عدد ركعات التراويح في الحرم المكي

إن عدد ركعات التراويح في الحرم المكي هو عشرون ركعة كما صلاها الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك من دون الشفع والوتر، وعلى هذا العدد مذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل وأبو حنيفة، وقد ذكر بعضهم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد صلاها عشرين ركعة إلا أنّ ذلك غير صحيح كما أخبر السيوطي.[1]

كم ركعة في صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح هي سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يصليها أحد عشرة ركعة مع الشفع والوتر، وبما أنّ الأمر سنة فالباب فيه واسع ويُمكن للمسلم أن يصليها ما شاء من عدد الركعات مثنى مثنى يُسلم من كل اثنتين، إلا أنّ العلماء قد اجتهدوا في عددها وانقسموا إلى أربعة أقوال هي:[1]

إحدى عشرة ركعة كما صلاها النبي الله صلى الله عليه وسلم.
عشرون ركعة ما عدا الوتر كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ست وثلاثون ركعة على مذهب الإمام مالك.
ثلاثة عشر.

شاهد أيضًا: هل التراويح هي قيام الليل

كم ركعة صلاة التراويح في البيت

إنّ عدد ركعات صلاة التراويح في البيت لا يختلف عن عددها في المسجد، ويُمكن للمسلم أن يصليها إحدى عشرة ركعة مع الشفع والوتر اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ويُمكن أن يصليها عشرون ركعة كما في الحرم المكي، وكل له الأجر والثواب بإذن الله.[1]

شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح تغني عن قيام الليل

عدد ركعات صلاة التراويح والعشاء

إنّ عدد ركعات صلاة العشاء هو أربع ركعات، ومع أنّ ذلك لم يرد فيه نص شرعي إلا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أداها كذلك، وقد أخبر الناس أن صلوا كما رأيتموني أصلي وقد ذكر الكاساني في هذه المسألة: “أما عدد ركعات هذه الصلوات فالمصلي لا يخلو إما أن يكون مقيما وإما أن يكون مسافرا، فإن كان مقيما فعدد ركعاتها سبعة عشر: ركعتان، وأربع وأربع، وثلاث، وأربع. عرفنا ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: صلوا كما رأيتموني أصلي”.[2]

أمّا بالنسبة لعدد ركعات صلاة التراويح فقد أشير إلى أنّ التراويح هو قيام الليل وهو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُمكن للمسلم أن يأتيها بعدد الركعات الذي يشاؤه ولكنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد أداها إحدى عشرة ركعة مع الشفع والوتر.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح والتهجد

عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية أدائها

إنّ عدد ركعات صلاة التراويح غير محدد في الإسلام فهو سنة وتُصلى مثنى مثنى أي يُصليها المسلم كما يُصلي ركعتي الضحى ويُسلم من كل ركعتين، يُمكن له أن يأتي بها إحدى عشرة ركعة كما الرسول صلى الله عليه وسلم، ويُمكن له أن يأتي بها أقل من ذلك أو أكثر والله هو الذي يُثيب العباد كل على عمله، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات التراويح مع الشفع والوتر

ما هو وقت صلاة التراويح

إنّ وقت صلاة التراويح يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وقد ذكر النووي في ذلك: “يَدْخُلُ وَقْتُ التَّرَاوِيحِ بِالْفَرَاغِ مِنْ صَلاةِ الْعِشَاءِ , ذَكَرَهُ الْبَغَوِيّ وَغَيْرُهُ , وَيَبْقَى إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ”، وذلك بالنسبة للمصلي العادي أمّا لو كان المصلي إمامًا فالأولى أن يصليها بعد العشاء مباشرة ولا يؤخرها إلى منتصف الليل أو نحوه فذلك يشق على المسلمين، والله أعلم.[3]

حكم صلاة التراويح

إنّ حكم صلاة التراويح هو سنة مؤكدة حيث إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتى بها، واستند العلماء في حكمهم ذاك على حديث عائشة رضي الله عنها الذي قالت فيه: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في المَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم. قالَ: وَذلكَ في رَمَضَانَ”،[4] وقد أجمع العلماء على سنيتها ومن بينهم الإمام النووي والصنعاني.[5]

حكم صلاة التراويح للنساء

إنّ حكم صلاة التراويح بحق النساء هو سنة مثل الرجال ولكن يُستحسن بالنسبة للمرأة أن تصليها في بيتها، وكلما كانت الصلاة في موضع خاص بالنسبة للمرأة كلما كان أفضل، وقد استند العلماء في حكمهم ذاك على حديث أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي: “أنها جاءَتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ: يا رسولَ اللهِ إني أحبُّ الصلاةَ معَكَ. قال: قد علِمتُ أنكِ تحبينَ الصلاةَ معي وصلاتُكِ في بيتِكِ خيرٌ مِن صلاتِكِ في حجرتِكِ وصلاتُكِ في حجرتِكِ خيرٌ مِن صلاتِكِ في دارِكِ وصلاتُكِ في دارِكِ خيرٌ مِن صلاتِكِ في مسجدِ قومِكِ وصلاتُكِ في مسجدِ قومِكِ خيرٌ مِن صلاتِكِ في مسجدي”.[6]

إلا أنّ هذه الأفضلية لا تمنعنّ من الذهاب إلى المسجد، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث شريف له أن يجب على الرجال أن يأذن للنساء بالذهاب إلى المسجد إذا استأذنهم.[7]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح للنساء في المسجد

مشروعية صلاة التراويح

لقد شرعت صلاة التراويح في الإسلام بادئ الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يأتي تفصيلات عمّا كانت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وما آلت إليه في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

صلاة النبي عليه الصلاة والسلام بالناس

لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بادئ الأمر في المسجد فصلى النّاس بصلاته، ثم لمّا كانت الليلة الثانية اجتمع النّاس أكثر، فلمّا كانت الثالثة أو الرابعة اجتمعوا فلم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة معهم خشية أن تُفرض عليهم.[8]

صلاة عمر بن الخطاب بالناس

فلمّا كان عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى النّاس جماعات جماعات يُصلون كلّ لوحدهم، فرأى أن يجمعهم كلهم على قارئ واحد، ومن المعروف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه الاجتهاد مذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فجمع كلمة النّاس ووحد صفوفهم وأزال الخوف الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يعزف عن صلاة التراويح بالناس.[8]

أقوال الفقهاء في عدد ركعات صلاة التراويح

كما أشير في بداية هذا المقال إلى أنّ الفقهاء اختلفوا في تحديد ركعات صلاة التراويح لأنّها سنة، فمنهم مَن قال بصلاتها أحد عشر ومنهم مَن قال عشرون ومنهم مَن قال ست وثلاثون، وبعضهم قال ثلاثة عشر، والأمر واسع.[1]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال عدد ركعات التراويح في الحرم المكي وذكرنا بعضًا من المسائل الخاصة بصلاة التراويح مثل حكمها ومشروعيتها وعدد ركعاتها بالاستناد إلى أقوال أئمة أهل الفقه والعلم.