جدول المحتويات
عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين الذي يعتبر واحد من ضمن العشرة المبشرين بالجنة، وتعد السيرة الذاتية لعثمان بن عفان رضي الله عنه من أكثر السير الذاتية القيمة في الإسلام، ويرغب الكثير من الأشخاص في معرفة مزيد من المعلومات عن عثمان بن عفان من أجل الوقوف على الدروس الحياتية الموجودة بسيرته الذاتية.
عثمان بن عفان رضي الله عنه
عثمان بن عفان رضي الله عنه هو عبد الله عثمان بن عفان الأموي القرشي ولد في 47 قبل الهجرة، وتوفى في العام الخامس والثلاثين من الهجرة أي ولد في العام 576 ميلاديا، وتوفى في العام 656 الميلادي، وكان مولده في مكة بعد عام الفيل بست سنوات، ووالده هو عفان ابن عم أبي سفيان بن حرب الذي مات في الجاهلية، ويعتبر عثمان بن عفان من أوائل المهاجرين إلى أرض الحبشة من أجل حماية الإسلام، كما يعد من أكثر المقربين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه الشديد وأخلاقه الحميدة وعشرته الحسنة، وهو من المبشرين بالجنة، حيث أخبره الرسول بأنه سيموت شهيدًا.
ويرجع نسب عثمان بن عفان إلى نسب الرسول محمد في عبد مناف، فهو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وتقرب أمه إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهي ابنة عمته البيضاء بنت عبد المطلب، فأمه هي أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد دخلت أم عثمان الإسلام، وتوفيت في خلافته.
وله شقيقة واحدة هي آمنة بنت عفان، وبعد أن توفى والده عفان تزوجت أمه من عقبة بن أبي معيط الأموي القرشي، ورزقت منه بثلاثة أبناء وبنت ليكونوا أخوة عثمان بن عفان من الأم، وهم الوليد بن عقبة وخالد بن عقبة وعمارة بن عقبة وأم كلثوم بنت عقبة.
شاهد أيضًا: تصدق الخليفة عثمان بن عفان بقافلة كاملة عندما حدثت مجاعة في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه
وصف عثمان بن عفان رضي الله عنه
عرف عثمان بن عفان رضي الله عنه عثمان بأنه من أغنى أغنياء قريش، واشتهر بشرفه وحكمته ورجاحة عقله وكرمه، وكان يتمتع بمكانة كبيرة بين قومه، حيث كان محبوب من قبل قبيلته إلى حد كبير، وكان عثمان بن عفان من أشهر التجار في الجاهلية، حيث ورث التجارة عن والده، ولم يكن من الساجدين للأصنام أو من شاربي الخمر لا في الجاهلية ولا في الإسلام، وبالنسبة إلى كنايته في الجاهلية فكان يكنى أبا عمرو، وعندما تزوج من رقية بنت النبي محمد، ورزق منها بطفل سماه عبد الله، فكناه المسلمون أبا عبد الله، ولقب بذي النورين؛ لأنه تزوج من رقية بنت النبي، ثم تزوج بعد وفاتها من أختها أم كلثوم.
وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه جميل متوسط الطول، وكانت بشرته سمراء بخفة، ولديه شعر كثيف ولحية طويلة، وكان ضخم البنية، وقال الزهري في وصف عثمان بن عفان: «كان عثمان رجلا مربوعا، حسن الشعر، حسن الوجه، أصلع، أروح الرجلين (منفرج ما بينهما)، وأقنى (طويل الأنف مع دقة أرنبته، وحدب في وسطه)، خدل الساقين (ضخم الساقين)، طويل الذراعين، قد كسا ذراعيه جعد الشعر، أحسن الناس ثغرا، جُمَّته (مجتمع شعر الرأس) أسفل من أذنيه.
إسلام عثمان بن عفان رضي الله عنه
دخل عثمان بن عفان الإسلام عندما كان في الرابعة والثلاثين من عمره، وذلك عندما دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام حينما قال له: «ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ فقال: بلى واللَّه إنها كذلك. قال أبو بكر: هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟ فقال: نعم». وفي الحال مرَّ رسول اللَّه فقال: «يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه». قال: «فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمداً عبد الله ورسوله»، ليكون عثمان بن عفان بذلك من أوائل الذين دخلوا الإسلام، حيث أسلم قبل دخول الرسول محمد بن عبد الله دار الأرقم، ويعد عثمان بن عفان رابع من أسلم من الرجال، وقال عنه أبو إسحاق: «كان أول الناس إسلامًا بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة عثمان».
