّا تبيَّنتُ وجهَهُ، عرفتُ أنَّ وجهَهُ ليسَ بوَجهِ كذَّابٍ، فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ، أن قالَ: يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ).[11]
• سبب من أسباب رفع الدرجات في الجنة؛ فعن أبي مالك الأشعري – رضي الله عنه – قال: (إنَّ في الجنَّةِ لغُرفةً قد يُرى ظاهرُها من باطنِها، وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها اللَّهُ لمن أطعمَ الطَّعامَ، وألينَ الكلامَ، وتابعَ الصِّيامَ، وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ).[12]
• المحافظون على قيام الليل يستحقون رحمة الله -تعالى- وجنته؛ قال -تعالى: (كَانُوا قَلِيلا مّنَ الليل مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[13]
• أهل قيام الليل في جملة عباد الله الأبرار؛ وقد مدحهم الله -تعالى- في كتابه العزيز، فقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).[14]
• مشهود لهم بالإيمان الكامل في القرآن الكريم؛ قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ*تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ُنفِقُونَ).[15]
• لا يتساوون مع غيرهم من الذين لا يتصفون بوصفهم؛ قال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ الليل سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ).[16]
• أفضل الصلاة بعد صلاة الفريضة؛ لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ).[17]
• قيام الليل يكفّر للسيئات؛ وينهى عن الآثام.

شاهد أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل

وفي نهاية هذا المقال، نكون قد بيّنا عدد ركعات قيام الليل ووقتها من الليل، ثمّ سلّطنا الضوء على أفضل وقت لقيام الليل، وما هو أقل عدد من الركعات يكفي ليحصّل المسلم فضيلة قيام الليل.