شاهد أيضًا: قائد العثمانيين في معركة تربة .. أحداث معركة تربة
زواج عثمان بن عفان من رقية بنت النبي
قام النبي محمد صلى الله عليه بتزويج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب، وتزويج أختها أم كلثوم من عتيبة بن أبي لهب، وعندما نزلت سورة المسد (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) (سورة المسد، آية: 1 – 5)، أمر أبو لهب وزوجته أم جميل بنت حرب بن أمية ابنيهما بمفارقة ابنتي محمد، لذلك فارقوهما قبل أن يدخلا بهما.
وعند هجرة أول دفعة من المسلمين في السنة الخامسة للبعثة برئاسة عثمان بن عفان رضي الله عنه، والتي بلغ عددها اثني عشر رجلًا وأربع نسوة منهن رقية بنت النبي، من أجل أن يقصدوا ميناء الشعيبة للوصول إلى الحبشة، وفي أثناء ذلك سمع عثمان بخبر طلاق رقية، ليقوم بخطبة رقية من رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتزوج منها، وقامت بزفهما أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، وقيل في زفتهما: «أحسن زوجين رآهما إنسان، رقية وزوجها عثمان».
أعمال عثمان بن عفان في العهد النبوي
قدم عثمان بن عفان العديد من الأعمال في عهد رسول في سبيل الحصول على رضا الله ورسوله، ومن ضمن ما قام به ما يلي:
- كان عثمان بن عفان رضي الله عنه من أوائل من هاجروا إلى الحبشة.
- قام عثمان بن عفان بإعداد جيش العسرة وتجهيزه في غزوة تبوك.
- وسع عثمان بن عفان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
- قام عثمان بن عفان بشراء بئر روما ليكون وقف للمسلمين.
غزوات عثمان بن عفان
حضر عثمان بن عفان رضي الله عنه كل الغزوات التي دخلها النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة أحد، وغزوة غطفان (ذي إمر)، وغزوة ذات الرقاع، وغزوة تبوك ما عدا غزوة؛ بدر بسبب مرض زوجته رقية، لذلك أمره الرسول بالبقاء معها للعناية بها وعدم تركها بمفردها.
خلافة عثمان بن عفان
تولى عثمان بن عفان الخلافة بعد مرور ثلاثة أيام على وفاة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث اجتمع المسلمين مع الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف للتشاور حول من هو أحق الناس بالخلافة، واجتمع كل الصحابة على مبايعة عثمان بن عفان رضي الله عنه، لتتم مبايعته على الخلافة في العام الرابع والعشرين من الهجرة، ليكون ثالث الخلفاء الراشدين، ووصلت مدة خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى اثني عشرة سنة قام خلالها بالعديد من الإنجازات من ضمنها ما يلي:
- نسخ القرآن الكريم إلى أكثر من نسخة، وبعثها إلى الأمصار المختلفة.
- الاهتمام بالمساجد، حيث قام بتوسيع المسجد الحرام والمسجد النبوي.
- تأسيس أول أسطول بحري للمسلمين.
- قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بفتح الكثير من البلدان مثل أرمينيا، وقبرص، وطرابلس، وأجزاء من إفريقيا.
شاهد أيضًا: ما سبب جمع عثمان القران في مصحف واحد
استشهاد عثمان بن عفان
تم قتل عثمان بن عفان من قبل جماعة مارقة في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة، وذلك عندما قاموا باقتحام منزله ليقتلوه وهو صائم والمصحف بين يديه، ليموت شهيدا كما أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم، وتم دفنه في البقيع.
وفي نهاية المقال نكون قد ذكرنا لكم أهم المعلومات عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، حيث قمنا بالحديث عن نشأته ونسبه، كما قمنا بتوضيح أهم صفاته، بالإضافة إلى الحديث عن إسلامه، كما تحدثنا عن خلافة عثمان بن عفان والإنجازات التي قام بها.